ميليشيا الجولاني تلاحق مواقع التواصل وتغلق مجموعة ثورية على "واتساب"

ميليشيا الجولاني تلاحق مواقع التواصل وتغلق مجموعة ثورية على "واتساب"

وصلت المضايقات الأمنية وسياسة تكميم الأفواه لدى ميليشيا الجولاني (هيئة تحرير الشام) إلى إغلاق مجموعات الدردشة في مواقع التواصل الاجتماعي وملاحقة الناشطين القائمين عليها، وهو أسلوب يضاف لسلسلة الأساليب القمعية المتبعة في مناطق سيطرة "الهيئة" في الشمال السوري.

وعلمت أورينت أن الجهاز الأمني لدى ميليشيا "تحرير الشام" أجبر نشطاء محليين في إدلب، على إغلاق مجموعة ثورية مخصصة للدردشة على تطبيق (واتساب) وتحمل اسم (إسعاف – إعلام جبل الزاوية)، بعد استدعاء القائمين على المجموعة وإجبارهم على إغلاقها تحت التهديد.

وتداول نشطاء على موقع "فيس بوك" تسجيلاً صوتياً لأحد الأشخاص القائمين على المجموعة الثورية وهو يتحدث بغضب عن إبلاغهم من قبل الجهاز الأمني لميليشيا الجولاني بإغلاق "المجموعة" الثورية بسبب تقارير كيدية وصلت لأمنيي الميليشيا حول المجموعة والقائمين عليها وقال المتحدث: "هذا الغروب رح يغلق وينشئ غروب آخر باسم جبل الزاوية".

وأوضح صاحب التسجيل دون التعريف بنفسه: "يؤسفنا أنو وصلنا لهذه المرحلة، بدناءة بعض الأشخاص، اللي يشتغل جاسوس ضد أهل بلده، اللي رهن نفسه وكرامته لأي جهة عسكرية أو أمنية أو غيرها، بالطعن بأهل بلده وتصوير محادثاتهم.. مؤسف أن يوصل الأمر لاستدعاء زملاء من الكروب من قبل الأمن العام وينطلب حذف الكروب، لم تحصل على زمن بشار الأسد بطلب حذف كروبات الواتس أب"، وفق تعبيره.

ما القصة؟

وبحسب مصادر خاصة  تحدثت لأورينت نت، فإن ميليشيا الجولاني اعتقلت عدداً من الناشطين القائمين على "كروب جبل الزاوية" على تطبيق واتساب، وأجبرتهم على إغلاق المجموعة ووقف أي مجموعات أو نشاطات مشابهة، ورفض اثنين من النشطاء التحدّث لأورينت بسبب المخاوف من الملاحقات الأمنية من عناصر الميليشيا.

في حين قال شخص آخر (فضّل عدم الكشف عن نفسه خوفاً من الملاحقات الأمنية) إن الجهاز الأمني لـ(تحرير الشام) استدعاه إلى مقرّاته على خلفية نشاطه في "كروب جبل الزاوية"، وأجبره المسؤول الأمني بعد اعتقاله والتحقيق معه، على إغلاق المجموعة تحت ذريعة "وقف المشاحنات والخلافات المتكررة بين أعضاء الكروب".

وأوضح في حديثه لأورينت نت: "الكروب صار عليه مشاحنات كتير، ووصل لمرحلة الشباب ببعضها صارت تتقاتل على إثر نقاشات وصار في نقد كبير للهيئة داخلها، وموضوع المجموعة، بحد زعهمهم، أخدت طابع رسمي بسبب الشخصيات المؤثرة بالمنطقة المودودة فيه، فكان الحل برأيهم (تحرير الشام) إنو يتم تغيير اسم الكروب، وضبط النقاشات فيه، وعدم التحريض ضدهم، أو إغلاقه لحتى ما يصير مشاحنات مع السماح بانتقاد الهيئة لكن بدون تجريح، وهاد الي صار تم اغلاقه واستبدال اسمه بأسم جديد".

كروب ثوري وخدمي

وينشط كروب (جبل الزاوية) الشهير على تطبيق واتساب، في مناطق جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، ويعدُّ شبكة تواصل ثورية وخدمية بين أهالي المنطقة الممتدة لأكثر من 40 بلدة وقرية، وأسس قبل نحو سبع سنوات، ويضم ما يقارب 500 عضو، بينهم قياديون وعناصر من "هيئة الجولاني" ومسؤولون في حكومته (الإنقاذ) ونشطاء إعلاميون ونشطاء في منظومة الإسعاف المحلية، ومراصد عسكرية لرصد الطيران، وكذلك يضم نشطاء وأشخاص معارضين للجولاني وحكومته وميليشياته.

ولا يخفي الناشط حزنه على إلغاء المجموعة الثورية بضغط أمني من "تحرير الشام"، على خلفية تقارير كيدية من أشخاص محسوبين أو موالين لها، ويشير خلال حديثه لنا إلى أن القائمين على الكروب ألغوه نزولاً عند الضغوط الأمنية وخوفاً من ملاحقات أخرى، وأنشؤوا بعد ذلك مجموعة بديلة حملت اسم (جبل الزاوية) ولكن بضوابط ومراقبة مختلفة عما سبق.

وتسيطر "هيئة تحرير الشام" بقيادة (أبو محمد الجولاني) على محافظة إدلب وأجزاء من ريف حلب، وتفرض أسلوباً قمعياً في حكمها للمنطقة، إلى جانب انتهاكات واسعة من خلال الاعتقالات التعسفية والتي تطال نساء وإعلاميين وناشطين وكبار السن، إضافة للضرائب التي تزيد معاناة المدنيين في ظل أزمة اقتصادية متفاقمة.

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات