"عالمكشوف".. الأمم المتحدة تدعم خزينة نظام أسد بالمال

منذ وقوع كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا في 6 شباط/ فبراير الماضي، وأسفر عن سقوط عشرات آلاف الضحايا في البلدين، تتكشف الصورة بشكل أوضح عن تواطؤ الأمم المتحدة والوكالات التابعة لها مع نظام ميليشيا أسد.

ولم تكتفِ الأمم المتحدة بالفشل في الاستجابة لكارثة الزلزال، من خلال تأخير وصول المساعدات ومعدات الإنقاذ إلى شمال غرب سوريا بذرائع واهية، بل إن مسؤولي وكالاتها الذين لم تنقطع زياراتهم إلى مناطق ميليشيا أسد ساهموا بالترويج لدعاية نظام أسد الذي استغل الكارثة على أتم وجه سياسياً (العودة للواجهة الدولية) واقتصادياً (سرقة ونهب المساعدات).

تعاون وتنسيق متبادل

وتأتي زيارة المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي على رأس وفد يرافقه إلى مناطق سيطرة النظام، كأحدث أوجه التنسيق والتعاون بين الأمم المتحدة ونظام أسد.

والتقى غراندي اليوم الخميس، مع وزير خارجية أسد فيصل المقداد في دمشق، بعد زيارة ميدانية أجراها أمس إلى أحد مراكز إيواء المتضررين من الزلزال في جبلة بريف اللاذقية.

وقالت وكالة أنباء أسد (سانا) إن المقداد بحث مع غراندي أوجه التعاون مع المفوضية وخاصة تداعيات كارثة الزلزال، وطالب بإزالة العقوبات الأوروبية والأمريكية المفروضة على سوريا.

ونقلت عن المسؤول الأممي قوله إنه يقدّر التعاون الذي يبديه (نظام أسد) مع المفوضية، وتأكيده على ضرورة الربط بين الجهود الإغاثية التي تقوم بها المفوضية، وتلك التي تقوم بها بخصوص عودة اللاجئين.

برنامج مساعدات نقدية

وكان غراندي قد لفت خلال وجوده في اللاذقية إلى استمرار تدفق المساعدات الأممية إلى سوريا، مشيراً إلى وجود موافقة على برنامج تقديم مساعدات نقدية جديدة مخصصة لمساعدة الأسر الأكثر حاجة، من حيث أجور المنازل أو توفير الاحتياجات الأساسية وتأهيل مراكز إيواء العائلات المتضررة.

وبحسب (سانا)، اعتبر غراندي أن جود مكتب للمفوضية في اللاذقية يساعد في تفعيل التنسيق المطلوب، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة تحاول حشد الإمكانيات المطلوبة لتعزيز الاستجابة في سوريا، من خلال التواصل مع الدول المانحة بما في ذلك المساعدة بتأمين السكن البديل.

ولا يقتصر التعاون بين وكالات الأمم المتحدة والنظام على تقديم الدعم المادي، إذ سبق أن ساهمت المفوضية بالتغطية على جرائم ميليشيا أسد، من خلال نشرها صورة على معرفاتها بمواقع التواصل الاجتماعي تندرج ضمن وسائل التضليل والتزييف العلني التي تعمل عليها حكومة ميليشيا أسد.

ونشرت المفوضية صورة لسيدة سوريّة من خان شيخون بريف إدلب تجلس في منزلها المتضرر بفعل القصف الوحشي الذي مارسته ميليشيا أسد على المناطق الخارجة عن سيطرتها على أنه متضرر بالزلزال.

وسبق ذلك أن نشر لتيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تغريدة، خلط فيها بين الدمار الذي خلّفه الزلزال والدمار الذي لحق بالمدن السورية نتيجة إجرام ميليشيا أسد.

تشبيح وتهديد

وكان مدير الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) رائد الصالح، قد اتهم بوقت سابق الأمم المتحدة ومؤسساتها الإغاثية بالفشل الذريع في الاستجابة لكارثة الزلزال في شمال غرب سوريا.

وكشف الصالح أن الوكالات الأممية انزعجت من هذه الاتهامات، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة هددت المنظمات الإنسانية العاملة بالمنطقة وطالبتها بالصمت وتحديد دورها كي تحصل على التمويل.

وكشف تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية تورط وكالات الأمم المتحدة العاملة في مناطق سيطرة ميليشيا أسد في قضايا فساد ومحسوبيات، عبر تطويع كوادرها علاقاتهم في سبيل توظيف شخصيات مقرّبة من النظام أو خاضعة للعقوبات الغربية.

وبحسب التقرير، فإن ابنة حسام لوقا رئيس ميليشيا مخابرات نظام أسد تم توظيفها في مكتب الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ التابع للأمم المتحدة في دمشق، كما موّلت وكالات الأمم المتحدة مشاريع للمسؤول عن مجزرة التضامن، فادي صقر.

إلى ذلك، أعربت الأمم المتحدة أمس عن قلقها أن يؤثر خروج مطار حلب الدولي إثر تعرضه لقصف إسرائيلي، على إيصال المساعدات، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز".

وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق، إن إغلاق المطار قد يكون له "تداعيات إنسانية خطيرة على الناس في حلب، لافتاً إلى تعليق جميع رحلات الخدمات الجوية الإنسانية الأممية من حلب.