أحدهم بكى وآخر طار فرحاً.. قصص مؤثرة لأطفال نجوا من زلزال الشمال المحرر (فيديو)

أحدهم بكى وآخر طار فرحاً.. قصص مؤثرة لأطفال نجوا من زلزال الشمال المحرر (فيديو)

تحت جنح الظلام ومع مرور الوقت ببطء شديد خلال ساعات النهار، تتواصل عمليات الإنقاذ لليوم الرابع على التوالي بحثاً عن ناجين من بين مئات العوائل التي لا تزال تحت أنقاض المباني المدمّرة في مختلف مناطق شمال غرب سوريا.

ورغم نقص الإمكانيات ووسائل الإنقاذ، يواصل متطوعو الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) والمتطوعون المحليون عمليات انتشال الضحايا وإنقاذ الناجين من تحت الدمار الهائل الذي خلفه الزلزال المدمر.

طاقة نجاة لماريا وأحمد

ومع كل عملية إنقاذ جديدة، تختلط مشاعر المتطوعين بين مشاعر الفرح لعودة الروح إلى طفل أو امرأة أو رجل خرج من تحت الأنقاض، والحزن على من توفوا ولم يتمكنوا من إنقاذهم.

المشاعر المختلطة تبدو أيضاً جليّة على وجوه الناجين وخاصة الأطفال لحظة إنقاذهم من تحت الأنقاض، إذ تُظهر التسجيلات المصورة المتداولة اندهاش الطفلة "ماريا" بعد إنقاذها في مدينة سلقين، وفرحة الطفل "أحمد" في قرية ملّس غرب إدلب، إضافة إلى عشرات الأطفال الذين كُتبت لهم حياة جديدة بعد أن فتح المتطوعون بأيديهم العارية طاقة النجاة في المباني المدمّرة.

ومع استمرار عمليات الإنقاذ، يواصل الدفاع المدني عبر معرفاته في مواقع التواصل الاجتماعي نشر عشرات التسجيلات المصوّرة للحظة انتشال ناجين من تحت الركام.

ويرصد موقع "أورينت" في هذا التقرير 5 تسجيلات مصوّرة نشرها الدفاع المدني، توثق لحظة إنقاذ متطوعيه أطفالاً بعد مرور أكثر من يومين على بقائهم تحت أنقاض منازلهم المدمّرة في ريفي إدلب وحلب.

"لكل قصة غصة"

في فيديو مؤثر، تخرج الطفلة "ماريا" من الظلمة لترى النور بعد إنقاذها من تحت أنقاض منزلها المدمّر في مدينة سلقين.

ويُظهر الفيديو تقاذف "ماريا" من أيدي شخص إلى آخر وصولاً إلى برّ الأمان، ليرتسم على وجهها تعابير الدهشة والخوف حتى تصل إلى حضن أحد أقاربها الذي عانقته بشدة، فيما يقول أحد الأشخاص إنها الوحيدة التي نجت.


أما الطفل "أحمد" الذي نجا مع شقيقته في قرية ملس، خرج ليقف على قدميه مبتسماً بعد مرور أكثر من 50 ساعة على بقائهما تحت أنقاض منزلهما المدمر.

وأظهر مقطع فيديو لعملية إنقاذ "أحمد" وشقيقته كيف كان أحمد وهو موجود تحت الأنقاض يوجّه المنقذين ليتمكنوا من رؤية أخته من خلال كاميرا تم إدخالها مكان وجودهما تحت الأنقاض قبل إنقاذهما.

قال الدفاع المدني إن قصة إنقاذ "أحمد" وشقيقته كانت أسطورية، لكن في القصة غصة كبيرة،  فالطفلان فقدا كامل أفراد عائلتهما. 


"شام": "كل الليل ماني نايمة"

وفي مقطع فيديو آخر يدمي القلوب، تظهر الطفلة "شام" متحدثةً من تحت أنقاض منزلهم المدمّر في قرية أرمناز غرب إدلب مع أحد المنقذين، لتخبره: "كل الليل ماني نايمة.. كل الليل وأنا عم أتوجع.. عم يقولولي ما بس ما بقدر نام.. فيني أطلب منك بس شغلة.. بدي قنينة مي".

وفي مشهد آخر بدت "شام" بمحاولة غناء "لحن الحياة" مع أحد المنقذين، إلا أنها لم تسطع إكمال الأغنية بسبب تعبها.

ومع محاولات فريق الإنقاذ سحب قدمي "شام" بدأت تصرخ من شدة الألم، لتطلب منهم أن يواصلوا عملية إنقاذها بعد أن تنام حتى لا تتألم.

وبكل ما في الطفولة من براءة، اقترحت "شام" على منقذيها فكرة بعد أن أخبروها أنهم تمكنوا من تحرير قدميها: "أنا عندي فكرة.. هلأ أنا بحاول أمشي ورح يمسكني واحد منكن ويشدني".

وبعد ساعات من العمل المتواصل تمكن متطوعو الدفاع المدني من إنقاذ "شام" مع جميع أفراد عائلتها.

"معاذ": "أهلي كلهم ماتوا"

"كنا ببناء 5 طوابق مليان عالم وأهلي كلهم ماتوا"، هذا ما قاله الطفل "معاذ" الذي تم إنقاذه من تحت ركام منزل عائلته في مدينة جنديرس بريف حلب الشمالي.

وأظهر مقطع فيديو "معاذ" مستلقياً في سيارة الإسعاف بعد إنقاذه، وبدأ بالبكاء حزناً على جميع أفراد عائلته الذين فقدهم بحسب الدفاع المدني.


ونشر الدفاع المدني تسجيلاً مصوّراً لعملية إنقاذ الطفلتين "براءة ودلع" من تحت الأنقاض في مدينة جنديرس وذلك بعد مرور أكثر من 60 ساعة على بقائهما تحت الركام.

ويعلو في الفيديو صراخ الطفلتين من الألم أثناء محاولة المنقذين تحريرهما من بين الركام الذي أحاط بكامل جسدهما.

 


الإنقاذ ومشاعر الفرح العارمة 

وأظهرت تسجيلات مصورة نشرها الدفاع المدني، مشاهد الفرح العارمة للمنقذين والأهالي مع كل نجاح كل عملية إنقاذ جديدة.

وفي قرية أرمناز بريف إدلب، تعالت أصوات المتطوّعين فرحاً بإنقاذ الطفل "كرم"، الذي تم إخراجه من تحت ركام منزل عائلته المدمّر، ليبدأ "كرم" بممازحة كل من حوله من خلال ضربهم، حتى إن المتطوعين راحوا يتناوبون على طلب أن يتم ضربهم من قبله.


أما في قرية بسنيا بريف إدلب الشمالي الغربي، فقد أظهر تسجيل مصور مشاعر الفرح والبهجة للمئات من الأهالي والمتطوعين أثناء عملية إنقاذ عائلة بأكلمها من تحت الأنقاض.

ويظهر في الفيديو رفع كل طفل يتم إنقاذه على الأكتاف وسط هتافات الفرح التي عمّت المكان.

تحذيرات من نفاد الوقت 

وبالإضافة إلى الأطفال ماريا وأحمد و معاذ وكرم وشام وبراءة ودلع، أنقذ المتطوعون والأهالي عشرات الأطفال والنساء والرجال من تحت الركام في شمال غرب سوريا، إلا أنه ما يزال هناك مئات العوائل تحت الأنقاض تنتظر مدّ يد العون لإنقاذ من بقي حياً بعد مرور كل هذا الوقت.

وحذّر الدفاع المدني اليوم من بدء نفاد الوقت، قائلاً: "نحن الآن في سباق حقيقي…الوقت بدأ ينفد ومئات العائلات ما تزال عالقة تحت الأنقاض، كل ثانية قد تعني إنقاذ روح".

وأضاف أنه " بعد أكثر من 75 ساعة على الزلزال، تواصل فرقنا عمليات البحث المستمر وسط صعوبات كبير والحاجة لآليات ثقيلة للمساعدة برفع الأنقاض والوصول للعالقين".

وبحسب آخر إحصائية صادرة عن الدفاع المدني، ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال المدمر في شمال غرب سوريا إلى أكثر من 1900 حالة وفاة، وأكثر من 2950 مصاباً.

في حين بلغ عدد الأبنية المنهارة بشكل كلي 418 بناء، والمنهارة جزئياً أكثر من 1300، إضافة إلى آلاف المباني المتصدّعة جراء الزلزال.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات