صحيفة بريطانية تفضح استيلاء الأسد على المساعدات وتؤكد مكانه الطبيعي في القفص

صحيفة بريطانية تفضح استيلاء الأسد على المساعدات وتؤكد مكانه الطبيعي في القفص

قالت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية إن العاملين في الجمعيات الخيرية يشتكون من من تحويل المساعدات الدولية التي يتم جمعها لضحايا الزلزال لصالح مشاريع الديكتاتور بشار الأسد، الذي بات يستغل المأساة للاستفادة منها بتلميع صورته في المنطقة، مؤكدة أن مكانه يجب أن يكون في قفص الاتهام بالمحكمة الجنائية الدولية.

وأضافت الصحيفة في تقرير لها، الإثنين، أن العاملين في المجال الإنساني عبّروا عن استيائهم إثر سرقة المساعدات الأممية المخصصة لضحايا الزلزال من قبل ميليشيا أسد حيث استغلها لإعادة تلميع صورته في المنطقة.

وذكّرت الصحيفة بجرائم الحرب التي ارتكبها بشار الأسد بحق الشعب السوري التي توصف بأنها "الأسوأ خلال القرن الحادي والعشرين"، إذ قتل أكثر من 350 ألف شخص وأجبر 14 مليون نسمة على النزوح مع عدم تمكنهم من العودة خوفاً من الانتقام وتعرضهم للتعذيب، إلى جانب قصفه المدنيين بالأسلحة الكيماوية والبراميل المتفجرة.

وعلى هذا فإن مكان الأسد الطبيعي وفق الصحيفة هو قفص الاتهام في محكمة الجنائية الدولية، إلا أن روسيا والصين تعرقلان أي محاولة لملاحقته من قبل مجلس الأمن الدولي، بالرغم من جمع 900 ألف صورة تدين ميليشياته بارتكابها مجازر ضد السوريين، خاصة أنه تم التأكد من صحة تلك الصور التي سربها "قيصر" عبر تقنية مكتب التحقيقات الفيدرالية الأميركي.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأسد استغل مأساة الزلزال للدفع قدماً بعملية التطبيع بعدما أرسل قادة الدول الذين كانوا في السابق ينأون بأنفسهم عنه، برقيات التعزية والأموال والطائرات المحملة بالأدوية والأغذية المخصصة لضحايا الزلزال.

وتطرقت "ذا تايمز" إلى الحراك العربي الأخير للتطبيع مع الأسد من قبل بعض الدول، وأضافت أنه بالنسبة لكل تلك الأطراف مجتمعة، لم يكن الزلزال كارثة قاتلة فحسب، أدت لمقتل ستة آلاف إنسان في سوريا و45 ألف نسمة في تركيا، بل فرصة جيوسياسية أيضاً.

وذلك يرجع بسبب أن العقوبات الأميركية قد فرضت على أي توسع في مد خطوط الغاز الطبيعي في سوريا وكذلك الأمر بالنسبة للمنتجات النفطية، إلا أن رفع القيود المصرفية لمدة ستة أشهر بهدف السماح للأموال بالتدفق بحرية إلى سوريا، وهذه اللفتة الإنسانية لم تقوِّ سوى ثقة العرب بأنفسهم، والمستفيد المباشر من كل ذلك هو ديكتاتور تلطخت يداه بالدماء.

منع المساعدات

وأمس الإثنين، قالت منظمة العفو الدولية إنه ينبغي على حكومة أسد التوقف عن عرقلة وتحويل المساعدات الإنسانية الهادفة إلى تخفيف معاناة عشرات الآلاف من المدنيين في حلب التي مزقها النزاع، وذلك بعد مرور شهر على الدمار الذي ألحقته الزلازل بالمحافظة.

وذكرت أنه بين 9 و22 فبراير/شباط، منعت حكومة ميليشيا أسد ما لا يقل عن 100 شاحنة تحمل مساعدات أساسية مثل الغذاء والإمدادات الطبية والخيام من دخول الأحياء ذات الأغلبية الكردية في مدينة حلب. 

فرصة الأسد المنبوذ للعودة إلى الساحة الدولية

وشكّل تخفيف العقوبات الأمريكية المفروضة على حكومة ميليشيا أسد والسماح للمساعدات الإنسانية بالتدفق بحرية بعد الزلزال الكارثي "نعمة سياسية" للأسد وفق تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".

وقالت الصحيفة في تقرير لها، الأحد، إنه عندما ضرب الزلزال المدمر سوريا الشهر الماضي، لم يعلن بشار الأسد حالة الطوارئ ولا يوم حداد على الضحايا، لكن منذ اليوم الأول، دعت حكومته الاستبدادية إلى رفع العقوبات الغربية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الزلزال المدمر خلق لرئيس النظام فرصة للعودة إلى الساحة الدولية من خلال "دبلوماسية الكوارث"، حيث تلقّى الأسد المنبوذ منذ فترة طويلة لقصفه وتعذيبه شعبه، التعاطف والمساعدة والاهتمام من البلدان الأخرى.

الأسد لصّ المساعدات

يُذكر أن نظام الأسد حاول منذ الساعات الأولى للزلزال المدمّر الذي ضرب عدة مناطق خاضعة لسيطرته استغلال الكارثة لتحقيق عدة مكاسب أبرزها تدفّق المساعدات من قبل الدول والمؤسسات الإنسانية ليس لتقديمها للمتضررين، بل لسرقتها قبل أن تصل لأيديهم وبيع جزء منها في الأسواق.

ووثّقت شابة سورية في مقطع مصوّر كيف يتم بيع المساعدات التي حصل عليها النظام من أجل مساعدة متضرري الزلزال على "البسطات" في منطقة كراج "الست زينب" بالعاصمة دمشق، حيث أظهر المقطع بيع العديد من المواد الغذائية المقدّمة من المنظمات الإنسانية والدولية وبعض هذه المنتجات تحمل شعار الأمم المتحدة ومكتوب عليها عبارة "غير مخصّص للبيع". 

ومن الأمور التي يتبعها النظام أيضاً لسرقة المساعدات والتبرعات أنه يسمح لبعض الجمعيات المحلية والأهلية بجمع المساعدات المادية والعينية من أجل إرسالها للمناطق المنكوبة الخاضعة لسيطرته ولكن الحقيقة أنه يريد الاستيلاء عليها وسرقتها.

وكانت ميليشيا الحشد الشعبي العراقية، المدعومة من إيران حليفة الأسد، قد أرسلت عدة قوافل من المساعدات إلى مناطق سيطرة ميليشيا أسد وحاولت الإصرار على توزيعها بنفسها خوفاً من سرقتها من قبل أسد.

وفي حلب، صادرت الأمانة السورية للتنمية 100 صندوق من حليب الأطفال، متذرعة أنها بحاجة إلى إجراء اختبارات عليها للتأكد من سلامتها ومطابقتها للشروط الصحية.

وفي اللاذقية، تم إلزام الميليشيات العراقية بتسليم كل مساعداتها إلى الأمانة السورية للتنمية، والتي بدورها توزع فقط الخبز والعصير والحساء على السوريين المتضررين.

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات