مخاطر على البشر والمحاصيل الزراعية.. انتشار كبير للقوارض والأفاعي بمخيمات الشمال بعد الزلزال

مخاطر على البشر والمحاصيل الزراعية.. انتشار كبير للقوارض والأفاعي بمخيمات الشمال بعد الزلزال

يعاني الأهالي في المناطق التي ضربها الزلزال بالشمال السوري من انتشار القوارض والأفاعي السامة بشكل كبير فهي تدخل إلى خيامهم التي اضطروا للإقامة فيها بعد أن تدمرت منازلهم.

وقال أبو محمد الذي غادر منزله ليلة الزلزال وسكن بالمخيم المجاور لبلدة كللي شمال إدلب، إن انتشار الجرذان والفئران زاد في الفترة الأخيرة، رغم محاولاتنا الحد من انتشارها عبر استخدام الكرتون اللاصق أو السمّ.

وأضاف لقد أصبحت هذه المخلوقات المزعجة تقاسمنا مونتنا من الجبن التي نضعها لها على الورق اللاصق أو مع السم أو نضع بزر دوّار الشمس المسموم والذي تفضله الجرذان، ورغم محاولاتنا هذه إلا أن أعدادها ما زالت في ازدياد.

ولم تكن القوارض هي الوحيدة التي زاد انتشارها بعد الزلزال بل الأفاعي والعقارب حيث روى "أبو خيرو" أنه شاهد في الخيمة المخصصة للصلاة في مخيم الإيواء أفعى ملتفّة حول نفسها كأنها قرص دوار الشمس، ومختبئة تحت "الحصير"، مشيراً إلى أن طولها قريب من المتر.

في حين تعرضت "حسنة" (٤٥عاماً) للدغة عقرب في خيمتها في مخيم العودة غرب سرمدا أثناء تجهيزها طعام الإفطار لعائلتها، وتم إسعافها إلى أحد المشافي الخاصة ولكنها خرجت من المشفى دون أن تحصل على المصل المضاد للسم لعدم توفره في المشفى.

وأمست الأجزاء المدمّرة من مدن الشمال السوري بفعل الزلزال وقصف ميليشيا أسد مستعمرات للقوارض التي اتخذت من بين الركام مساكن لها وخاصة في مدينة جنديرس المنكوبة.

أسباب انتشار القوارض

عن سبب الانتشار الكبير للقوارض، قال المهندس الزراعي حسيب الخلوف العامل في دائرة الزراعة: "لا يقتصر ضرر القوارض على صحة الإنسان، بل يتعدّى ذلك إلى المحاصيل الزراعية، وخاصة جنديرس لأنها بلد زراعي كما الحال في حارم وسلقين وكل المدن التي تعرضت للتدمير بفعل الزلزال، حيث تحيط بها الأراضي الزراعية من كل الجهات، والآن هو موسم الربيع حيث انتشر فأر الحقل والذي يتكاثر بسرعة مذهلة ويؤدي إلى تدهور كبير في إنتاجية المحصول وقد يتحول الوضع في هذه المنطقة إلى جائحة والقضاء على المحاصيل بشكل كامل في حال عدم المكافحة.

وأضاف الخليف "تكاثر القوارض يأتي ليس من بقايا الطعام فحسب، وإنما من النفايات البشرية المنتشرة رغم محاولات الدفاع المدني وبعض المنظمات العمل على ترحيل الركام".

وأوضح أن حجم الكارثة الكبير يحتاج إلى تدخل دول ولا يستطيع مجلس محلي أن يقوم بتنظيف المناطق المتضررة، كما إن البنية التحتية ساعدت على انتشار القوارض، فهي تحتاج إلى صيانة الشبكات وإعادة اصلاحها وتنفيذها بشكل علمي ومدروس.

وللحد من الظاهرة، نصح الخليف بترحيل القمامة بشكل يومي، والمحافظة على نظافة المدينة واستخدام الطعوم السامة وتخديم الأبنية عبر وضع إطار إسمنتي حولها لمنع القوارض من إنشاء جحور وأنفاق داخل البناء، إضافة إلى فلاحة الأرض بشكل جيد واتّباع طرق زراعية في الريّ لا تساعد على تكاثر الفئران".

بدوره أحمد القادري عضو اللجنة الصحية المشرفة على مركز الإيواء في تجمع مخيمات الكمونة القريبة من مدينة باتبو، أكد أن القوارض تنتشر في الفترة التي أعقبت الزلزال نتيجة توفر المواد الغذائية التي خلفها الدمار والظروف البيئية المناسبة للتكاثر، حيث إنها تتكاثر بسرعة، وضررها يأتي من أنها تتغذى على المحاصيل الزراعية ما يسبب التلف والدمار، إضافة إلى تلف الحبوب المخزنة في المستودعات في المناطق التي تعرضت للزلزال نتيجة وجود الثقوب والشقوق، كما إن القوارض تنقل العديد من الأمراض للإنسان عن طريق الاحتكاك أو العض أو عن طريق بقايا الأطعمة لأنها تعيش مع الإنسان وتشاركه حياته الجديدة بشكل كامل، وأخطر الأمراض الطاعون.

وأوضح القادري أن هناك أفات منتشرة مؤخراً أشد خطراً على الصحة وأكثر فتكاً وهي العقارب والأفاعي حيث إنها وجدت المكان المناسب للانتشار وخطر العقارب أكبر لأنها تلدغ كل ما تلمسه، وخاصة أن الأهالي قاطنون في خيم غير مجهزة ومكشوفة وقريبة من المناطق المدمرة، ما يعرضهم للإصابة بلدغات العقارب.

 إزالة أنقاض المباني

من جهته الدفاع المدني السوري أوضح في بيان سابق له أن الجهود مستمرة لفرقه في إزالة أنقاض المباني بعد مرور أكثر من شهرين على الزلزال المدمّر، وسط ظروف صعبة جداً في شهر رمضان وتشريد آلاف العائلات من منازلهم التي تصدّعت وتدمّرت.

 وأضاف البيان أن مئات المخيمات وعشرات القرى والبلدات في شمال غرب سوريا، تعاني من نقص كبير في خطوط الصرف الصحي خاصةً بعد الزلزال الذي أدى لتضرر كبير في البنية التحتية، إضافة إلى انتشار مكبات القمامة المكشوفة التي تُعدّ بيئة مناسبة للقوارض والحشرات الناقلة للأمراض والأوبئة، حيث تواصل فرق الدفاع أعمالها بخدمات الإصحاح وتنسيق المجاري وتعزيلها وحفر خطوط للصرف الصحي وترحيل مكبات القمامة، للحد من انتشار الأمراض.

أما فريق "منسقو استجابة سوريا" كان قد أعلن على صفحته الرسمية أن الزلازل تسبب في دمار 1314 منزلاً، بالإضافة إلى تضرر نحو 25 ألف منزل، وتشريد مئات الآلاف بين مخيمات الإيواء والمخيمات العشوائية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات