يروّج لروايتين.. صحيفة بريطانية: بشار الأسد يستغل الزلزال لمحو الأدلة على جرائمه

يروّج لروايتين.. صحيفة بريطانية: بشار الأسد يستغل الزلزال لمحو الأدلة على جرائمه

قالت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية في تقرير، إن بشار الأسد يستغل كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا، كفرصة لمحو الأدلة على جرائمه التي ارتكبها ضد الشعب السوري خلال السنوات الماضية.

واستنكرت الصحيفة ظهور بشار ضاحكاً في أول ظهور علني له بعد الزلزال، وذلك أثناء زيارته وزوجته أسماء الأسد لمدينة حلب بعد 4 أيام من وقوع الكارثة.

بشار الأسد الديكتاتور 

ووصفت الصحيفة بشار الأسد بالديكتاتور الذي يذبح شعبه منذ أكثر من عقد، مشيرة إلى أنه حتى يوم وقوع الزلزال، استمرت ميليشيا أسد بدعم روسي في قصف منطقة شمال غرب سوريا التي لطالما أراد الأسد تدميرها وقتل أهلها.

وذكر التقرير أن الزلزال جاء وأعطى مهمة الأسد المميتة مكسباً تكتيكياً، حتى أن موالي النظام تداولوا رسائل عبر الإنترنت تقول إن التدخل الإلهي أنقذ الأسد من تكلفة البراميل المتفجرة.

ونوّهت الصحيفة إلى أنه ومنذ عام 2011 ارتكب نظام الأسد فظائع بحق الشعب السوري، مثل الاغتصاب والتعذيب والأسلحة الكيماوية والحصار والتجويع والقصف الشامل وتدمير المدن والبلدات ليست سوى جزء من القائمة.

وأشارت إلى أن الأسد تجاوز الخطوط الأمريكية الحمراء، حين قام في عام 2013 بقصف غوطة دمشق بالأسلحة الكيماوية دون عواقب وخيمة. لذلك لجأ لاستخدامه مرة أخرى في خان شيخون في عام 2017 وفي دوما في عام 2018.

وأوضح التقرير أنه حلول عام 2022، نزح 6.7 ملايين سوري داخلياً وكان 6.8 ملايين آخرين لاجئين، لافتاً إلى أن الغرب أعرب عن دعمه للعملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لكنه لم يطور إستراتيجية شاملة لسوريا.

وبدلاً من محاسبة الأسد على جرائمه، تم فرض عقوبات عليه شخصياً وعلى نظامه، وكانت الفكرة أن الضغط الاقتصادي سيدفع الأسد للموافقة على تسوية سياسية، إلا أن روسيا وإيران والصين وأصدقاء آخرين للنظام ساعدوه بالالتفاف على العقوبات من خلال إنشاء شركات وهمية وإدارة المعاملات الاحتيالية وتزويده بشريان الحياة الاقتصادي من الوقود إلى القروض إلى صفقات الاستثمار.

وبيّنت الصحيفة أنه عندما ساء الوضع الاقتصادي في سوريا، أصبح الأسد بارعاً في بكاء الذئب، تحت شعار التحدي والصمود، وحرص على التقاط صور له باستخدام أحدث تقنيات شركة آبل، كما استمرت أسماء الأسد في ارتداء ملابس باهظة الثمن من قبل المصممين الغربيين.

الأسد يروّج لروايتين

ولفت التقرير إلى أن نظام أسد تمسّك بروايتين بسيطتين، الأولى أن الغرب هو المسؤول عن معاناة السوريين، بسبب العقوبات المفروضة وليس تصرّفات الأسد، والثانية أن كل من يعارض النظام هو إرهابي.

وأصبح الترويج لهذه الروايات أكثر إلحاحاً بالنسبة للأسد بسبب التكلفة البشرية والمالية للأضرار التي لحقت بالمناطق التي يسيطر عليها النظام بسبب الزلزال. 

ومع وقوع كارثة الزلزال، جاءت الفرصة لبشار الأسد الذي استغلها على أكمل وجه لتحقيق اعتراف واقعي بعد سنوات من العزلة السياسية. 

وفي أعقاب الكارثة مباشرة، لم يرسل مكتب بشار الأسد تعازيه للشعب السوري أو يعلن حالة الطوارئ، وبدلاً من ذلك، أُعطيت الأولوية لتقديم الأسد على أنه يتمتع بالشرعية الدولية، وسُلّط الضوء على جميع الرسائل التي تلقاها الأسد من قادة العالم.

كما ازدادت ثقة الأسد السياسية أيضاً، حيث بدأت الدول العربية في إرسال مساعدات إنسانية إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام. لكن بالنسبة للأسد، فإن الجائزة الحقيقية هي التطبيع مع الغرب دون أن يُنظر إليه على أنها مساومة معه.

فرصة لمحو الأدلة على الجرائم

وبحسب التقرير، يريد الأسد استخدام تدمير الزلزال كحيلة للحصول على تمويل غربي لإعادة الإعمار، مشيرة إلى أن الزلزال يعطي الأسد طريقة لمحو الأدلة على جرائمه، حيث يمكنه أن يدّعي أن الدمار الواسع الذي أحدثه قصف النظام كان كله بسبب الزلزال.

وذكرت الصحيفة أنه في الأسبوع الذي تلا الزلزال، جادل عضوان بالكونغرس الأمريكي ضد قرار وزارة الخزانة الأمريكية بتعليق العقوبات على سوريا لمدة ستة أشهر، بسبب المعاملات المتعلقة بالإغاثة من الزلزال، قائلين إن هذا يمهد الطريق لتطبيع العلاقات مع الأسد.

وأكدت أن العقوبات وحدها لا تكفي، ولا يمكن للغرب أن يستمر في تجاهل حقيقة أن التدخل الروسي في الحرب عام 2015 أنقذ الأسد من الهزيمة العسكرية، أو أن بقاء الأسد يعتمد على الدعم الروسي والإيراني المستمر.

وأشارت إلى أنه يجب على الغرب أن يعترف بأن الأسد لا يضحك وحده الآن. ما زالت روسيا تضحك معه في الخلفية، وإذا كان الغرب جاداً بشأن محاسبة روسيا على أفعالها في أوكرانيا، فلا يمكنه تجاهل عامل التمكين السوري. بوتين والأسد وجهان لعملة واحدة.

التعليقات (2)

    عيس

    ·منذ سنة 3 أشهر
    يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ

    رجل استغلالي

    ·منذ سنة شهرين
    بشار يستغل كل شيء حتى النملة لو صحله يحلبها مارح يقصر .... 50 سنة والعلوين يسرقوا وينهبوا سوريا ولحم وكتاف العلوين من سرقة ونهب الشعب السوري المنكوب المظلوم !!! الكل يعرف وين كانوا العلوين قبل 50 سنة و وين صاروا اليوم ... كان العلوي يحلم ببيت غرفتين وصالون ...ولكن اليوم العلوي صار عنده عدة قصور وفلل ومن كبار تجار الحروب ... بينما تحولت حضارة سورية الى مزابل التاريخ والشعب السوري تحول بين لاجيء ونازح ومغترب
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات