كاتب أمريكي: 3 أساطير قتلت بها روسيا السوريين وكررتها في أوكرانيا

كاتب أمريكي: 3 أساطير قتلت بها روسيا السوريين وكررتها في أوكرانيا

اعتبر المحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ومؤلف كتاب "محطة دمشق" ديفيد مكلوسكي، أن روسيا تتخذ من 3 أساطير استخدمتها في سوريا نموذجاً للفظائع التي ترتكبها في أوكرانيا.

وقال مكلوسكي في مقال رأي بصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إنه للوهلة الأولى، لا يوجد الكثير من القواسم المشتركة بين الحرب في كل من سوريا وأوكرانيا، لكن روسيا تفكّر في كلتا ساحات القتال التي تبدو متمايزة.

وذكر أن القوة الجوية لموسكو ربما أنقذت بشار الأسد، لذا تقدم سوريا حكاية تحذيرية لما يحدث عندما لا تنتصر روسيا في الحرب فحسب، بل تصمم العدسة التي نرى السلام من خلالها نموذجاً لإستراتيجيتها في أوكرانيا.

وبحسب مكلوسكي، خلقت موسكو في سوريا أسطورة تأسيسية، وقامت بتحريف تاريخ الحرب لخدمة أهدافها الخاصة وتبرير حملتها العسكرية الوحشية، وادعت أن الحرب كانت صراعاً بين الأسد والجهادية السلفية العنيفة.

ورأى أن سوريا وأوكرانيا ساحتان للمعارك، لكن خطر الأساطير الروسية ينتقل إلى مناطق أبعد بكثير:

1- محو الفرد وتركيز على الأيديولوجيا

إن رواية الكرملين عن الصراع السوري تمحو الفرد وتركز على الأيديولوجيا، بحسب مكلوسكي، حيث لم يكن في سوريا متظاهرون، ولا معارضة مدنية، بل كان هناك إرهاب فقط. 

وشوهت روسيا الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، باعتباره "أداة يستخدمها الغرب لتنفيذ استفزازات".

وتوحي رواية مماثلة وُضعت لأوكرانيا بأن الروس يقاتلون النازيين. ففي مقال طويل نُشر قبل أشهر من الغزو، زعم بوتين أن الأوكرانيين والروس والبيلاروسيين هم شعب واحد يخضع لسلطة موسكو. وهكذا فإن أي أوكراني يقاوم موسكو هو عدو، وخائن، ومتعاون مع نازي.

2- قلب الأحداث رأساً على عقب

ورأى مكلوسكي أن الأسطورة الروسية حول سوريا تقلب الأحداث الفعلية رأساً على عقب، وتشوه الحقيقة وتدمّر التفكير النقدي. 

ويُظهر تحليل القوة الجوية الروسية في سوريا في عامي 2015 و2016 أن موسكو بدأت حملتها في سوريا من خلال استهداف ليس تنظيم داعش كما زعمت، بل الثوار المناهضين للأسد حول حلب ودمشق. 

كما إن روسيا وحلفاءها نسجت أكاذيب مماثلة حول استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، بدعوى أن الهجمات التي يقوم بها النظام إما مزيفة أو من عمل المعارضة.

في المقابل، يستمر تدمير الحقيقة بأوكرانيا، حيث تم نسج غارة جوية روسية على مسرح في ماريوبول راح ضحيتها نحو 600 شخص من قبل الكرملين على أنها عمل وحدة عسكرية أوكرانية لها جذور في ميليشيا يمينية متطرفة. وزعمت موسكو بالمثل أن قتل المئات من المدنيين الأوكرانيين في بوتشا قد تم تزييفه من قبل مخربين أوكرانيين.

3- القسوة وسام شرف وغاية في حد ذاتها

وأوضح مكلوسكي أنه في الأسطورة الروسية، تُعتبر القسوة وسام شرف، وهي غاية في حد ذاتها. وفي سوريا، كان أنصار نظام أسد مغرمين برسم شعار "الأسد أو نحرق البلد" على جدران البلدات والأحياء الخالية، وأصبح الهدف معاناة الآخرين، وأصبحت البلد تضحية للأسد. 

وأشار إلى أن نفس الديناميكية تعمل في أوكرانيا. ففي استطلاع مركز ليفادا، زعم 59 في المئة من المواطنين الروس أنهم لا يشعرون بأي مسؤولية عن مقتل المدنيين الأوكرانيين.

وصاغ قادة الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، المتحالفة بشكل وثيق مع بوتين، الحرب من منظور ديني، زاعمين أن تضحية الجنود الروس سوف تطهرهم من خطاياهم.

وخُلص مكلوسكي للقول إن رواية الكرملين عن سوريا وأوكرانيا تقدم تحذيراً قاتماً، ورؤية للتهديد الذي تشكله الحقيقة الروسية. بالنسبة لنا - وللسوريين والأوكرانيين - يقع عبء المقاومة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات