بسبب مناهجها التعليمية.. ميليشيا قسد تهدد المدارس المسيحية في القامشلي بالإغلاق

بسبب مناهجها التعليمية.. ميليشيا قسد تهدد المدارس المسيحية في القامشلي بالإغلاق

أنذرت ميليشيا قسد المدارس العامة والخاصة ومنها أعرق المدارس المسيحية في مناطق سيطرتها، للتوقف عن تدريس المناهج التعليمية الخاصة بحكومة نظام أسد، واعتماد المناهج "المؤدلجة" التابعة لإدارة الميليشيا ذات الأجندات الأجنبية، ما أجج الغضب الشعبي لدى السكان باعتبارها محاولة لتهجير ما تبقى من الطوائف الدينية والعرقية في الجزيرة السورية.

وأفاد مراسلنا في القامشلي، ريبر أحمد، أن ما يُعرف بـ"هيئة التربية والتعليم" التابعة لميليشيا قسد، أمهلت مدرسة "الأمل" السريانية في مدينة القامشلي مدة أسبوع، للتوقف عن تعليم مناهج حكومة نظام أسد لطلابها، والالتزام بتعليم المناهج التعليمية الخاصة بها.

وقالت "هيئة التربية" في بيان موجّه لمدرسة "الأمل" السريانية في القامشلي: "تناشدكم هيئة التربية والتعليم بالتوقف عن التعليم بمناهج الحكومة السورية للطلاب، والالتزام بتعليم المناهج التعليمية الضامنة لحق الأطفال بالتعلم باللغة الأم لكل مكون، وفي حال استمراركم بتعليم مناهج الحكومة السورية سنضطر آسفين لاتخاذ التدابير اللازمة لتطبيق القرار خلال مدة أسبوع من تاريخ التبليغ".

البيان الأخير يأتي استكمالاً لقرار ميليشيا قسد قبل أسابيع، والذي ينصّ على منع تعليم مناهج حكومة أسد في جميع المدارس الواقعة بمناطق سيطرتها شرق الفرات، واستبدالها بمناهج خاصة بها، مقابل إجراءات عقابية تطال المخالفين من المدارس وكوادرها.

وأثار الإنذار الأخير موجة قلق واستنكار في صفوف السكان المحليين ولا سيما القائمين على المدارس الخاصة، وأبرزها مدرسة "الأمل" المقصودة في البيان، كونها تعد المدرسة الأقدم والأعرق في مدينة القامشلي، وهي مدرسة سريانية خاصة تتلقى دعمها من الكنائس الغربية والمحلية، وتصرّ على تعليم الطلاب المناهج التعليمية التابعة لحكومة أسد، كون مناهج قسد "المؤدلجة" غير معترف بها.

وكتب أحد كبار وجهاء المسيحيين في القامشلي، سليمان يوسف، تعليقاً على إنذار قسد لمدرسة "الأمل" السريانية: "إصرار القائمون على الإدارة الكردية على فرض مناهجها على المدارس (السريانية - الأرمنية) وهي تعلم علم اليقين بأن الكنائس لن تقبل بمناهج الإدارة الكردية الغير معترف بها، يعزز الاعتقاد لدى الكثيرين بأن ثمة من يريد في هذه الإدارة،  إغلاق المدارس الخاصة بالكنائس وتهجير من تبقى من السريان الآشوريين والأرمن في الجزيرة السورية".

كما اعتبر يوسف الذي يعيش حالياً في العاصمة دمشق، أن إغلاق المدارس الخاصة بالكنائس، "يعني تقويض وتقييد ( الوجود الآشوري - الأرمني) المسيحي في القامشلي والجزيرة السورية.. يعني دق مسمار جديد في نعش العلاقة ( الآشورية - الكردية).. يعني أن الآشوريين (سرياناً كلداناً) من جديد وقعوا ضحية الأجندات الكردية.. إغلاق المدارس الخاصة بالكنائس يمسّ الوجود المسيحي في الجزيرة السورية..التهديد بإغلاق المدارس الخاصة بالكنائس يُعد انتهاك صارخ للديمقراطية التي يتغنى بها (حزب الاتحاد الديمقراطي) الحاكم للإدارة الكردية".

وكانت "هيئة التربية والتعليم" التابعة للإدارة الذاتية، الجناح الإداري لميليشيا قسد، أصدرت قراراً قبل أسابيع فرضت بموجبه منهاجها التعليمي في مناطق سيطرتها شمال شرق سوريا، ويتضمن القرار إغلاق المعاهد والمدارس التعليمية الخاصة، حيث أبلغت إدارة الميليشيا كوادر المعاهد والمدارس الخاصة أن هناك غرامة، وهي دفع مبلغ 25 مليون ليرة سورية لكل معهد ومدرسة خاصة أو مُدرّس خصوصي يُخالف القرار.

وشهدت عموم مناطق سيطرة الميليشيا في دير الزور والحسكة والرقة، احتجاجات كبيرة للمعلمين والسكان المحليين خلال الأسابيع الماضية، رفضاً للمنهاج الجديد الذي أقرّته الميليشيا، والذي دفع بالأخيرة إلى إيقافهِ في دير الزور نتيجة الرفض الكبير له، حيث لاقى ردات فعل غاضبة ورفضاً شعبياً، كما رفض المعلمون تدريس تلك المناهج، بحسب مراسلنا زين العابدين العكيدي.

وتُقابل المناهج التعليمية التابعة لميليشيا قسد، بالرفض الشعبي في مناطق سيطرتها، كون تلك المناهج لا تلقى اعترافاً محلياً ولا دولياً من جهة، ولأنها تتعارض مع قيم ومبادئ السكان المحليين وأديانهم وأعرافهم الشعبية من جهة أخرى، خاصة أنها مناهج مؤدلجة بالفكر الخاص بالميليشيا المصنّفة على قوائم الإرهاب الدولي، في وقت يفضّل سكان تلك المناطق الاستمرار بتعليم مناهج حكومة أسد في مدارسهم كونهم أمام خيارين، أحلاهما مرّ.

التعليقات (1)

    نديم

    ·منذ سنة 5 أشهر
    سليمان يوسف البعثي الذي يعيش في دمشق صار من حبايبكم, لانه يشتم الشعب الكردي هههه منكم ومن حبابيبكم
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات