أراد التحريض فكشفه متابعوه.. موقع تركي معارض يفتري على اللاجئين السوريين بفيديو من روسيا

حاول موقع تركي معارض استغلال حادثة استقبال دولة أوروبية للاجئين سوريين من الذين يعيشون في الولايات التركية وتضرروا في الزلزال الأخير، وقام بنشر مقطع قديم وقع في بلد آخر يقوم فيه شخص بالاعتداء على طبيب في أحد المشافي.    

وأعاد موقع "Dijital Nabız" التركي في الثامن من الشهر الحالي بتغريدة له على تويتر، نشر مقطع مصوّر لرجل في روسيا يعتدي بالضرب على طبيب بأحد المشافي، وذلك بعد أن قام بالتحرش بزوجته معلقاً عليه بالقول: (الموقع: إسبانيا، حيث لكم لاجئ سوري الطبيب الذي طلب من زوجته خلع حجابها لإجراء فحص طبي).  

وعقب انتشار التغريدة الكاذبة بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي، سارع العديد من الصفحات المعادية للسوريين لمشاركتها وانتقاد حزب العدالة والتنمية الحاكم لأنه أدخل اللاجئين إلى تركيا، فيما قام مغردون آخرون بتوجيه تعليقات لا إنسانية ضد المهاجرين، معتبرين أنهم يُثيرون المشاكل في كل بلد يلجؤون إليه.

وبالمقابل، فاجأ متابعون آخرون الموقع التركي المعارض وقاموا بنشر تعليقات وروابط للخبر الحقيقي الذي اتضح أنه في روسيا وحدث قبل نحو عامين عندما اتهم رجل في منطقة نيجنفارتوفسك بسيبيريا بـ "الشغب" بعد ضربه بشدة لطبيب الأمراض الجلدية الذي قال إن جلد الزوجة المحجبة كان "جميلاً".

من ناحيتها، لفتت مغردة إلى أن المقطع المصوّر لا يوجد فيه مصدر يشير إلى أن مكانه إسبانيا، كما لا يوجد صوت في الفيديو ولا يتضح حتى من أين جاء، مضيفة أن هناك الكثير من مثل هذه الأخبار الكاذبة، مطلقة سؤالاً في الوقت نفسه للموقع: هل أنت متأكد من أنك تعطي أخباراً دقيقة حقاً؟".

الخبر على المواقع الروسية 

وكان موقع روسيا اليوم الناطق بالإنكليزي نشر في 28 أيلول لعام 2021 خبراً مفاده، أن السلطات وضعت رجلاً رهن الإقامة الجبرية في روسيا بعد أن ضرب طبيباً على وجهه عندما قام بفحص زوجته وأثنى عليها، في حين قالت المرأة المسلمة المحجبة إن طبيب الأمراض الجلدية وصف بشرتها بأنها "جميلة".

وزعم الطبيب "فلاديمير جيرنوكليف" أنه طلب من المرأة إظهار مرفقيها وبطنها وظهرها لفحصها ولم يطلب منها خلع ملابسها، مدعياً أنه بمجرد اكتمال الفحص لم يجد أي سبب يدعو للقلق، فقال للمرأة: "الجلد جميل".

إسبانيا تستقبل عشرات السوريين

وفي الرابع من الشهر الحالي، رحّبت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بوصول عشرات السوريين المقيمين في تركيا إلى العاصمة الإسبانية مدريد، وذلك في خطوة جديدة من الدول الأوروبية لإعادة توطينهم في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا الشهر الماضي. 

وبحسب ما نشرته على موقعها الرسمي في تويتر، فقد وصلت مجموعة من اللاجئين السوريين (نساء ورجال وأطفال) يُقدّر عددهم بـ 89 شخصاً من تركيا، حيث كانوا يقيمون في المناطق المتضررة من الزلزال الأخير، مضيفة أنه تم استقبالهم في مطار توريخون العسكري بمدريد.

افتراءات بالجملة

يُذكر أن اللاجئين السوريين قد تعرضوا لحملة عنصرية وافتراءات كاذبة من قبل رموز المعارضة التركية ووسائل إعلامها، ولا سيما بعد الزلزال الأخير الذي ضرب البلاد في السادس من شباط الماضي، حيث تم اتهام اللاجئين بالقيام بأعمال سرقة ونهب وخطف في المدن التي دمرها الزلزال. 

وعلى الفور نفت السلطات الرسمية تلك الشائعات العنصرية، فيما أكد العديد من المواطنين الأتراك أن السوريين في الولايات المتضررة فقدوا أرواحهم وقُتل منهم الآلاف أيضاً، وأشار ناجون إلى أن عشرات الشباب السوريين قاموا بأعمال بطولية أنقذوا خلالها أرواح مئات الأشخاص.