التكاليف تصدم الفقراء.. نظام أسد يتاجر بالأموات ويمنح مقابره لمستثمرين في حلب ودمشق

التكاليف تصدم الفقراء.. نظام أسد يتاجر بالأموات ويمنح مقابره لمستثمرين في حلب ودمشق

وسط تسلط ميليشيا أسد على المدن السورية، واتّباع حكومته المنهارة اقتصادياً سياسة تعتمد على تأجير كل شيء يدرّ عليها بالأموال، كشفت مصادر عن لجوء نظام أسد مؤخراً لتأجير المقابر في المحافظات السورية ومنحها لمستثمرين مقابل نسبة سنوية، دون التدخل في السعر الذي سيفرضه هؤلاء على القبور وذوي المتوفين، في نفس الوقت الذي يدّعي فيه مسؤولوه عن الدفن بتوفر القبور ومراسم الدفن ومستلزماته بمبالغ مناسبة مع قدرة المواطنين.

القبر بـ 3 ملايين

يقول (أحمد .س) الذي توفي قريبه في حلب مؤخراً لـ أورينت نت: "لقد حاولنا دفن قريبي إلا أننا صُدمنا بأسعار القبور، لقد طالبونا بمبالغ خيالية تراوحت بين 1.25 مليون وحتى 3 ملايين ليرة سورية، وقد حاولنا اللجوء والدفن في المقبرة الوحيدة المتبقية تحت سلطة أوقاف حلب (مقبرة جبل العظام)، إلا أن الجواب كان بأنه لا يوجد (شواغر) وعلينا الانتظار نحو أسبوعين كي يتمكنوا من تأمين قبر، مقابل نحو 500 ألف ليرة سورية.

أسعار القبور في حلب

وبحسب (أحمد)، فإن تسعيرة المقابر تختلف بين مقبرة وأخرى وذلك بالنظر لعدة عوامل، أولها القرب من مركز المدينة وسرعة الاستجابة للدفن، فعلى سبيل المثال في حال تم تجهيز القبر قبل الوفاة يكون سعره أرخص عما إذا توفي الشخص وهرع ذووه لتأمين قبر له، كما إن بعض الأماكن داخل المقابر نفسها (محظورة على الغرباء)، حيث يتم شراء جزء من المقبرة لصالح (عائلة كاملة) ولا يمكن الدفن أو الحفر فيها إلا في حال وفاة شخص من تلك العائلة.

يضيف: "أغلى المقابر ثمناً هي (مقبرة البينة  - ومقبرة حلب الجديدة - ومقبرة الجلبي)، وهذه تقع في حلب الجديدة وعلى مقربة من ضاحية الأسد غرب حلب، وتكون تكلفة القبر هناك بين المليون ونصف وحتى 3 ملايين ليرة سورية، وتضم العديد من القبور العائدة لعناصر قتلى في الميليشيات الإيرانية، أما الأرخص فتلك الموجودة في الأحياء الشرقية، في أحياء الكلاسة (مقبرة المصلى) والمرجة (مقبرة الباذنجكي) وكرم الطحان (مقبرة خيربك)، حيث تتراوح تكلفة القبر هناك بين 750 ألف ليرة وحتى المليون وربع المليون.

القبر بـ 4 ملايين في دمشق

أما (عبد الرحمن زركلي) وهو أحد سكان مدينة دمشق ممن وصلوا إلى الشمال السوري خلال الأشهر الماضية، فقد قال في حديث لـ أورينت نت، إن مسألة القبور والمقابر واستغلال الأموات مع الأحياء ليست بالأمر الجديد، فمنذ عام كانت تكلفة الدفن في دمشق (مقبرة باب صغير) تكلف نحو مليون ليرة سورية، لقد منعوا أحد أقاربنا من دفن شقيقه بسبب (عدم الاتفاق على السعر)، لقد تركوا الميت في نعشه لحين (الاتفاق على السعر)، مشيراً إلى أن سعر القبر في نفس المقبرة وصل مؤخراً حتى 4 ملايين ليرة تقريباً.

وكان موقع أورينت نت، قد نشر تقريراً قبل أكثر من عام، كشف فيه قيام أحد عناصر ميليشيا أسد بنبش أحد القبور ورمي جثمان المدفون فيه بعد عجز ذوي المتوفى عن سداد ثمن القبر بالكامل، حيث تم الاتفاق بين العنصر ويدعى (أبو جمعة الماردلي) وبين ذوي المتوفى على بيعهم قبر جده المتوفى منذ 20 عاماً والمدفون في مقبرة جبل العظام مقابل مبلغ 150 ألف ليرة سورية، وقد تم دفع 75 ألف كدفعة أولى على أن يتم سداد المبلغ بعد الانتهاء من إجراءات الدفن، إلا أنه وبسبب عجزهم عن سداد الثمن قام بحفر القبر وإخراج جثة المتوفى منه.

وكان رئيس دائرة الدفن في حلب جهاد جمعة، قد ادّعى قبل أيام أن سعر القبر في مدينة حلب لا يتجاوز 180 ألف ليرة سورية، فيما يبلغ سعر الكفن 60 ألف ليرة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات