لقيت قضية مقتل الطفلة السورية اللاجئة "غنى مرجمك" (9 أعوام) على يد مواطن تركي في كليس قبل أيام، جدلاً واسعاً في الأوساط الحزبية والبرلمانية بالبلاد، حيث انقسم السياسيون ما بين متعاطف معها ومطالب بإنزال أشد أنواع العقوبة بالقاتل، وما بين محرّض على اللاجئين السوريين وناشر للكراهية ضدهم بزعم أنهم قاموا أيضاً بارتكاب جرائم قتل.
ففي تغريدة لها على صفحتها الرسمية في تويتر عبّرت "بروين توبا" النائبة عن حزب العدالة والتنمية في البرلمان ومعاونة رئيس لجنة الصحة والأسرة والشؤون الاجتماعية، عن أسفها على موت الطفلة البريئة غنى، داعية إلى محاسبة الفاعل وإنزال أقسى العقوبة بحقه: "أنا آسفة جدًا، القاتل الذي قتل هذه الطفلة البريئة سيعاقَب بأقسى الطرق، سوف نتبع، لعنك الله".
Çok çok üzgünüm .
— Müşerref Pervin Tuba DURGUT (@pervintuba) April 8, 2023
Bu masum evlada kıyan cani en ağır şekilde cezalandırılacaktır.
Takipçisi olacağız.
Allah kahretsin. pic.twitter.com/2gyfVJXJO3
أما رئيس حزب السعادة التركي "تمال قره ملا أوغلو" فندد هو الآخر بالجريمة البشعة التي ارتُكبت بحق الطفلة غنى قائلاً في تغريدة له على تويتر: إن الكلمات عاجزة عن وصف ما جرى لهذه الطفلة البريئة ذات التسع سنوات والتي تعرضت بشكل وحشي للاعتداء والقتل في كليس.
وأضاف "تمال" أنه لم يعد يعرف ماذا يقول ليرثي تلك الطفلة فالشر والوحشية التي شوهدت في هذه الحادثة يجب أن تُحاسَب بأشد الطرق ويجب ألا يبقى صوت المظلومين دون استجابة.
Kilis’te, daha 9 yaşındaki Gina kızımızın adice istismar edilip, vahşice katledilmesi karşısında kelimeler boğazımızda düğümleniyor, artık ne diyeceğimizi bilemiyoruz!
— Temel Karamollaoğlu (@T_Karamollaoglu) April 8, 2023
Bu kötülüğün, bu vahşetin, bu caniliğin hesabı en ağır şekilde sorulmalı; mazlumun âhı yerde kalmamalıdır!
في حين علقت الجمعية النسوية الجامعية لافتة من جامعة بوغازيتشي، قال فيها الطلاب الجامعيون: "دينا وغنى البالغة من العمر 9 سنوات قُتلتا بوحشية، لم يعد بإمكاننا تحمل جرائم القتل التي تم التستر عليها! سنحاسب الكل عن النساء المقتولات".
📌Boğaziçi Üniversitesi
— Üniversiteli Feminist Kolektif (@feministkolektf) April 8, 2023
GABONLU DİNA'DAN SURİYELİ GİNA'YA
FEMİNİST ÖFKEYLE DÜNYAYI SARSMAYA!
Üniversiteli Dina ve 9 yaşındaki Gina vahşice katledildi. Örtbas edilen cinayetlere, erkek adaletin hükmüne artık tahammülümüz yok!
Öldürülen tüm kadınların hesabını soracağız! pic.twitter.com/AhPOEUY5UZ
تحريض وكراهية
بالمقابل، قام بعض نواب وأعضاء أحزاب معارضة ومواقع إعلامية بتعليقات مخزية حول مقتل الطفلة غنى معتبرين أن اللاجئين السوريين يقومون بنفس تلك الأعمال فلماذا لا يحاسَبون، الأمر الذي واجهه العديد من الناشطين الأتراك بالغضب والتعليقات المنددة بأولئك المحرضين.
ففي تعليق له على تغريدة ناشط تركي قال (جميل كارا) أحد أعضاء حزب "ديفا" المعارض الذي يقوده علي باباجان: "قبل يومين أطلق لاجئ سوري النار على مواطن يدعى كنعان وقتله بمسدس في باغجلار ، فلماذا لم تشاركوا هذا الشيء؟".
وجاء كلام "كارا" تعليقاً على تغريدة الناشط "ادم اوز كوسا" التي ندد فيها بمقتل الطفلة السورية على يد مواطن تركي معتبراً أنه لو كان الحادث بالعكس لقامت الدنيا ولم تقعد، في حين، اعتبر معلق آخر أن ما تفوّه به عضو حزب ديفا مخزٍ قائلاً: " جميل كارا، هذا التعليق مخزٍ، القتل الرهيب لا يفسر بهذه الطريقة، عار عليك".
وبالمثل انتقد صحفي تركي يدعى "يغيت اويماك" ما بثه موقع عنصري مُعادٍ للسوريين على صفحته في تويتر يدعى tamgaTürk وزعم فيه أن "مهاجرين غير شرعيين نزلوا إلى الشوارع في كليس ورددوا شعارات مؤيدة للمعاملة بالعين والشريعة".
وأشار الصحفي التركي إلى أن الموقع أراد فقط معاداة اللاجئين، قائلاً له: "دعني أخبرك، قُتلت المهاجرة السورية غنى مرجمك البالغة من العمر 9 سنوات على يد جارها الجاني، وهو مواطن تركي"، مضيفاً أن التي يقصدها الموقع هي عبارة عن طفلة صغيرة تعرضت للإيذاء بواسطة فحم حجري مربوط في رقبتها وألقي بها في بئر ماء".
Mülteci düşmanlığı yapmak için yazmamışsınız, ben söyleyeyim. 9 yaşındaki Suriyeli göçmen Gina Mercimek komşusu tarafından (fail Türkiye Cumhuriyeti vatandaşı) istismar edildikten sonra boynuna briket bağlanıp su kuyusuna atılarak katledilmişti, onu protesto ediyorlar. https://t.co/HtlIak4Xeb
— Yiğit Oymak (@yiitoymak3) April 7, 2023
جريمة وحشية
وكانت وسائل إعلام تركية قد كشفت تفاصيل الجريمة الوحشية التي وقعت الأربعاء الماضي في حي "أوكشلار" بمدينة كلس، حيث عثرت فرق الشرطة والإنقاذ التركية على الطفلة السورية "غنى مرجمك" داخل بئر في منزل تعود ملكيته لمواطن تركي يُشتبه بارتكابه للجريمة.
وكانت "غنى" التي نزحت مع أهلها من مدينة حريتان بريف حلب نحو تركيا قد فُقدت في أثناء عودتها من المدرسة برفقة زميلاتها اللواتي أكدن أنها عادت معهن إلى الحي، وعقب الإبلاغ عن اختفائها، نفّذت فرق الشرطة عمليات بحث واسعة في المنطقة.
وبعد البحث والتقصّي ومراجعة كاميرات المراقبة شوهدت الطفلة غنى وهي تدخل إلى حارة منزلها، واختفت بعد وصولها إلى منطقة منزل الجاني الذي ابتعد عن الأنظار بعد ارتكابه الجريمة.
التعليقات (0)