في موقف لا يُحسد عليه، فضح وزير تجارة أسد عمرو سالم نفسه بعدما ادعى أن السوريين في مناطق سيطرة النظام لا يواجهون مشاكل في الحصول على مادة البصل عبر البطاقة الذكية وأنه يمتلك واحدة وقد حصل عبرها على كمية من البصل ليستدرك الموقف، ويؤكد بأنه "غير مدعوم".
واعترف سالم في لقاء مع إذاعة شام إف إم الموالية بوجود فوضى بتقديم المساعدات للمتضررين من الزلازل، مبرراً ارتفاع أسعار البصل بارتفاع المحروقات.
وتملّص سالم من مسؤوليته جراء الطوابير والتدافع الذي نشأ خلال توزيع المساعدات، متذرعاً بأن ارتفاع أسعار البصل جاء نتيجة للظروف الجوية ونقص المحروقات.
وقال سالم: "البصل اللي وصل لازم نلاقي وسيلة حتى يباع فقط للمواطن، حتى سمعت إنو فيها نوع من إذلال للمواطن، سمعتها هيك حرفياً طيب وين الذل فيها؟".
وفي حين حاول تبرير تقصير حكومة ميليشيا أسد بتوفير أدنى وأبسط السلع للمواطنين، اعترف بامتلاكه لبطاقة ذكية يحصل من خلالها على الدعم، ما يعني أن القرار المصيري المتعلق باستثناء شرائح الأغنياء والوزراء والمسؤولين من الدعم هي مجرد كذبة "، وأضاف: "أنا مبارح جبت على بطاقتي كيلو بصل ما حسيت إني مذلول وقت أرسلت البطاقة ولا إني روح بنفسي.. وأنا على فكرة بشتري من صالاتنا".
واستدرك الوزير كذبته خاصة أن ميسوري الحال لا يحق لهم الحصول على الدعم المخصص عبر البطاقة الذكية وقال: "طبعاً أنا ماني مدعوم لكن بشتري من صالاتنا لأني أثق بما نبيعه".
توزيع البصل على البطاقة الذكية
وتحوّل موضوع توزيع البصل على البطاقة الذكية إلى قضية رأي عام في مناطق سيطرة أسد بعد أن فضح موالون وزارة تجارة أسد واستغلالها الأزمة لجني أرباح طائلة.
ورداً على انتقادات طالت السعر المرتفع المحدد لكيلو البصل الذي من المفترض توزيعه على البطاقة الذكية، شنت وزارة تجارة أسد خلال الأيام الماضية هجوماً غاضباً ضد الأهالي واصفة إياهم بالكذب ضمناً.
وأطلقت الوزارة وصف "الصفحات الصفراء" ضد كل من أكد ووثق بالدليل انخفاض أسعار البصل عالمياً أو عربياً مقارنة بمناطق سيطرة أسد.
وتحدد البطاقة الذكية الفئات المستبعدة من الحصول على الدعم وهم وفق ما رصدت أورينت مالكو السيارات موديل 2008 وما فوق، والمغادرون سوريا والمتوفَّون المستفيدون من البطاقة، وميسورو الدخل، والمستوردون والمصدّرون، ومؤسسو المصارف الخاصة وشركات الصرافة وأصحاب السجلات التجارية من الفئة الأولى والممتازة، وغيرهم من أصحاب الدخل المرتفع، وهو ما يعني أن وزير أسد لا يحق له الحصول على بطاقة ذكية وفق ما أقرت به وزارته نفسها.
عمرو سالم
وتلاحق الاتهامات وزير تجارة أسد الذي دأب منذ تعيينه على رفع أسعار السلع والمواد الغذائية الرئيسية امتثالاً لتوجيهات بشار الأسد وروسيا.
ويُعرَف الوزير عمرو سالم بأنه أحد أصدقاء بشار الأسد، وشغل سابقاً منصب وزير الاتصالات والتقانة، قبل أن يُعاد تعيينه وزيراً للتجارة الداخلية بحكومة الميليشيا الأخيرة، رغم تأكيد وسائل إعلام موالية خضوعه للتحقيق لدى الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش على خلفية عقد أبرمته شركة (بوكو) الصينية مع مؤسسة الاتصالات التابعة لوزارته والمتعلقة بتقديم خدمة نظام (الفوترة والترابط) في المؤسسة حينها.
وكانت حكومة ميليشيا أسد قد أصدرت مؤخراً العديد من القرارات التي من شأنها أن تضيّق الحال المعيشي على المواطنين، حيث رفعت الدعم عن المواد والسلع الأساسية وأبرزها المحروقات والمواد الغذائية، والتي تمسّ معيشة السوريين في مناطق سيطرته.
التعليقات (4)