كشف الصحفي عمر قصير بالتعاون مع زميله محمد النصر، حقيقة ما روج له نظام أسد وإعلامه مؤخراً حول فتح خط طيران مباشر بين العاصمة دمشق ودولة أوروبية لأول مرة منذ 11 عاماً.
وكانت صحيفة "">الوطن" الموالية ذكرت أن شركة طيران أوروبية تبدأ تسيير رحلات مباشرة بين أثينا ودمشق، وتحدثت فيه عن اقتراب شركة Air Mediterranean من تسيير رحلات جوية تجارية هي الأولى من نوعها لشركة أوروبية منذ عام 2012 لأحد المطارات السورية.
وأضافت الصحيفة أن الشركة ستشغل بدءاً من يوم الخميس القادم، رحلتان أسبوعياً كل خميس واثنين مباشرة من العاصمة اليونانية أثينا إلى دمشق، وكل جمعة وثلاثاء مباشرة من دمشق إلى أثينا.
وفنّد الصحافيان في تحقيق نشراه على صفحتهما الشخصية في فيسبوك، وفي مواقع عديدة ما جاء في الصحيفة المذكورة، حيث أوضحا أن شركة Air Mediterranean هي شركة طيران يونانية صغيرة مغمورة، بدأت العمل عام 2017 ثم ما لبثت أن توقفت بعد فترة قصيرة وتحولت إلى شركة طيران عارض، ويتألف أسطولها من طائرة واحدة فقط، بحسب ويكيبيديا، ومن طائرتين، بحسب موقع فلايت رادار 24 الشهير.
وأشار التحقيق إلى أنه على موقع تريب أدفايزور الشهير، يمكن قراءة العديد من المراجعات الكارثية عن الشركة ورحلاتها وعن كونها واحدة من أسوأ (إن لم تكن الأسوأ على الإطلاق) شركات الطيران في العالم، "فقدان وتخريب أمتعة، طائرة متهالكة، تأخير، إلغاء رحلات بشكل اعتباطي وبلا سبب".
ولفت إلى أن صفحات وحسابات الشركة على مواقع التواصل الاجتماعي تحظى بعدد قليل جداً من المتابعين، ويعود آخر نشاط لها إلى عام 2020 (فيسبوك) و2018 (تويتر) والوجهات المعلن عنها عبر موقع الشركة هي اليونان وقبرص فقط، ولا يمكنك إجراء أي نوع من أنواع الحجوزات عبر الموقع.
وفي شباط من عام 2018، ذكرت وسائل إعلام ألمانية ويونانية أن رحلات الشركة توقفت، ولا يمكن العثور على أي تحركات لطائرتيها، ونقلت عن رئيسها التنفيذي قوله إن سيتم تخصيص المزيد من الموارد لرحلات الطيران العارض الشامل، وقيل أيضاً إن الخلافات بين المساهمين في الشركة هي التي أدت للصعوبات التي تعاني منها.
ما هو الطيران العارض؟
هو تأجير طائرة كاملة، بخلاف بيع تذكرة طيران لمقعد طائرة بشكل فردي، كما هو المعتاد مع شركة الطيران العادية، تقوم فكرته على قيام شركات طيران غير منتظمة، إما تابعة لمنظم رحلات وإما مستقلة، بتنظيم رحلات مخفضة للوفود السياحية ضمن رحلات شاملة أو في مواسم معينة على أساس تقديم سعر أرخص بشرط تحقيق حمولة عالية للطائرة، نحو 90% مثلاً، وعلى هذا الأساس فإنّ الطيران العارض ليس له جداول تشغيل منتظمة ثابتة، وهو ذو أسعار مخفضة، ورحلات لا تعمل إلا بعد الوصول إلى نقطة معينة، كما إنه لا يسمح للناقل من خلاله ببيع تذاكر للأفراد مباشرة، ولكن يجب أن تباع المقاعد من خلال وكلاء.
وأرفق التحقيق صورة تظهر كتابة اسم "طيران السعيدة" على الطيارة "الأوروبية" مشيراً إلى أنه بالبحث عن الاسم يتبين أنها شركة طيران يمنيّة خاصة تعمل بالنظام ذاته، وبحسب ما تظهره الصورة فيبدو أنها كانت مستأجرة للطائرة الأوروبية.
ووذكر الصحافيان أنه بحسب بعض المصادر الموالية الناشرة للخبر، فقد ذكر اسم شركة "Freebird" السورية على أنها وكيل الشركة اليونانية في سوريا، وبعد أن كان الخبر متعلقاً بتسيير رحلات هي الأولى من نوعها لشركة أوروبية، أصبح على الشكل التالي: "فري بيرد أصبحت الشركة السورية الأولى منذ أكثر من عقد من الزمن تحلق فوق سماء أوروبا".
وأوضحا أنه بالبحث عن الشركة المذكورة، لا يوجد لها أثر سوى بصفحة على فيسبوك تم إنشاؤها قبل أقل من أسبوع، وقد وضعت منشوراً تعلن فيه أنها وكيل حصري للشركة اليونانية، بالإضافة للإعلان عن تسيير رحلات من دمشق إلى أوروبا.. وضعت الشركة بريداً إلكترونيا للتواصل وأرقام هواتف سورية مشابهة لأرقام هواتف شركة أخرى تم إنشاؤها حديثاً تحت اسم "مجموعة الدج" كانت هي الوحيدة التي شاركت منشور شركة فري بيرد (غالباً الشركتين واحد).
استئجار طائرة
- وتابعا: "ببساطة.. هذه الشركة السورية يغلب الظن أنها ستقوم باستئجار الطائرة من الشركة اليونانية كما في حالة الشركة اليمنية، لتقوم بتسيير رحلات بالطريقة والكيفية والأسعار التي تراها مناسبة.. لمن الشركة وما هدفها لا يمكن الجزم بعد، ولكن إن افترضنا حسن النية، فإن الرحلات من أثينا إلى دمشق قد تلقى إقبالاً على اعتبار أن سوريين كثر يسافرون من أوروبا إلى سوريا عبر وجهات وسيطة كلبنان والعراق وإيران، وبالتالي أصبح بإمكان سوري في ألمانيا -على سبيل المثال- يرغب بالعودة إلى دمشق، أن يسافر إلى أثينا ومنها إلى دمشق مباشرة عبر هذه الشركة، أما العكس، فإن أي سوري لا يمتلك إقامة أوروبية أو فيزا تخوله دخول اليونان، فلن يستفيد من هذه الرحلات شيئاً.. إن افترضنا سوء النية، فإننا على موعد مع عمليات نصب وبيع بطاقات خلبية وإلغاء رحلات بشكل اعتباطي واصبر إن كنت قادراً أن تصبر إلى أن يشفقوا عليك ويعيدوا لك أموالك".
كما تبين بالبحث أن الرئيس التنفيذي ومدير الشركة هما أندرو حلاق وفادي حلاق وفي فيديو قديم له (2017) يقول فادي نحن شركة يونانية بشخصية يونانية، ثم يضيف أن حبهم لليونان بالإضافة إلى موقعها الإستراتيجي المميز هو السبب الرئيسي لاختيار اليونان والاستثمار في مجال الطيران. وقال القصير إنه يفهم من هذا الكلام أنهم مستثمرون أجانب؟ ومن خلال لقب حلاق يرجح أنهما سوريان أو لبنانيان أو من أصول سورية أو لبنانية.
وأضاف الصحافيان أنه بقليل من التعمق تم الوصول إلى اسم آخر على صلة بالاسمين السابقين هو جورج حلاق "مساعد الرئيس والممثل الخاص والمبعوث الرئاسي والوزير المسؤول عن اليونان والشرق الأوسط وأفريقيا لفخامة رئيس جمهورية غويانا، وهو مالك شركة Air Mediterranean، والد أندرو وفادي، وقد ذكر في أحد المواقع الغويانية أنه يوناني يجيد العربية والإنكليزية.
وسبق أن نشرت وكالة سانا الناطقة باسم النظام عام 2021 خبراً مفاده أن "فيصل المقداد وزير الخارجية والمغتربين بحث مع جورج حلاق مساعد الرئيس ووزير جنوب أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا والمبعوث الخاص لرئيس جمهورية غويانا العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها"، ويفهم نظرياً من هذه المناصب أنه يحمل الجنسية الغويانية إلى جانب اليونانية، وأندرو وفادي كذلك أيضاً.
وبالنسبة العقوبات الأوروبية والأمريكية المفروضة على سوريا تشمل حظر الطيران السوري من الطيران والهبوط في سماء ومطارات أوروبا وأمريكا، أما العكس فالأمر لا يتعلق بالعقوبات فقط فالشركات الأوروبية العالمية لا تطير فوق سوريا لأنها منطقة حرب / نزاع، وباطلاع سريع على العقوبات الأوروبية المفروضة على سوريا، لا يوجد نصاً صريح العبارة يمنع شركة طيران تجارية من تسيير رحلات إلى سوريا.
التعليقات (2)