النظام يستنفر الطائفة العلوية ومشايخها ضد رامي مخلوف

تكررت خلال اليومين الماضيين الردود الغاضبة من قبل شخصيات تابعة لنظام أسد وشيوخ الطائفة العلوية على تنبؤات رامي مخلوف ابن خال رأس النظام في سوريا بشار الأسد، والتي تنبّأ فيها بحدوث زلازل طبيعية واصطناعية.

واستدعت تنبؤات مخلوف تدخّل نظام أسد على ما يبدو، وذلك خوفاً من إحداث شرخ بين أبناء الطائفة العلوية، خاصةً أن قسماً كبيراً منهم كانوا يتلقّون مساعدات من رامي مخلوف ويصدّقون كل ما يقوله.

طلاسم وجهلة

وفي أحدث ردّ من قبل نظام أسد على مخلوف، خرج أحد شيوخ الطائفة العلوية يُدعى "الفقير لله محمد عبد الله ميهوب"، في تسجيل مصور عبر صفحته في "فيسبوك"، للردّ على مخلوف والدفاع عن معتقدات الطائفة، والتي عادةً لا يتحدث شيوخها عنها إلا بإيعاز من النظام.

وقال ميهوب موجِّهاً خطابه لمخلوف دون ذكر اسمه، إنه بعد حادثة الزلزال الذي أصاب سوريا، كُثرت ظاهرة التحدّث حول شيء دون أن يتم الاستناد إلى حقيقة أو نصّ علمي.

وأضاف: "بعض الناس ينسبون هذا الزلزال إلى ذنوب الناس، ويقوِّلون الإمام علي كرّم الله وجهه نصوصاً ما أنزل الله بها من سلطان لم تثبت بأي سند صحيح".

وتابع: "من يفعل ذلك ومن يتّبعه هو دليل على شيء واحد.. على قلة العقل وعلى قلة الفهم والوعي والإدراك..".

كما أشار إلى أن "البعض يحدّث الناس بطلاسم وأمور غريبة على أنها من دين الله"، واصفاً من يقومون بهذه الأمور بالجهلة.

بثّ الرعب

وعن بثّ الرعب والخوف بين الناس، قال ميهوب: "أيضاً هناك من يحدّثون الناس بالغيبيات ليبثوا الرعب في قلوبهم من أنه في ساعة معينة في يوم معين سيحدث زلزال أو ستحدث هزة أو سيحدث إعصار.. يدّعون علم الغيب الذي هو علم الله سبحانه وتعالى"، مشيراً إلى أن كل من يحدث الناس بعلم الغيب هو كاذب.

وختم ميهوب بالقول: "اللهم اجعل غنانا كما قال أمير المؤمنين الإمام علي لا غنى كالعقل ولا فقر كالجهل..".

وأراد الشيخ ميهوب من مجمل حديثه أن يوصل رسالة مفادها أن الناس يجب ألا تسمع تنبؤات مخلوف وكل من يحذو حذوه، وذلك بغض النظر عن المصادر التي استند إليها في حديثه.

دعوات لاعتقاله 

وكان ردّ نظام أسد على رامي مخلوف سريعاً، إذ خرج دريد الأسد ابن عم بشار الأسد بعد ساعة فقط من نشر مخلوف منشوراً عبر "فيسبوك" قبل يومين قال فيه: "بالنسبة للأحداث القادمة فنحن بانتظار زلزال طبيعي عظيم ولكن بعد حين (والله أعلم)".

وأضاف: "أما الزلزال الاصطناعي فهو بعد عدة أيام (والله أعلم)… من خلال استهداف أحد دول الجوار لمواقع ثابتة ومتحركة وتكون قاسية وموجعة يستدعي الرد عليها ويكون الرد موجعاً ومهيناً للجوار".

دريد الأسد دعا في ردّه على مخلوف عبر صفحته في "فيسبوك"، إلى اعتقال كل من يروّج لحدوث الزلزال، حيث كتب: "أدعو السلطات القضائية في سوريه أو خارجها لإلقاء القبض على كل شخص تنبأ وأشاع و روج لحدوث هذه الزلازل المُصطنعه".

وبحسب دريد الأسد فإن التهمة هي: "التخابر والتنسيق مع جهات استخباراتية عالميه ودوليه الغرض منها ترويع المواطنين وإلحاق الأذى الجسيم بهم نفسياً ومادياً والمشاركة بقتل الناس وتعريض حياتهم للخطر الكبير!".

وكان مخلوف قد بمظهر المنجّم من خلال نشر تنبؤاته وتوقعاته بعد كارثة الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا وشمال غرب سوريا في السادس من الشهر الجاري، وخلّف عشرات آلاف الضحايا، معتبراً أن "ما حدث في سوريا وتركيا هو إعلان صريح ببدء عصر الظهور"، لافتاً إلى أن "ما حصل في سوريا وتركيا للأسف..  سيتكرر (والله أعلم) وبأشكال مختلفة.. وللأسف ستكون حصة جنوب البلاد منه لا تقل عن شماله".