بوتين يغيّر قائد غزو أوكرانيا للمرة الثالثة.. وصحف: الجيش الروسي منقسم لجناحين متصارعين

بوتين يغيّر قائد غزو أوكرانيا للمرة الثالثة.. وصحف: الجيش الروسي منقسم لجناحين متصارعين

كشفت الهزائم المتتالية التي تلقاها الجيش الروسي على جبهات القتال في أوكرانيا، عن صراع وخلافات محتدمة بين كبار القادة داخل الجيش الروسي، لينتهي المطاف بالرئيس فلاديمير بوتين أن يعلن عن تغيير جديد طال قيادة القوات الروسية الغازية لأوكرانيا.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، تعيين الجنرال فاليري غيراسيموف، كرئيس أركان للقوات المسلحة، وذلك بديلاً عن سيرغي سوروفيكين المعروف بلقب "هرمجدون"، والذي تولى المنصب لفترة لا تتجاوز 3 أشهر، ما يعكس حالة اليأس التي وصلت إليها القيادة الروسية بسبب فشلها الذريع بتحقيق أدنى نصر يُذكر شرق أوكرانيا.

وأشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أن رفع مستوى قيادة القوات الغازية لأوكرانيا مرتبط بالحاجة إلى تفاعل أوثق بين مكوّنات القوات المسلحة و"جودة وفعالية" هيكل القيادة.

ولفتت إلى أن الجنرالات سيرغي سوروفيكين وأوليغ ساليوكوف وأليكسي كيم سيتولون مساعدة غيراسيموف في مهامه الجديدة.

وهذه هي المرة الثالثة التي يُعيَّن فيها قائد للقوات الروسية الغازية لأوكرانيا، حيث يأتي تعيين غيراسيموف خلفاً لسوروفيكين المعروف بصرامته، بينما كان صاحب هذا المنصب محاطاً بالسرية في الأشهر الأولى من الغزو.

ويبدو أن التعيين الجديد جاء بعدما فشل سوروفيكين بإصلاح وضع الجيش الروسي الذي تكبّد خسائر فادحة في خيرسون وخاركيف، ما شكّل نكسة كبيرة للكرملين، في حين قُتل العديد من الجنود مؤخراً في منطقة دونيتسك التي تسعى وحدات من مرتزقة فاغنر بالتعاون مع الجيش الروسي للسيطرة عليها.

صراعات داخل الجيش الروسي

وفقاً لتقرير لصحيفة "واشنطن بوست" فإن تعيين سوروفيكين جاء وسط مزاعم روسية بالسيطرة على بلدة سوليدار الصغيرة في شرق أوكرانيا التي تعد بوابة لمدينة باخموت التي تشهد قتالاً عنيفاً.

في حين قالت وكالة رويترز إن التحرك لم يجعل غيراسيموف مسؤولاً مباشراً فحسب عن مصير الحملة، ولكنه قلّل أيضاً من رتبة الجنرال سوروفيكين الذي تلقّبه وسائل الإعلام الروسية بـ"هرمجدون" بسبب وحشيته الكبيرة.

من جهتها، اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن عملية الاستبدال جاءت وسط مؤشرات على الخلاف بين كبار رجال بوتين، حيث نقلت الصحيفة عن محللين خارجيين ومدوّني حرب روس قولهم إن "التغيير بعيد كل البعد عن الإصلاح الجذري الذي تحتاجه القوات المسلحة الروسية لتصبح أكثر فعالية".

خسائر عسكرية فادحة

وكانت القوات الأوكرانية التي حصلت على حُزم دعم عسكري متطورة من الدول الغربية قد حققت انتصارات واسعة النطاق ضد الجيش الروسي، وألحقت به هزائم متكررة في الشرق واستطاعت ضرب أهداف بعيدة داخل خطوط الأمامية.

ورغم كل محاولات الجيش الروسي لتدمير البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا وقصف البلاد المتكرر ومحاولة إخضاعها على مدار شهور، إلا أن روسيا لم تجنِ سوى خسارة مزيد من الأرواح على الأرض.

ووفق صحيفة "نيويورك تايمز" فإن المجنّدين الجدد الذين أمر بوتين بتجنيدهم زُجّ بهم في جبهات القتال بأدنى حد من التدريب والمعدات غير الكافية، وقُتل بعضهم بعد أيام فقط من ارتداء الزي العسكري.

وكان الفشل يوم رأس السنة الجديدة، عندما قصفت أوكرانيا مجمعاً يضم جنوداً روساً جدداً في مدينة ماكييفكا في دونباس، وأقرت وزارة الدفاع بمقتل 89 منهم، لكن أوكرانيا أعلنت سقوط مئات القتلى.

صراع بين جناحين رئيسيين بالجيش الروسي

جهدت روسيا في تحقيق أهداف بوتين بالحرب حيث غيّرت القادة مراراً وتكراراً، وهو ما يضع غيراسيموف أمام ضغوط كبيرة في عمليات قد تتجدّد الربيع القادم، في محاولة لتحقيق أدنى نصر يُرضي القيادة الروسية.

مهّد ذلك لظهور مرتزقة فاغنر بشكل كبير خلال الحرب، حيث أدّت فعاليتها في ساحة المعركة لإظهار عدم كفاءة الجيش الروسي، في حين قالت "واشنطن بوست" إن التغييرات الأخيرة في القيادة العسكرية الروسية تأتي في أعقاب التوترات المتزايدة بين مجموعة فاغنر والتي تقود الهجوم في باخموت، والقادة العسكريين النظاميين المسؤولين عن الحرب الروسية.

أما صحيفة "وول ستريت جورنال" فقد أشارت إلى أن التعديل يأتي وسط صراع علني متزايد بين مؤسس مجموعة "فاغنر"، يفغيني بريغوجين، والمؤسسة العسكرية الروسي.

ووفق الصحيفة فقد خلق النقد الموجّه للقادة العسكريين الروس فرصة لقائد فاغنر ومجموعته لتصوير أنفسهم على أنهم "لا غنى عنهم في المجهود الحربي"، حيث قال كاتب الخطابات السابق لبوتين، عباس جالياموف، إن بريغوجين كان يسعى ليحل محل وزير الدفاع، سيرغي شويغو، المقرب من بوتين منذ فترة طويلة.

مرتزقة فاغنر

وأوضحت الصحيفة أن قائد فاغنر أسند الجيش الروسي بعشرات الآلاف من نزلاء السجون المجنّدين في قوات المرتزقة، وظهر في أصعب أقسام خط المواجهة.

وتطرّقت إلى مقطع فيديو نشره مقاتلو فاغنر وجّهوا فيه كلمات نابية إلى قيادة الجيش الروسي، متهمين إياها بحجب الذخيرة والتسبّب في مقتل رفاقهم. 

وردّ بريغوجين على الفيديو بقوله: "عندما تكون جالساً في مكتب دافئ، يصعب سماع مشاكل الخطوط الأمامية" ، في إشارة واضحة إلى الجنرالات، حسب "نيويورك تايمز".

وظهر بريغوجين مجدداً لينتقد وزارة الدفاع الروسية متفاخراً بأن خبرته القتالية كانت "من نواحٍ كثيرة أفضل بكثير من أولئك الذين كانوا في خدمة وزارة الدفاع منذ عقود".

وأكد أن وحداته "حصراً" شنّت الهجوم على سوليدار وسيطرت عليها "بالكامل"، مدّعياً أن جيشه الخاص غير النظامي المكوّن في الغالب من المُدانين السابقين، قد استولى على سوليدار (قرية في شرق أوكرانيا).

إلا أن تصريحاته كشفت عن تناقض مع ما أعلنت عنه وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، إذ قالت في بيان إن "وحدات هجومية تقاتل في المدينة"، مشيرة إلى أن "وحدات مجوقلة عطلت الوصول إلى الأجزاء الشمالية والجنوبية" من سوليدار. 

وفي حين تشهد المؤسسة العسكرية الروسية انقساماً واضحاً، قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن أكثر من 113 ألف جندي روسي قُتلوا منذ بداية الغزو في 22 شباط العام الماضي.

وأضافت الوزارة أنه تم تدمير أكثر من 3 آلاف دبابة وأكثر من 6 آلاف عربة مدرّعة و285 طائرة مقاتلة و1865 طائرة مسيّرة و17 سفينة، فضلاً عن آلاف العربات والآليات العسكرية المختلفة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات