"بي بي سي تورك" تتحدث عن شروط إيران لتسهيل التطبيع التركي مع الأسد وألاعيبها في عرقلته

"بي بي سي تورك" تتحدث عن شروط إيران لتسهيل التطبيع التركي مع الأسد وألاعيبها في عرقلته

كشف موقع "بي بي سي تورك" مجموعة من الأسباب دفعت إيران لعرقلة التقارب التركي مع نظام أسد بعدما اكتسب زخماً كبيراً خلال الأشهر الماضية، مشيراً إلى أن النظام الإيراني عمد إلى تغذية الصحافة الدولية بأخبار سلبية عن المحادثات التي جرت بين الطرفين.

وقال الموقع في تقرير له اليوم الأربعاء، إن إيران تراقب بعناية المحادثات التي جرت بين تركيا ونظام الأسد برعاية روسية، إذ إنها وبالرغم من تصريحات مسؤوليها التي دعموا فيها تطبيع العلاقات بين النظام وتركيا فإنها غير راضية عن هذه المرحلة بشكلها الحالي.

ونقل الموقع عن مصادر في طهران قولها إن إيران تريد أن تشارك في هذه العملية وأن يكون لها رأي فيها، وهو ما أشار له مسؤولون إيرانيون لأنقرة بأن بلادهم بإمكانها "لعب دور بناء في المحادثات".

وتطرق التقرير إلى اللقاءات التي جمعت مسؤولين في البلدين في إطار قمة أستانة، وإلى قلق تركيا من وجود ميليشيا قسد شمال شرق سوريا، لافتاً أن دعم واشنطن لميليشيا قسد هو أحد القضايا المشتركة التي تهم دمشق وطهران وأنقرة.

وبيّن أن روسيا كانت الدولة الأكثر نفوذاً في التطبيع بين النظام وأنقرة، وهو ما صلّب موقف طهران التي أرسلت وزير خارجيتها إلى دمشق، قبل نحو أسبوعين، ليخرج عقب ذلك وزير خارجية أسد ويقول إن "التطبيع لن يتحقق ما لم ينته احتلال الجنود الأتراك".

إيران تريد اليد العليا

ونقل التقرير عن بيلجيهان ألاغوز، كبير الخبراء في مركز الدراسات الإيرانية وأكاديمي في جامعة مرمرة، قوله إن سوريا لها أهمية إستراتيجية من حيث السياسة الخارجية الإيرانية، خاصة منذ الحرب الإيرانية العراقية، لهذا تريد إيران أن تلعب دوراً في أي عملية سياسية تجري فيها.

وأضاف أن إيران نقلت موارد مالية وعسكرية كبيرة إلى سوريا، خاصة خلال الحرب، لذلك تريد أن تكون لها اليد العليا في إعادة الإعمار، موضحاً أن تطبيع العلاقات بين أنقرة ونظام الأسد لا يمكن أن يحدث دون طهران التي تعول على دور روسي لإقحامها في هذه العملية كما فعلت موسكو سابقاً بأستانة، وبالتالي إيصال رسالة مفادها أنه "بدون إيران، لن يكون لدمشق قوة".

من جانب آخر، قال مسؤول أمني تركي رفيع المستوى: "إن استمرار المشاكل بين تركيا وسوريا ودور واشنطن وميليشيا قسد، يوفر في الواقع مساحة لإيران التي لا تريد أن تفقد المنطقة التي فازت بها في البلاد، لذلك فإنها تغذي الصحافة الدولية بأخبار سلبية عن المحادثات مثل نبأ أن "الأسد لا يريد لقاء أردوغان".

ووفق التقرير فإن أنقرة تستخدم بدورها هذه الحجة لإقناع الولايات المتحدة التي لا تدعم عملية التطبيع، حيث يقول مسؤولون أتراك إن نفوذ إيران في سوريا سيتقلص بالتطبيع التركي مع أسد.

خوف على المصالح الاقتصادية

بالمقابل، قال التقرير إن إيران التي دعمت نظام أسد خلال الحرب أصبحت مثقلة اقتصادياً بفعل العقوبات الغربية، وبعد أن كانت قد طالبته بدفع مستحقاته عادت لدعم النظام مجدداً خوفاً من أن يجد بديلاً من خلال فتح قنوات تجارية مع تركيا، وهو ما دفعها لتصدير النفط بأسعار معقولة مرة أخرى.

وحول تنافس طهران مع موسكو في سوريا، لفت التقرير أنه بالرغم من أن البلدين كانا يتعاونان بشكل جدي لدعم أسد، إلا أنه كان هناك أيضاً تنافس بينهما بسبب مجموعة من العوامل الجيوسياسية والاقتصادية.

وذكر أنه على الرغم من أن إيران وروسيا لا تستطيعان الاتفاق على كل قضية في سوريا، فإن العلاقات مع روسيا لها أهمية إستراتيجية بالنسبة لطهران.

من ناحية أخرى، تعتبر العلاقات مع كل من روسيا وتركيا بالغة الأهمية بالنسبة لإيران في هذا الوقت، إذ إن عدم القدرة على إحياء الاتفاق النووي، وإضافة سياسات قاسية من الدول الأوروبية إلى ضغوط الولايات المتحدة، لا يتركان إيران فقط عاجزة في العديد من القضايا، بل يدفعانها أيضاً إلى إقامة علاقات متوازنة مع روسيا وتركيا، وفق الموقع.

مسار تطبيع تركيا مع أسد

وتحاول إيران مجاراة رغبة روسيا بدفع مسار التطبيع بين تركيا ونظام أسد، لكن شريطة حضورها المباشر في صلب هذا المسار.

ويمكن ملاحظة ذلك من خلال تكثيف إيران حراكها في الملف السوري، فبعد أيام قليلة من زيارة وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان دمشق، توجّه وزير دفاع أسد محمود عباس إلى طهران، والتقى الإثنين، رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإيراني محمد باقري.

وتطمح تركيا من وراء انخراطها بمسار التطبيع مع النظام في ملفين، الأول "قسد" والتنظيمات "الإرهابية"، والثاني إعادة اللاجئين، علاوة على حسابات داخلية متعلقة بالانتخابات، وكل تلك الملفات لا يمكن التعامل معها دون التوصل إلى حل سياسي تجمع عليه كل الأطراف الدولية، وهو ما يخفض سقف التوقعات من هذا المسار، ويدل على ذلك غياب الزخم حول التطبيع، بعد فشل تحديد موعد انعقاد اجتماع على مستوى وزراء الخارجية.

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات