تفاصيل تسليم لبنان حفيد شقيق صدام حسين للأمن العراقي.. وحقوقي يصف مرسوم عون بالجريمة

أعلنت السلطات الأمنية العراقية أنها تسلّمت من لبنان أحد المتّهمين بمجزرة "سبايكر" التي ارتُكبت ضد الجيش العراقي قبل سنوات، وهو عبد الله ياسر سبعاوي، حفيد الأخ غير الشقيق للرئيس العراقي الأسبق صدام حسين.

وقالت وزارة الداخلية العراقية في بيان، أمس الجمعة، إن تشكيلات شرطة الإنتربول في مديرية الشرطة العربية والدولية بوزارة الداخلية نجحت بعد جهد استثنائي وتعقّب استخباري باسترداد المتهم المدعو (ع . ي.س) من الجمهورية اللبنانية.

وأشار البيان إلى أن هذا الاسترداد لأحد المتهمين جاء بتعاون وثيق من قبل وزارة الخارجية وسفارة العراق في لبنان وجهاز المخابرات الوطني العراقي بالتنسيق مع الإنتربول اللبناني.

مؤامرة كبيرة

وكتب سعد سبعاوي، عم عبد الله عبر "تويتر": "تم وبخرق لكل القوانين الدولية تسليم ابن اخي عبد الله ياسر سبعاوي من قبل حكومة لبنان إلى السلطات العراقية بموجب مؤامرة كبيرة سأكشف عنها قريباً".

وكانت السلطات اللبنانية اعتلقت السبعاوي في حزيران/يونيو الماضي على خلفية وجود اعترافات ضده بتورّطه في مجزرة "سبايكر" التي وقعت في 2014، حين أسر تنظيم داعش جنوداً عراقيين في قاعدة سبايكر الجوية، وجرى نقل الأسرى الذين يُقدّر عددهم بنحو 2000 جندي إلى القصور الرئاسية في تكريت، ومناطق أخرى حيث تم إعدامهم رمياً بالرصاص، بينما دُفن بعضهم وهم أحياء.

تم و بخرق لكل القوانين الدولية تسليم ابن اخي #عبدالله_ياسر_سبعاوي من قبل حكومة لبنان الى السلطات العراقية بموجب مؤامرة كبيرة سأكشف عنها قريباً
حسبنا الله ونعم الوكيل

— سعد سبعاوي (@SabawiSaad) November 11, 2022

تسليم بمرسوم جمهوري

وقال المحامي والحقوقي اللبناني الدكتور طارق شندب، عبر صفحته في "فيسبوك"، إن السلطات اللبنانية سلّمت عبدالله ياسر السبعاوي، إلى العراق بصورة غير قانونية ومخالفة للدستور اللبناني والقانون الدولي.

وأضاف أن "مرسوم التسليم وقّع عليه ميشال عون رئيس الجمهورية السابق قبل مغادرته القصر الجمهوري بعدة أيام ."

واعتبر شندب أن جريمة التسليم هي جريمة قانونية دولية توجب محاكمة كل الذين وقعوا على مرسوم التسليم.

إلى ذلك، أفادت مصدر مطلّع أن تسليم عبد الله سبعاوي جاء بعد توقيع من عون، قبل يوم من انتهاء عهده، مرسوماً جمهورياً بتسليم السبعاوي للحكومة العراقية بعدما كان يرفض ذلك، بحسب ما نقل موقع "العربية نت"، ورجّح المصدر أن تكون هناك صفقة مالية وراء تسليم سبعاوي، استفاد منها مقرّبون من عون  ممن تربطهم علاقات بالسلطات العراقية.

وأشار المصدر إلى زيارة أجراها مؤخراً رئيس مجلس القضاء الأعلى العراقي إلى لبنان، معتبراً أ، الهدف من الزيارة كان على ما يبدو ترتيب عملية التسليم.

وكانت وكالة الأنباء العراقية (واع)، ذكرت أن رئيس مجلس القضاء الأعلى العراقي فائق زيدان، أجرى زيارة إلى لبنان الأربعاء الماضي، للمشاركة بورشة عمل حول القضاء، وكان في استقباله في المطار وزير العدل اللبناني هنري خوري.

شكوك حول مراسيم عون

وهذا ليس الإجراء الوحيد الذي يقوم به عون وتدور حوله الشكوك قبل مغادرته منصبه بعد انتهاء فترة ولايته الشهر الماضي، حيث كشف نشطاء حقوقيون لبنانيون في وقت سابق أن عون وقّع على مراسيم عفو خاص مُنحت لـ 3 لبنانيين محكومين جزائياً.

وبحسب الصور المتداولة لمراسيم العفو الخاص، فقد تم التوقيع عليها من قبل عون ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، ووزير العدل هنري خوري في 20 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. 

وكانت من بين الذين شملهم مرسوم العفو الخاص من عون، المدعو علي حسن رباح، الذي يعدّ من كبار تجار المخدرات في لبنان، وأحد المقربين من ميليشيا حزب الله اللبناني.

وفي وقت لاحق، كشفت تسريبات إعلامية محاولة عون، منح الجنسية اللبنانية لآلاف الإيرانيين والموالين لنظام أسد من (الطائفة العلوية) في سوريا، في إطار ملفات الفساد التي عمل عليها حلف إيران في لبنان لدعم موقفه السياسي في وجه خصومه على الساحة اللبنانية.