بشار الأسد يُحمّل كل أزماته للزلزال.. يعالج الكارثة بالحوار وإدلب غير موجودة (فيديو)

بشار الأسد يُحمّل كل أزماته للزلزال.. يعالج الكارثة بالحوار وإدلب غير موجودة (فيديو)

بعد عشرة أيام على وقوع الزلزال في سوريا وتركيا أطلّ بشار الأسد في كلمة متلفزة -  ليس من مجلس التصفيق المسمى زوراً مجلس شعب، وليس من أمام حكومته ومسوؤليه وشبيحته كما يفعل عادة، وإنما من غرفة مغلقة- حمّل في بدايتها على كارثة الزلزال جميع الأزمات التي أوجدها الحل العسكري الذي اتبعه طيلة السنوات الماضية، دون أن يعد الأهالي بحلول، مركّزاً على مسؤوليتهم في لملمة جراحهم والتزامهم بالوطن. 

وقال إن الزلزال أتى بعد اثني عشر عاماً من الحرب والحصار، مع ما رافقهما من موت وتخريب وقلة موارد على المستوى الوطني، لكن كل ذلك على قسوته، لم يغيّر من جوهر شعورنا وتفكيرنا تجاه بعضنا البعض، وتجاه الوطن بأرضه وشعبه، بمفاهيمه وعاداته وتقاليده.

وبلغة التسويف التي اعتاد عليها النظام وتعدّ أحد عناوين سياسته، عدّ بشار الأسد أن معالجة التداعيات ستحتاج لسنوات، ملقياً المسؤولية في ذلك على ضعف الإمكانيات، والتراكمات التي أوجدتها الحرب، والتخريب الإرهابي والحصار بحسب تعبيره. 

وقال بشار الأسد: ما سنواجهه على مدى أشهر وسنوات من تحديات خدمية واقتصادية واجتماعية، لا يقل أهمية عما واجهناه خلال الأيام الأولى، وهو بحاجة للكثير من التفكير والحوار والتكافل والتنظيم لدى مختلف القطاعات الوطنية. 

وتجنّب بشار الأسد تسمية دول الغرب في تحميل مسؤولية الحصار خلافاً لما اعتاد عليه وكرّره في خطاباته السابقة، وقد يكون السبب في ذلك سقوط الذرائع التي كان يسوقها، بأن العقوبات هي سبب الأزمات في سوريا، بعد عدم ممانعة الدول الغربية من تدفق المساعدات عليه، وتأكيدها بأن تلك العقوبات بالأساس لا تطال الغذاء والدواء بل تتعلق بشخصيات وكيانات في النظام أو داعمة له، مدانة بارتكاب جرائم ضد السوريين. 

مواجهة تداعيات الزلزال بالحوار

وكان اللافت في كلمة بشار الأسد حديثه للمرة الأولى عن حوار وتوافق وطني لمواجهة ليس تداعيات الزلزال فقط، بل وجميع الأزمات التي أفرزتها الحرب، وعوامل أخرى تراكمت عبر عقود سابقة للحرب، وقال: قد يبدو المشهد معقداً، وقد يكون من الصعب الفرز بين الأسباب المؤدية لكل مشكلة من المشكلات على حدة.. وهذا لا يمكنُ أن يحصلَ دفعة واحدة، بل كأولوياتٍ بحسب توفر الإمكانيات وعلى مراحلَ زمنية.. لكن المهمَ هو امتلاكُ الرؤية، المبنية على توافق وطني، منطلق من حوار واسع.

ولم يعطِ بشار الأسد تفاصيل عن أسس الحوار في وقت لا يعترف فيه بأي جهة معارضة، بل يسمي كل من يقف ضد سياسته بالإرهابي، ما يرجح أن يعطي حديثه عن الحوار هدفاً " تخديريا" استوجبت ظروف المرحلة الخطيرة الإشارة إليه، بعد أن أطبق حله العسكري على البلاد، وأوصل 90 بالمئة من الأهالي إلى الجوع بسبب الإصرار على تمسكه بالسلطة.

ومن جهة أخرى يشكل حديثه عن الحوار والتوافق الوطني، اعترافاً متأخرا بأن لا حل عسكريا لأزمات البلاد ومنها المعيشية، وقد يكون الهدف أيضا من حديثه عن الحوار الوطني التضليل السياسي والبناء أو ملاقاة التوجهات العربية الإنسانية نحوه على خلفية الزلزال، في إطار استثماره المساعدات الإنسانية كمقدمة لمساعدات سياسية في إطار التطبيع.

إدلب غير موجودة

ولم يأتِ بشار الأسد في كلمته على ذكر إدلب ومناطق الشمال التي أصابها الزلزال، وتضم نحو خمسة ملايين ممن هجّرهم، ولا على آلاف الضحايا الذين قُتلوا سواء في الشمال أو في جنوب تركيا، وقال: كانت هناك هبةُ هائلة لحماية وإنقاذ ومساعدة المكلومين في حلب واللاذقية وحماة، وهو ما لمسناه بمفاصل متعددة خلال الحرب على سوريا. 

وكان أول ظهور لبشار الأسد بعد وقوع الزلزال بأربعة أيام في حلب في زيارة أثارت استياء الأهالي ومواقع التواصل الاجتماعي، إذ بدا فرحاً يوزّع ابتساماته على تابعيه ويأخذ صور " سيلفي" معهم وخلفه مشاهد دمار الأبنية التي يجثم حطامها على ضحايا الزلزال. 

التعليقات (1)

    مهاجر

    ·منذ سنة شهرين
    الله يلعن شكلك يا مختل يا مريض يا مجرم يا قاتل يا علوي با نجس يا سفاح
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات