صحيفة تركية تكشف تفاصيل جديدة حول لقاء أكار مع مسؤولي أسد في موسكو

كشفت صحيفة تركية أن وزير الدفاع "خلوصي أكار" صرّح خلال لقائه مسؤولي أسد في موسكو، عن احتمالية وجود عملية عسكرية مشتركة مع النظام في سوريا ضد ميليشيا حزب العمال الكردستاني وقسد في شرق وشمال البلاد. 

وبحسب الكاتب في صحيفة صباح "أوكان مدرس أوغلو" فإن وزير الدفاع (أكار) قال في تصريحات صحفية عقب قمة وزراء الدفاع ورؤساء المخابرات في تركيا وروسيا وسوريا، إن بلاده تسعى لحل مشاكلها الدفاعية والأمنية على الحدود الجنوبية ملمحاً إلى إمكانية شن عملية عسكرية مشتركة مع سوريا ضد ما سماه الإرهاب في المنطقة.

وأشارت الصحيفة إلى أن أكار تعهّد بالحفاظ على وحدة الأراضي السورية وأن هدف بلاده هو مكافحة ما سماها التنظيمات الإرهابية التي تسيطر على ما يقرب من ثلث سوريا (في إشارة إلى ميليشيات بي كي كي وقسد شرق الفرات)، لافتاً إلى أن العمليات العسكرية ضدهم غايتها أيضاً وقف الهجرة الجماعية. 

وأوضح وزير الدفاع التركي أن هذا اللقاء مع مسؤولي أسد في موسكو هو الأول من نوعه بعد 11 عاماً ولا يمكن خلاله حل جميع النقاط العالقة دفعة واحدة، مؤكداً فيما يخص اللاجئين أن القضية الأهم لبلاده هي العودة الآمنة والطوعية لهم، وأنه تحدّث مع نظام أسد ومسؤوليه عن الطرق والأساليب المناسبة لعودتهم.

وفيما يخص مستقبل الجيش الوطني بيّن "أكار" أن أنقرة لن تقدمَ على أي خطوة من شأنها الإضرار بالسوريين سواء في تركيا أو المناطق المحررة قائلاً: "لم نكن ولن نكون أبداً مُقدمين على سلوك من شأنه أن يضعهم في مأزق".

تصريحات السفير التركي

وكان "عمر أونهون" آخر سفير تركي بدمشق رجّح في وقت سابق أن عملية التطبيع بين أنقرة ونظام بشار الأسد لن تكون سهلة، كاشفاً عن معضلة وحيدة ستكون هي الأصعب في مشوار التطبيع الطويل كما وصفه.

وقال أونهون في لقاء مع صحيفة حرييت التركية إن أهم أولويات أزمة تركيا اليوم هو العودة الآمنة للاجئين إلى سوريا، وهذا ما يشكّل المعضلة الأبرز في مواجهة التطبيع مع الأسد، لأنه لا توجد ظروف مواتية بعد، والأسد لا يعطي أي ضمانات أمنية حقيقية للعائدين، خاصة أن هناك 70 ألف مسلح في الشمال وكل هؤلاء سيواجهون مستقبلاً غير مضمون في ظل الظروف الحالية.

وأشار أونهون إلى أن الموضوعين الأبرزين اللذين يهمان الحكومة التركية هما تنظيم ب ك ك الإرهابي وقضية طالبي اللجوء، لافتاً إلى الحكومة برئاسة أردوغان تريد إيصال رسالة من خلالهما " نحن نفعل شيئاً " قبل الانتخابات.

بشأن العملية المحتملة في سوريا، والتي أثارها أردوغان مراراً وتكراراً، قال السفير المتقاعد منذ عام 2011: "من المتوقع أن يتم ذلك ليس فقط عسكرياً، ولكن أيضاً من خلال المحادثات السياسية مع دمشق وموسكو"، بهدف القضاء على ما يهدد تركيا من المنطقة. 

اجتماع مفاجئ

يُذكر أن وسائل إعلام تركية، أعلنت الأربعاء الماضي بشكل مفاجئ عن اجتماع أمني وعسكري رفيع في موسكو بين وزراء دفاع تركيا وروسيا وحكومة أسد، وكذلك رؤساء أجهزة استخبارات الأطراف الثلاثة.  

وقالت وكالة الأناضول إن الاجتماع الثلاثي في موسكو جاء لمناقشة الملف السوري ومشكلة اللاجئين والكفاح المشترك ضد التنظيمات الإرهابية في سوريا.

ويُعتبر هذا الاجتماع أول لقاء معلن منذ انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين أنقرة وحكومة ميليشيا أسد إبان انطلاق الثورة السورية.   

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكد في الـ 12 من كانون الأول أنه عرض على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فكرة عقد اجتماع ثلاثي مع بشار الأسد، لافتاً إلى أن بوتين رحّب بالفكرة.