مصادر توضّح لأورينت أسباب وحقيقة ما جرى في مرسين بين السوريين والأتراك

مصادر توضّح لأورينت أسباب وحقيقة ما جرى في مرسين بين السوريين والأتراك

تداول ناشطون سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر عائلات من اللاجئين السوريين المجنسين وحملة الإقامة المؤقتة (الكملك) داخل حافلات، بعد إخلاء مركز إيواء مؤقت للمتضررين من الزلزال في مدينة مرسين جنوب تركيا.

وكان عدد كبير من السوريين والأتراك في الولايات المتضررة من الزلزال قد توجهوا إلى مدينة مرسين وأقاموا في مراكز إيواء خصصتها الحكومة التركية لهم بعد تسجيل أسمائهم في قوائم رسمية، ومن بينها مركز إيواء في السكن الجامعي بالمدينة.

وبحسب ما قال سوريون في الفيديوهات المتداولة، فقد تم إخراجهم من السكن الجامعي بعد مكوثهم فيه لمدة 3 أيام دون معرفتهم الأسباب وراء ذلك، حيث تم نقلهم إلى عدة أماكن بعضها غير مجهزة للسكن.

وقالت سيدة سورية في أحد الفيديوهات إنه تم إخراجهم من مركز الإيواء بمرسين بعد منتصف الليل ولا يزالون في الحافلة منذ ساعات.

إخراج المجنسين وحملة الكملك

تواصل موقع أورينت نت مع سوريين تم إخراجهم من السكن الجامعي في مرسين لمعرفة تفاصيل أكثر حول الفيديوهات المتداولة، وقالت سيدة سورية من ولاية هاتاي بعد أن طلبت عدم الكشف عن اسمها، إنها بقيت في سكن الطالبات لمدة يومين، وفي اليوم الثالث أخرجوها مع عائلتها رغم أنها تحمل الجنسية التركية.

وأوضحت أن مئات النازحين وصلوا إلى مركز الإيواء ومعظمهم كانوا من السوريين، مشيرة إلى أن جودة الطعام الذي تم تقديمه لهم تراجعت تدريجياً حتى تم إخراجهم.

وذكرت أنه في اليوم الأول وزّع المسؤولون عن المركز عليهم شامبو وفرشاة ومعجون أسنان ومناديل جافة ومعطرة وألبسة أغلبها بمقاسات كبيرة.

وأشارت إلى أنه خلال اليوم الثاني على وجودهم سمعوا شائعات أنه سيتم إخراج البعض من المركز، لتحويل أحد الأجنحة إلى مستشفى ميداني، وفي اليوم الثالث بدأت عملية ترحيل السوريين فقط، إذ تم إخراج جميع السوريين من أحد الأجنحة قرابة الساعة العاشرة مساءً، واستمر الأمر على الحال حتى الساعة الرابعة والنصف فجراً، حيث تم ترحيل جميع السوريين المجنّسين وحملة الكملك من 4 أجنحة من سكن الطالبات.

ولفتت إلى أن عملية إخراجهم كانت تتم من خلال مجموعة تضم 5 أشخاص من الحرس، حيث كانوا يطرقون باب كل غرفة في السكن ويطلبون إخلاء الغرفة خلال 5 دقائق فقط.

إخراج 4 دفعات ليلاً

وبيّنت السيدة السورية أن إحدى الدفعات التي خرجت من السكن الجامعي في حافلة كبيرة وأخرى صغيرة، نقلت إلى ملعب تنس في مدينة طرسوس.

فيما تم نقل دفعة إلى مدرسة، ودفعة أخرى إلى منطقة تضم "كرافانات" مسؤول عنها شخص أردني، قدّم الدعم لهم من طعام وأغطية، مشيرة إلى أن النشامى الأردنيين أعدّوا لهم على وجبة الغداء منسفاً، في حين قدّم الأتراك للسوريين في ملعب التنس بطرسوس (شوربة وخبز وماء فقط).

أما الدفعة الرابعة فقد تم نقلهم إلى منطقة مقطوعة، وبعد مشاحنات بين السوريين وعناصر الحرس الذين كانوا برفقتهم، تم نقلهم إلى مركز انطلاق السيارات في مرسين، ومن هناك قام السوريون بتدبّر أمورهم بنفسهم.

ما الأسباب؟

وعن أسباب إخراج السوريين من مركز الإيواء في المدينة الجامعية بمرسين، قال محمد الصطوف وهو محامي سوري يقطن في مرسين، وأرشد سوريين آخرين قدموا من ولاية غازي عنتاب وولايات أخرى إلى المركز المذكور، إنه من خلال تواصله معهم داخل السكن أخبروه أن الوضع كان ممتازاً خلال أول يومين.

وأضاف الصطوف لموقع أورينت نت، أن المسؤولين عن المركز بدؤوا بإخراج العائلات السورية مساء أول أمس، لعدة أسباب بحسب ما ذكر أصدقاؤه الذين كانوا داخل السكن وأهمها الخوف من حدوث مشاكل بين السوريين والأتراك، خاصة بعد الحديث عن نية المعارض العنصري أوميت أوزداغ رئيس حزب "النصر" التركي، تنظيم مظاهرة أمام السكن الجامعي بمرسين، لمعارضته وجود السوريين في السكن بينما الأتراك لا يجدون مكاناً يلجؤون إليه.

ولفت إلى أن السبب الرئيسي لترحيل السوريين من السكن هي أن الأولوية يجب أن تكون للأتراك المتضررين من الزلزال، بحسب ما خلص إليه اجتماع بين شخصيات سورية في مرسين وأعضاء من أحزاب سياسية تركية بينهم أعضاء من حزب العدالة والتنمية.

وذكر الصطوف أن أحد أصدقائه مع عائلته كان من بين الذين تم نقلهم من السكن إلى مدرسة، إلا أن وضع المدرسة كان مزرياً لذلك لجأ إلى أقاربه في مرسين.

سوريون لا يزالون في السكن الجامعي 

وأكد الصطوف أنه تواصل مع صديق آخر في السكن الجامعي، وأخبره أن ما زال هناك، موضحاً أن صديقه يسكن في غرفة قسم الذكور في السكن، أما قسم الإناث فقد تم إخراج جميع السوريين منه.

وأشار إلى أن أحد السوريين المرحّلين من السكن يحمل الجنسية التركية، وعند اعتراضه لدى المسؤولين عن مركز الإيواء في السكن أخبروه أنهم يعملون وفق قوائم تضم أسماء السوريين سواء أكانوا مجنسين أو من حملة الكملك.

دعوة لجمع تبرعات مادية  

الحقوقي السوري غزوان قرنفل، قال في منشور عبر صفحته في موقع "فيسبوك" إن "عملية إخراج العوائل السورية من السكن الجامعي في مرسين مساء أمس لإسكان مواطنين أتراك مكانهم ودون تأمين البديل لمن أُخرجوا تصرف فيه من الوضاعة والرعونة وقلة التبصر وانتهاك القانون الكثير".

 ووجّه قرنفل دعوة جاء فيها: "الأخوة السوريين الذي أطلقوا حملات جمع تبرعات مالية أرجو منكم تخصيص جزء من تلك المبالغ لتغطية بدلات إيجار بعض الفنادق لتلك العائلات لمدة شهر او ثلاثة أشهر ريثما تتبين الأوضاع الاجرائية والقانونية لهم في الولاية ، فمعظم هذه العائلات لاتستطيع استئجار بيوت بالنظر لضيق الحال وللتوحش في رفع بدلات الايجار بشكل جنوني فضلا عن العوائق الاجرائية المتعلقة بتثبيت العناوين وغيرها مما يجب عمله من اجراءات لذلك يكون السكن الفندقي المؤقت بديل مريح للجميع".

وكان مسؤول تركي قد أوضح في تسجيل مصور من داخل السكن الجامعي في مرسين، أنه قام بجولة في السكن ولم يجد أي مظاهر غير لائقة للسوريين أو وجود نراجيل بحسب الشائعات التي تم الترويج لها.

وبينما تم إخراج السوريين من قسم الإناث في السكن الجامعي بمرسين، نشر ناشطون سوريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي قائمة بعشرات العائلات السورية التي قدمت من أنطاكيا وإسكندرون وعنتاب إلى مرسين، مشيرين إلى أنهم موجودون بإحدى المدارس وجميع احتياجاتهم مؤمّنة.

حصيلة الضحايا في سوريا وتركيا

وضرب زلزال مدمّر فجر السادس من الشهر الجاري جنوب تركيا وشمال سوريا بلغت قوته 7.7 درجات، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجات ومئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.

وبحسب آخر إحصائية صادرة عن السلطات التركية ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال المدمر في تركيا إلى نحو 24 ألفاً و700 حالة وفاة، وأكثر من 80 ألف إصابة، في حين أعلن الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) مقتل 2167 وإصابة نحو 3 آلاف شخص في شمال غرب سوريا، إضافة إلى 1408 حالات وفاة و2341 إصابة في مناطق سيطرة نظام أسد.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات