بالوثائق والصور.. أورينت تكشف تفاصيل عمليات نصب واحتيال ضخمة لمتنفذين وعناصر بميليشيا قسد

كشف موقع "أورينت نت" بالصور والوثائق تفاصيل عمليات نصب واحتيال كبيرة حدثت خلال الأشهر الأخيرة في ثلاث مناطق تتبع لميليشيا قسد هي دير الزور والرقة ومنبج، حيث كان المسؤول دائماً أحد عناصر قسد أو أحد المقربين منها.

وساعد الانفلات الأمني بالمنطقة على ارتكاب عدة حالات نصب في ظل تسلط متنفذين وقياديين من قسد على قسم كبير من حركة التجارة في شمال شرق سوريا، "أورينت" تسلط الضوء على 3 من أكبر عمليات النصب بمناطق قسد جرت في الشهرين الماضيين.

700 ألف دولار من جيوب فلاحي دير الزور

أولى عمليات النصب شهدتها دير الزور، حيث قام شخصان متنفذان في قسد بسرقة ما يقارب 700 ألف دولار أمريكي عبر خداع فلاحين ومزارعين في المنطقة.

وعن تفاصيل العملية أوضحت مصادر خاصة لأورينت أن المسؤول المباشر يدعى حمزة وهو مدير شركة تطوير المجتمع الزراعي في المناطق التي تسيطر عليها قسد في دير الزور.

وكلّف حمزة شريكه فراس حج خليف الملقب بـ "باهوز" المنحدر من مدينة القامشلي بتيسير جميع أمور الشركة والتصرف بقسم الإكثار والمجففات وفرع شركة نيروز ومستودعات الطحين والنخال.

وبدأ "باهوز" بتطويع عدد من أبناء دير الزور لاستقطاب التجار والمزارعين وإقناعهم بتوريد القمح والذرة والأغنام والأبقار لصالح شركة التطوير الزراعي التي يديرها حمزة بموجب عقود بين الفلاحين والأشخاص الذين جنّدهم "باهوز" باتفاق جاء فيه أن تسديد المبالغ للفلاحين سيتزامن مع وصول الميزانية لشركة التطوير.

وبعد تطمينات من حمزة عن مصداقية المشروع، بدأ الفلاحون بتوريد كميات بآلاف الأطنان من القمح والذرة وآلاف رؤوس المواشي تُقدّر بمبلغ 700 ألف دولار، وحصلت أورينت على نسخة من العقد إضافة لبعض الفواتير والوثائق للتوريدات بين الفلاحين والشركة.

 وعند مراجعتهم للشركة لاستلام الأموال ردّ عليهم موظفو الشركة التي يرأسها حمزة بأنّ "باهوز" اختفى والشركة غير مسؤولة عن تسديد المبالغ فيما يؤكد الفلاحون أنّ أغنامهم وأبقارهم التي تمّ توريدها إلى "باهوز" ما زالت موجودة في "صوامع السبعة كيلو" شمال دير الزور، ويدّعي حمزة بأنها من ملكه الخاص، ما دفع الفلاحين إلى الخروج لاحقاً بمظاهرات للمطالبة بحقوقهم لكن دون جدوى.

باران سيدو "نصاب المازوت"

شهدت مدينة منبج عملية نصب كبيرة أيضاً وتأتي أهميتها كونها مرتبطة بأحد القياديين في قوات الأسايش (الأمن العام) بقسد، نفذها شخص يدعى "باران سيدو" من عفرين يعيش في الحسكة، في حي المفتي.

ويعمل سيدو بتجارة المازوت وهذا النوع من التجارة مخصص للنافذين في قسد أو المدعومين من قبلها ومحرمة على غيرهم إلا بكميات صغيرة ومحدودة.

وتقدّر عملية  النصب التي أدارها ونفذها "باران" بــ نصف مليون دولار كان ضحيتها تجار المازوت بمنبج والذين يحضرون الوقود من مناطق الرقة والحسكة، حيث يقوم بشراء كميات المازوت منهم على أساس السداد لاحقاً بعد شهر وبمربح جيد وقد قام بسداد دفعات لبعضهم لطمأنة الباقي، إلا أنه هرب إلى أربيل بعد بيع الكميات وإتمام عملية النصب.

وبما أن "باران" يتحرك بمهمة عسكرية من الأسايش باعتباره أحد عناصرها النافذين، وكون وشقيقه من أحد قادة الأسايش في المنطقة أيضاً لم تفلح شكاوى بعض التجار عليه، بينما صمت التجار الآخرون عن الموضوع خشية تسلط أخيه عليهم كونهم (سيدو و أخوه) لا يتحركون إلا بسلاح ومرافقة، إضافة إلى عدم وجود أي إثبات أو فواتير لعملية الشراء.

"جيفارا" هرب بـ 3 ملايين دولار بعد نصبه على فلاحي الرقة

أما عملية النصب الثالثة فمتزعمها كردي من عفرين وهو مقرب من "الإدارة الذاتية" ويدعى "جيفارا المحمد" ويبلغ من العمر 32 عاماً فقد نصب على المزارعين بصفته مستثمراً ومتعهداً بعدة مجالات وأهمها الزراعية.

وتوجّه "المحمد" إلى الرقة وقام بشراء المحاصيل الزراعية وخاصة الذرة الصفراء من مجموعة كبيرة من الفلاحين، ووعدهم بالتسديد لاحقاً وبدأ بجمع أموال بعض التجار بقصد تشغيلها بمشاريع هو يديرها بالشراكة مع الإدراة الذاتية كزيت الذرة والسكر والشمندر إلى جانب البقوليات والحبوب.

وبعد أن أتمّ عملية النصب في الرقة توجّه إلى الحسكة ليقوم بأعمال نصب مشابهة ثم هرب إلى أربيل مع الأموال التي حصل عليها من عمليات النصب وتقدّر بـ 3 ملايين دولار.

وكان مراسل أورينت في الشرق السوري زين العابدين العكيدي أكد في تقارير سابقة بأن عمليات النصب منتشرة بشكل كبير في مناطق سيطرة ميليشيا قسد، وغالباً يقوم بها متنفذون في الميليشيا أو أحد واجهاتها من المدنيين الذين تدعهمهم حسب انتمائهم وأحياناً حسب مناطقهم، فابن عين العرب (كوباني) يأتي في مقدمة من يتم تقديم الدعم له، يليه أبناء عفرين ثم بقية المناطق.