أمنيات السوريين بالعام الجديد

أمنيات السوريين بالعام الجديد

يطل علينا العام الجديد وشعبنا الثائر على الموت يعيش خارج نطاق الحياة ، بل خارج حدود الوطن و الزمن، ولكن داخل حسابات ومعادلات السياسة الجبرية بين ابن بائع الجولان والمنظومة العالمية
والوطن يحيا فوق فوهة البندقية التي أصبح لها وجهة أخرى، يصارع بالأمل إعادة وجهتها، والمواطن يسكن قلبه اليأس وجيبه البؤس متكئاً على ضفاف الأمل، ويأمل بتغيير الواقع والحال الذي أصبح أشد وطأة وأصعب حالا.
وعلى أبواب العام الجديد، الوطن والمواطن يبحث كل منهما عن شيء يسمى بالجديد، لأن رتابة حياته مكررة وواقفة ومعطلة منذ زمن طويل، ولا مفر له إلا البكاء على الأطلال بمشاعر الحزن والكأبة لأنه عندما تفقد البوصلة هدفها يضيع العقل ويحتار الدليل، ويجتاح الموقف برمته فلسفة اللامبالاة وعدم الاكتراث بالعام القادم، ولا تطلعات ولا أمنيات من الممكن أن تفتح آفاقاً جديدة، ويبقى هنا سيد الموقف عبق الذكريات..! ذكريات الوطن الجميلة بكل تفاصيله وعناوينه.

نتمنى في السياسة والعسكرة أن يتفق و يتوافق الاثنان على ما يخدم وطننا، وألا نسمع منهم في العام الجديد ما سمعناه في الأعوام  الماضية، وألا يكرروا علينا في كل بيان ولقاء " واعتصموا" وأن يقللوا من ظهورهم على شاشات الفضائيات فقد سئمنا وجوههم.

نتمنى أن يتبنى أولي الأمر منا مشروعاً وطنياً بالفعل لا بالاسم، ونتمنى ألا يظل الصراع بينهم محموماً للاستحواذ على المعابر والمناصب والكراسي، وألا يظل محور العملية السياسية يدور في متاهات أستانا و المنصات والسفارات والمحاصصات الحزبية وخادماً للأجندة الإقليمية والدولية.
نتمنى أن يحقق القادة ما وعدونا به من تغيير في جميع النواحي السياسية والاقتصادية والتعليمية والأمنية، وألا يعلقوا فشلهم في كل النواحي على شماعة ومشاجب الغير.
نتمنى أن يكون القادة سوريين بولائهم للوطن لا بالهوية.
نتمنى أن نرى الحرية حقيقة واقعة في ساحة الثورة، وألا تُكمَّم الأفواه، وأن نرى العسكر حارساً للشعب لا حامياً للفصائلية، ونتمنى أن تكون الشرطة في خدمة الشعب لا أن يكون الشعب في خدمة الشرطة.

نتمنى ألا تشعر الأمم المتحدة والأمة العربية بقلق، وألا تصدر جامعة الدول العربية و مجلس الأمن أي بيان شجب وتنديد حول"الأزمة" في سوريا، وألا تستقبل جنيف وسوتشي أي وفد لا يمثل السوريين.
نتمنى أن يغلق تويتر حسابات القادة حتى يتوقف 
نهيق تغزيداتهم
نتمنى أن يعفينا المسؤولون من تصريحاتهم التسويفية التي يعدونا بها فقد شبعنا تنظيراً وارتوينا من شرب الكمون في مختلف المجالات السياسية، والاقتصادية، والمالية، والتعليمية، والخدمية وغيرها، ولكن دون أن نرى لها نتائج مقنعة على الأرض.
نتمنى ألا نسمع هذه السنة قصة مليارات الدولارات التي صرفت على السوريين الذين ما زالوا يعيشون في مخيمات لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء، الملايين التي صرفها السوريون على ملذاتهم الشخصية كما يقول علاء الدين الأيوبي في برنامجه الشرطة في خدمة الشعب!!
أو أن السوريين أيديهم فاروطية كما يقول ياسر العظمة في مرايا، أو إن السوريين ينفقونها في تحيات الأعراس!!

نتمنى أن يعاد ترتيب الخطوط الحمر حولنا، وتكتشف المعادن، ويتبين لنا من هو صديقنا ومن هو عدونا، وعدم السماح لمن تاجروا وتثوروا بالعودة لأماكنهم أبدا..!
نتمنى أن تنزع ثورتنا الكاشفة أقنعة المتنكرين الذين دخلوا لصفوف ثورتنا.
نتمنى "باص" أخضر نحمل فيه كل من باع وتاجر وتآمر على ثورتنا ننقلهم برحلة راكبين وقوفاً وبأجرة مدفوعة مسبقاً مصطحبين معهم أموالهم وجوازات سفرهم  حتى نصل إلى صحراء تدمر وهناك نضعهم بطائرة حديثة تنقلهم جواً إلى مكان ما على سطح الكرة الأرضية، يوجد فيه مطار بمدرج واحد لا يستقبل الطائرات بل فقط يودعها.!!
نتمنى من ربنا أن تكون أم طاغية الشام على قيد الحياة تراه مقتولاً أمامها، وهي تقول: واشحاري عليك يمه.

أمنياتنا جميعاً متوقفة على باب الوطن، بحاجة لتأشيرة مرور، أو سترحل للأسف دون جواز سفر.
يا إلهي إنا لنا أمنية أخيرة، نريد مرة أخرى سماع ساقط.. ساقط... يا بشار.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات