آخر فيديوهات الشيخ أحمد الرفاعي قبل اغتياله من مجموعة مقربة من ميليشيا حزب الله

تداول مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي أحد آخر الفيديوهات التي نشرها المغدور الشيخ أحمد شعيب الرفاعي قبل اغتياله وهو ينتقد الفساد في لبنان، ما يثبت أن عملية الاغتيال سياسية وليست بسبب خلافات شخصية أو عائلية، كما روّجت له بعض وسائل الإعلام المقربة من الميليشيا.

وظهر الشيخ الرفاعي في الفيديو وهو ينتقد بشكل ساخر الأجهزة الأمنية اللبنانية التي باتت تحت تأثير ميليشيا حزب الله، موجهاً التحية لها لما بذلته من جهود في سبيل توقيف أحد المجرمين الذي كان سبق وقد هدد أخاه بقضاء عكار شمال لبنان.

وقال الرفاعي في الفيديو: "قلنا إن الشخص الذي اعتدى على أخي يسهر مع قوات الأمن إلا أنهم تركوا الجاني وذهبوا لاعتقال أخي الذي يسعى وراء لقمة عيشه".

وأضاف متهكماً: "بارك الله بكم على هذه الفتنة وإن شاء الله مصيركم جهنم.. اتقوا الله بالناس حاج تعملوا فتنة".

وحول الفساد المستشري في أجهزة الدولة اللبنانية، أضاف الرفاعي: "يا عيب الشوم على هالبلد اللي تركنا السفر ورجعنا عليها كرمال نعمرها لتصير متل العالم".

وقال: "بلد من أوله لآخره كل شي فيه صاحب سلطة فاسد وحقه فرنكين بأي دائرة وبأي مركز من أصغر عنصر بأصغر مخفر من عكار للبقاع لأكبر رئيس حكومة كلهم كذابين وفاسدين وما في حدا بيشتغل بضمير وفي نخوة بتحركه".

جثة مدفونة بعد 5 أيام على اختفائه

وأمس الأحد، عثرت الأجهزة الأمنية اللبنانية على جثة الشيخ أحمد شعيب الرفاعي مدفونة في منطقة قريبة من قريته بقضاء عكار شمال لبنان، وذلك بعد 5 أيام على اختفائه.

وأفادت وسائل إعلام لبنانية أن شعبة المعلومات بالتعاون مع الجيش اللبناني عثرت على الشيخ الرفاعي مقتولاً بطلقات نارية، حيث تم دفن جثته في منطقة عيون السمك القريبة من قرية القرقف التي ينحدر منها.

وبحسب ما ذكرت صحيفة "النهار" اللبنانية، كانت جثة الشيخ الرفاعي مدفونة على عمق 3 أمتار تحت كومة من التراب في منطقة تقع فوق عيون السمك، مشيرة إلى أن القوى الأمنية سحبت فجر الأحد جثة الشيخ الرفاعي بعد استقدام جرافة للمساعدة في الحفر، وعملت فرق الإسعاف على نقلها إلى المستشفى الحكومي. 

توقيف المتورّطين بالجريمة 

وقالت قوى الأمن الداخلي اللبنانية في بيان، إنه بعد قيام أشخاص مجهولين باختطاف الشيخ أحمد الرفاعي في مدينة طرابلس، واقتياده مع سيارته إلى جهة مجهولة، أُعطيت التوجيهات لشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي للقيام بالتحقيقات الفورية بهدف بيان ملابسات الحادث وتوقيف الفاعلين.

وأضافت: "بنتيجة المتابعة الميدانية والتقنية، تمكنت شعبة المعلومات خلال الـ 48 ساعة الماضية من العثور على سيارة المخطوف ومصادرة إحدى السيارات المستعملة في عملية الخطف وتحديد هوية الخاطفين وتوقيف 4 أشخاص، ثلاثة منهم من أقارب المخطوف".

وألقت السلطات المختصة القبض على المتورطين بالجريمة من خلال تتبع حركة الاتصالات وتنقّل هاتف الشيخ الرفاعي بحسب تقارير إعلامية، حيث داهمت منزل رئيس البلدية الشيخ يحيى الرفاعي وأوقفته إضافة إلى ابنه محمد وابن شقيقه عبد الكريم محمد الرفاعي، والأخير هو عنصر في القوة الضاربة للأمن الداخلي الذي نفى ذلك.

القتلة جماعة مدعومة من ميليشيا حزب الله

وبعد العثور على الجثة، قال حساب "أخبار العالم الإسلامي" عبر "تويتر" في تغريدة: "أبواق حزب خامنئي في لبنان تقول إن ابن عم الشيخ أحمد شعيب الرفاعي هو القاتل، لكنها أخفت أن ابن عمه هو من المنتسبين لما يسمى سرايا المقاومة، وهي ميليشيا أسستها إيران وتخضع للحزب بشكل كامل تمويلاً وتسليحاً، وسابقاً أطلق الحزب سراح المجرم بعدما حرق سيارة الشيخ وحاول قتله!".

وكان ذوو الشيخ أحمد الرفاعي قد فقدوا الاتصال به الأسبوع الماضي، وسط ترجيحات بخطفه من قبل ميليشيا حزب الله اللبناني، عقب مهاجمته إياها مع نظام أسد وميليشياته في خطبة الجمعة قبل اختفائه، بمسجد أحمد الرفاعي الكبير في بلدة القرقف.

الشيخ أحمد الرفاعي

والشيخ أحمد الرفاعي، لبناني من بلدة القرقف في عكار اللبنانية وهو إمام وخطيب مسجد أحمد الرفاعي الكبير في القرقف، ويُعرف بعدائه الشديد لإيران وحزب الله ونظام أسد، ويشارك آراءه السياسية حول هذا الموضوع على منصات التواصل الاجتماعي وخاصة صفحته على فيسبوك، بالإضافة إلى المجالس الدينية.

وكان الشيخ شنّ هجوماً لاذعاً على إيران وحزب الله ونظام الأسد في آخر خُطَبه، مشيرا إلى أنهم يفرضون هيمنتهم على الدولة اللبنانية وحكومتها، واصفاً إياها بمجرد تابع.