بين خوف وإذلال..كيف تفاعل السوريون بمناطق سيطرة أسد مع "مكرمة" الـ16 دولاراً؟

بين خوف وإذلال..كيف تفاعل السوريون بمناطق سيطرة أسد مع "مكرمة" الـ16 دولاراً؟

أثارت القيمة المتدنّية للمنحة المالية التي أعلن نظام أسد عن صرفها للعاملين في مناطق سيطرته سخط واستياء السوريين، الذين عبّروا بسخرية عن حيرتهم كيف سيصرفونها.

وأصدر رأس النظام بشار الأسد مرسوماً تشريعياً، ينص على صرف منحة مالية ولمرة واحدة بقيمة 100 ألف ليرة سورية (نحو 16 دولاراً أمريكياً) لجميع العاملين في الدولة والمتقاعدين، معفاة من ضريبة دخل الرواتب.

وجاء في نص المرسوم الذي نشرته وكالة أنباء أسد (سانا)، أن المنحة تشمل العاملين في الوزارات والإدارات والمؤسسات العامة وشركات ومنشآت القطاع العام وسائر الوحدات الإدارية والعمل الشعبي والشركات والمنشآت المصادرة والمدارس الخاصة المستولى عليها استيلاء نهائياً وما في حكمها، وسائر جهات القطاع العام، وكذلك جهات القطاع المشترك التي لا تقل مساهمة الدولة عن 75 % من رأس مالها، والمجندين في ميليشيا أسد.

كما تشمل العمال والموظفين والمياومين والدائمين والمؤقتين، والعاملين من خارج الملاك، والعاملين على العقود البرامجية أو بموجب صكوك إدارية، والمكلّفين بأجور ساعات التدريس من خارج الملاك والعاملين على أساس الدوام الجزئي أو على أساس الإنتاج أو الأجر الثابت والمتحول، وكذلك أصحاب معاشات عجز الإصابة الجزئي من المدنيين البالغة أعمارهم 60 فما فوق غير الملتحقين بعمل ولا يتقاضون معاشاً من أي جهة تأمينية أخرى.

"بحصة بتسند جرة"

وفور نشر نص المرسوم عبر وسائل إعلام أسد، تفاعل سوريون على صفحة "رئاسة الجمهورية" في "فيسبوك" مع الإعلان عن المنحة، شاكرين "سيد الوطن" على مكرمته الجديدة حتى وإن كانت قيمتها متدنّية، انطلاقاً من مبدأ "بحصة بتسند جرة"، وفق تعبيرهم. 

ورغم أن قيمة "المكرمة" تدّل على إذلال بشار الأسد للسوريين الذين يعيشون تحت وطأة أزمات خانقة وسط ارتفاع جنوني بالأسعار، كانت معظم التعليقات على "صفحة الرئاسة" تجامل بشار الأسد وتدعو له بـ"دوام العز"، بينما استغل معلّقون الفرصة للتلميح بأن الرواتب متدنّية ويجب زيادتها، مشيرين إلى أنها لم تعد تكفي مصروفاً ليومين.

كما أنه ورغم الخوف من الإجراءات القمعية لكل من يتطاول على "رموز الوطن" على وسائل التواصل الاجتماعي، تجرّأ آخرون على التعليق على الصفحة منتقدين "المكرمة"، فكتب أحدهم أنها "نعمة.. حق 10 ليتر بنزين لمن عنده سيارة"، في حين كتب شخص ينحدر من مدينة اللاذقية: "لازم تكون مليون ليرة على الأقل شهرياً ولأجل غير محدود"، لترد عليه إحداهن: "دكتور بالاول يقبضونا المنحه قبل هيدي".

شو رح تعملوا بالمنحة؟

كما تفاعلت صفحات محلية (أخبار اللاذقية، طرطوسيات..) في مواقع التواصل الاجتماعي مع الإعلان عن المنحة، حيث سألت تلك الصفحات متابعيها "شو رح تعملوا بالمنحة؟"، لتنهال التعليقات الساخرة من السوريين على المنحة.

وعبّر السوريون في تعليقاتهم على منحة الـ "16 دولاراً" عن الوضع المزري في مناطق أسد، فكشفوا في سخريتهم منها عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية وندرة المحروقات، وانقطاع التيار الكهربائي، ونقص الخدمات، وفيما يلي بعض التعليقات:

(Alia Samodi): "والله شي بيوجع الرأس تعبت وانا فكر شو بدي اعمل فيها لعمى عن جد طلع صاحب المال شقيان".

(سراب يونس السقا): "اجار طريق اسبوع الجاية بطلع فيها ع دوامي الحمدلله ".

(ام جعفر حامد): "رح حط عليها 18 الف وجيب 20 لتر مازوت".

(Tambot Hajbi): "بدنا نشتري عشر لتر بنزين لندور على صراف شغال لنقدر نسحب المنحة".

(Amer Sy): "رح اشتري قميص داخلي رجالي وكلسون داخلي كمان رجالي لون أسود ماركة دوسيل و سندويشة شاورما وإذا ضل شي منها صحن نابلسية من عند نفيسة.. معقول الله يحاسبني بالآخرة إني من المبذرين".

(Vivo Rizk): "اشتري جوز جرابات جداد لأن جراباتي خربو".

وتأتي منحة الـ "16 دولاراً" بينما لا يتجاوز الحد الأدنى للأجور في مناطق سيطرة أسد حاجز الـ 100 ألف ليرة سورية، في حين تشير تقارير اقتصادية إلى أن متوسط تكلفة المعيشة لأسرة سورية مكونة من 5 أفراد يصل إلى 3.5 مليون ليرة.

وتشهد مناطق سيطرة أسد، ارتفاعات جنونية بأسعار السلع الأساسية، وسط انهيار غير مسبوق بقيمة الليرة السورية التي تجاوزت حاجز الـ6000 ليرة مقابل الدولار الأمريكي لأول مرة في تاريخها، الأمر الذي ينذر بارتفاعات إضافية للأسعار.

وإلى جانب ارتفاع الأسعار وانهيار الليرة، يعيش السوريون في مناطق أسد أزمات متفاقمة، آخرها أزمة المحروقات التي أدت إلى شلك في قطاعات حيوية أبرزها قطاع النقل والمواصلات، وسط عجز حكومة أسد عن إيجادج أي حلول جذرية.

التعليقات (1)

    Syrian family monste

    ·منذ سنة 4 أشهر
    Monsters family stall from Syria one trillion USD by the protection of NATO and west banks , please USA tel us how they that under your army NATO eyes, this is your false culture of existing as war criminal under the hat of democracy
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات