منظمة بريطانية تحذر من كارثة صحية تهدد حياة آلاف الأطفال بمناطق سيطرة قسد

منظمة بريطانية تحذر من كارثة صحية تهدد حياة آلاف الأطفال بمناطق سيطرة قسد

دقّت منظمة "أنقذوا الأطفال" ناقوس الخطر، بعد ارتفاع حالات سوء التغذية بين الأطفال بشكل كبير في مناطق سيطرة ميليشيا قسد شمال شرق سوريا خلال الأشهر الستة الماضية.

وقالت المنظمة -ومقرّها العاصمة البريطانية لندن- في تقرير نشرته على موقعها الرسمي، اليوم الخميس، إن عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في شمال شرق سوريا ارتفع بأكثر من 150٪ في الأشهر الستة الماضية.

وأضافت أن هناك ما لا يقل عن 10 آلاف طفل يواجهون الآن سوء التغذية مقارنة بالأشهر الستة السابقة، وفقاً لبيانات جديدة.

زيادة 4 أضعاف

وأفاد طاقم المنظمة بزيادة 4 أضعاف في عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الذين تم فحصهم في 19 مركزًا للتغذية في المخيمات وفي البيئات المجتمعية في شمال شرق سوريا، حيث راجع تلك المراكز أكثر من 1000 طفل مصاب بسوء تغذية خلال الأشهر الستة السابقة.

ونقلت المنظمة عن اختصاصيّة تغذية الأطفال، سارة علي، قولها: "كل يوم علينا التعامل مع عدد أكبر من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية مقارنة باليوم السابق"، مشيرة إلى أن سوء التغذية يهدد حياة الأطفال.

وبحسب الاختصاصية، فإن الفقر وعدم القدرة على تحمّل تكاليف الغذاء، هما السببان الرئيسيان وراء هذه الزيادة.

"فطورنا شاي وخبز"

مها (30 عاماً)، التي تعمل بجمع النفايات القابلة لإعادة التدوير، وتكافح من أجل تغطية نفقاتها لإطعام أطفالها الخمسة، بمن فيهم أصغرهم أمين، الذي يعاني من سوء التغذية، قالت للمنظمة: "جلبت الحرب معها الجوع الشديد، سابقاً لم نكن نقلق بشأن توفر الطعام على الرغم من كوننا فقراء في ذلك الوقت أيضاً".

وأضافت: "أحياناً نتخطى وجبات الطعام لنحتفظ بشيء نأكله في اليوم التالي، ولا أتذكر آخر مرة تناول فيها أطفالي اللحوم أو الحلويات، أحياناً يطلبون اللحوم، أكذب عليهم بأنني سأحصل عليها في اليوم التالي، لكنني غير قادرة.. فطورنا دائماً عبارة عن شاي وخبز فقط".

الوضع يزداد سوءاً 

ووفقاً للأمم المتحدة تواجه سوريا حالياً أسوأ أزمة اقتصادية لها منذ بداية الحرب في عام 2011، حيث يعاني 90٪ من السكان من الفقر والجوع، وفي حين أن متوسط ​​دخل الأسرة لم يرتفع، ازدادت أسعار المواد الغذائية بنسبة 800٪ خلال السنوات الثلاث الماضية. 

وأوضح المدير المؤقّت لمكتب "أنقذوا الأطفال" في سوريا "بيت روهر": "بعد ما يقارب 12 عاماً من الصراع في سوريا، أصبح الوضع الاقتصادي المتدهور هو المحرّك الرئيسي للاحتجاجات، على الرغم من استمرار النزاع المسلح في أجزاء كثيرة من البلاد".

وأشار إلى أن ما لا يقل عن 60٪ من السكان في سوريا يعانون حالياً من انعدام الأمن الغذائي، ويزداد الوضع سوءاً يوماً بعد يوم.

ودعت المنظمة الجهات المانحة إلى تكثيف الجهود لمعالجة أزمة الجوع والتخفيف من آثارها المدمّرة على الأطفال في سوريا، كما دعت القادة المجتمعين في مصر لحضور قمة المناخ للتعرف إلى تأثيرات المناخ التي تؤثر بالفعل على المجتمعات والأطفال في جميع أنحاء العالم، مثل الجفاف في شمال شرق سوريا.

ممارسات قسد

وكانت منظمة أطباء بلا حدود كشفت في تقرير لها قبل أيام عن الوضع الكارثي وظروف الاعتقال طويل الأمد لأكثر من 50 ألف شخص، غالبيتهم من الأطفال في مخيم الهول شمال شرق سوريا.

وانتقدت المنظمة في التقرير سوء إدارة المخيم من قبل ميليشيا قسد، مشيرة إلى أن هناك العديد من الحالات المأساوية في المخيم، منها حالتان لطفلين تُوفّيا أثناء انتظار الموافقة على الرعاية الطبية الطارئة.

وبحسب تقرير المنظمة، تُوفّيَ 79 طفلاً في مخيم الهول بسوريا خلال العام الماضي، وكان 35% ممن ماتوا في المخيم من الأطفال دون سن 16 عاماً.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات