ردّت أنقرة على شروط رأس النظام بشار الأسد للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتأجيل الاجتماع الرباعي لنواب وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران ونظام الأسد، الذي كان مقرراً عقده في موسكو، إلى أجل غير مسمّى.
لأسباب فنية
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر بوزارة الخارجية التركية قوله إن الاجتماع الرباعي الذي كان مقرراً هذا الأسبوع أُرجئ إلى موعد غير محدد.
وبحسب ما قال المصدر للوكالة فإن الاجتماع تأجّل لأسباب فنية، دون أن يقدّم مزيداً من التفاصيل.
ويأتي التصريح التركي بتأجيل الاجتماع، رغم وصول الوفد التركي إلى موسكو برئاسة نائب وزير الخارجية التركي بوراك أكجابار لحضور الاجتماع الذي كان من المقرر عقده اليوم، بحسب ما أفادت صحيفة "صباح" التركية.
كما إنه جاء على ما يبدو كردّ على تصريحات أدلى بها بشار الأسد خلال مقابلة مع وكالة "سبوتنيك" الروسية، حدّد فيها شروطاً على تركيا القيام بها قبل اللقاء مع أردوغان.
وبحسب ما قال الأسد فإن "تركيا دولة محتلة، وروسيا تلعب دور الوسيط بينهما"، مشيراً إلى أن لقاءه "مع الرئيس أردوغان، يرتبط بالوصول إلى مرحلة تكون تركيا فيها جاهزة بشكل واضح وبدون أي التباس للخروج الكامل من الأراضي السورية، والتوقف عن دعم الإرهاب وإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل بدء الحرب في سوريا".
واعتبر الأسد أن "هذه هي الحالة الوحيدة التي يمكن عندها أن يكون هناك لقاء بيني وبين أردوغان. عدا عن ذلك، ما هي قيمة هذا اللقاء ولماذا نقوم به إن لم يكن سيحقق نتائج نهائية بالنسبة للحرب في سوريا؟".
طرح غير منطقي
وحول وجود أي صلة بإعلان تأجيل الاجتماع وشروط الأسد، قال المحلل السياسي التركي الدكتور مهند حافظ أوغلو لموقع "أورينت نت": "يبدو لي أن الأمر بعيد المنال لأي لقاء قمة بين الرؤساء، حتى قبل تصريحات بشار الأسد".
وأضاف: "نظام أسد يبدو غير مستعد، على عكس تركيا التي قال وزير خارجيتها قبل أكثر من شهرين إن بلاده مستعدة إذا كان هناك طرح واقعي من قبل النظام".
وتابع قائلاً: "قول بشار الأسد إن تركيا عليها الانسحاب للوصول إلى أي لقاءات على مستوى القمة، هذا طرح غير واقعي وبعيد عن المنطق السياسي العملي، وبالتالي فنحن نراوح في المكان وستبقى الأمور كما هي إلى أن يقتنع النظام ومن خلفه إيران بأنهما بحاجة حقيقية للتواصل مع أنقرة".
إيران جزء من المشكلة
وبحسب ما ذكر حافظ أوغلو: "من الواضح أن هناك تباطؤاً بعد دخول إيران على المسار الثلاثي (تركيا وروسيا ونظام أسد)، حيث أصبح مساراً رباعياً"، معتبراً أن العامل الإيراني هو جزء من المشكلة وليس جزءاً من الحل.
وأشار إلى أن "الأطراف الثلاثة قبلت دخول إيران إلى المسار علّه يكون هناك تغييرات، فربما تضغط روسيا على إيران، وربما تنظر الأخيرة إلى أن التواصل بين أنقرة ونظام الأسد من مصلحتها".
ورأى حافظ أوغلو أن هناك تراجعاً إلى الوراء في هذا المسار بدلاً من التقدم إلى الأمام، لافتاً إلى أن هناك "اعتبارات إيرانية، يبدو لي أن إيران ضغطت على النظام لكي تصدر تصريحات عن بعض الموالين له من إعلاميين أو صحف مفادها بأن هذه الاجتماعات ستؤجَّل بسبب عدم جاهزية الأرضية لها".
وأشار إلى أن المسار الثلاثي كان أكثر ديناميكية وتحركاً، ويبدو أن روسيا ستضغط على النظام والجانب الإيراني للوصول إلى لقاء رباعي على مستوى الوزراء على الأقل.
الكرملين يبرّر
وجاء الإعلان عن تأجيل الاجتماع تزامناً مع تصريحات روسية أن اللقاء بين أردوغان والأسد يحتاج سلسلة من الخطوات التنسيقية التي تسبقه.
وصرّح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين، أن "مثل هذا اللقاء يجب أن تسبقه سلسلة كاملة من الاتصالات والتي يتم تنفيذها الآن. وسنستمر بالعمل حول هذا الموضوع"، بحسب "روسيا اليوم".
وقبل أيام أعلنت أنقرة وموسكو أن وفوداً من وزارة خارجية تركيا وروسيا وإيران ونظام أسد سوف تجتمع يومي 15 و16 آذار الجاري في موسكو، بينما قالت حكومة أسد على لسان أيمن سوسان معاون وزير خارجية أسد إن مشاركتها بالاجتماع الرباعي في موسكو لا تزال "قيد البحث".
كما نقلت صحيفة "الوطن" عن مصادر خاصة أن حكومة أسد تستبعد المشاركة في الاجتماع الرباعي ما لم تستجب أنقرة لمطالب الانسحاب من الأراضي السورية ووقف دعم الفصائل المسلحة.
وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو قد صرّح الأسبوع الماضي في مؤتمر صحفي في أنقرة عقده مع نظيره الإيراني أمير حسين عبد اللهيان الذي كان في زيارة إلى نظام أسد قبل قدومه إلى تركيا، أن موسكو ستحتضن الأسبوع المقبل الاجتماع الرباعي، تمهيداً لعقد اجتماع على مستوى وزراء الخارجية.
ولفت إلى أنه أبلغ "عبد اللهيان" بعدم وجود أي مانع أمام انضمام إيران إلى المفاوضات بعدما عبّر عبد اللهيان عن رغبة إيران في الانضمام إلى هذا المسار.
التعليقات (4)