"فايننشال تايمز" تكشف عن انقسامات عميقة بين المجتمعين في جدة بشأن عودة النظام للجامعة العربية

"فايننشال تايمز" تكشف عن انقسامات عميقة بين المجتمعين في جدة بشأن عودة النظام للجامعة العربية

اعتبرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن اجتماع وزراء الخارجية العرب لمناقشة عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية انتهى دون اتفاق، ما يبرز الانقسامات العميقة في جميع أنحاء المنطقة بعد ما يقرب من 12 عاماً من الحرب في سوريا.

بشار الأسد وتأهيل نفسه

وأشارت الصحيفة إلى أنه بينما تحركت بعض الدول لتطبيع العلاقات مع نظام أسد، تعارض دول أخرى بشدة، قائلة إن رأس النظام بشار الأسد لم يفعل شيئاً يُذكر لإعادة تأهيل نفسه.

وجاء اجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق في مدينة جدة السعودية بعد أيام من زيارة وزير خارجية نظام أسد للمملكة، التي تدرس دعوة الأسد لحضور قمة جامعة الدول العربية الشهر المقبل.

وقالت وزارة الخارجية السعودية إن الوزراء اتفقوا على مواصلة النقاش بشأن حل سياسي للصراع في سوريا وشروط للسماح بإعادة ملايين اللاجئين السوريين.

خلع الملابس للإيرانيين 

ونقلت الصحيفة عن مسؤولينِ مطّلعينِ على الاجتماع قولهما إن هناك معارضة حادة لعودة نظام أسد إلى الجامعة العربية من قبل عدة دول منها قطر والكويت.

وكانت إحدى نقاط الخلاف هي الكبتاغون الذي أصبحت تجارته شريان حياة اقتصادي لنظام أسد، وقال أحد المصادر: "لقد أصبحت دولة مخدرات، تجارة المخدرات بـ 4 أو 5 مليارات دولار في العام.. ولا يمكننا دفع ثمن ذلك".

وقال مسؤول آخر إن إعادة قبول سوريا في الجامعة في حين أن إيران لديها قوات في البلاد وتمارس نفوذاً على الأسد، من شأنه أن يكافئ طهران. وأضاف : "نحن نقوم بخلع الملابس للإيرانيين".

وبحسب ما نقلت الصحيفة، فإن مصر حيث يقع مقر جامعة الدول العربية ، تخلت بشروط عن معارضتها للأسد، لكنها تريد على الأقل إظهار التقدم في حل سياسي.

وأشارت الصحيفة إلى أن ذوبان الجليد في العلاقات العربية مع الأسد قد يؤدي إلى المخاطرة بإغضاب الولايات المتحدة، التي تفرض عقوبات على نظام أسد.

بيان لا يتضمن عودة النظام

وبحسب ما جاء في البيان الختامي لاجتماع جدة، أوضح وزراء الخارجية أن الحل السياسي هو الوحيد لإنهاء الحرب في سوريا، مطالبين الأسد بمكافحة المخدرات التي يتم تهريبها والاتجار بها بشكل يومي وإدخالها إلى دول الخليج.

كما أكد الوزراء وجوب وقف التدخلات الخارجية وإنهاء مسألة وجود الميليشيات المسلحة في سوريا (في إشارة إلى ميليشيات إيران وحزب الله)، مطالبين بتهيئة الظروف اللازمة لعودة ملايين اللاجئين والنازحين لمناطقهم وإنهاء معاناتهم وتمكينهم من العودة بأمان إلى وطنهم.

5 دول تعارض التطبيع مع النظام

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية قد كشفت عن رفض عدة دول عربية لجهود التطبيع التي تقودها السعودية لإعادة نظام أسد إلى الحظيرة العربية.

وبحسب ما نقلت الصحيفة عن مسؤولين عرب إن 5 أعضاء على الأقل من جامعة الدول العربية، من بينها المغرب والكويت وقطر واليمن، يرفضون إعادة انضمام نظام أسد إلى اجتماع جامعة الدول العربية بشكل قاطع.

وأشارت الصحيفة إلى أنه حتى مصر، التي طبّعت العلاقات مع نظام أسد في الأشهر الأخيرة تبدي رفضها لإعادة الأسد إلى الجامعة العربية قبل التعامل مع المعارضة السياسية السورية بطريقة تمنح جميع السوريين صوتاً لتقرير مستقبلهم.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات