تداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي وصفحات أخبار محلية خبر اندلاع اشتباكات بالأسلحة الرشاشة بين آل الأسد وأقاربهم من آل الديب في القرداحة، ما أدى لمقتل عروة الديب وأنور هارون الأسد جراء خلاف على طرق التهريب واستيراد المواد والبضائع التي لا تخضع لأي رقابة حكومية داخل مرفأ اللاذقية.
وبحسب مراسلنا "جورج جابر" فإن خبر الاشتباكات صحيح لكنها حدثت بين شبيحة الطرفين وبشكل محدود، ولم يُقتل خلالها عروة وهارون كما أشيع من قبل بعض الصفحات الوهمية، لكن حالة من الذعر سادت المنطقة بسبب إطلاق النار المتبادل.
وحول وقوع قتلى أوضح المراسل أن الاشتباكات لم يعرف فيها بالضبط عدد من قتل أو أصيب، لكن من المؤكد أن هناك قتلى من الشبيحة التابعين للطرفين دون أدنى شك، لافتاً إلى أنه في حوادث مشابهة أخرى يتم إطلاق النار بشكل عشوائي وهستيري لمجرد إثبات النفوذ والقوة لا غير.
وبيّن أن المصابين لم يُنقلوا إلى مشافي اللاذقية وتم إخفاؤهم لأن أغلبهم مطلوب أمنياً، كما إن أصل الخلاف بدأ بين المقدم في الفرقة الرابعة (عروة ديب) التابع لميليشيا ماهر الأسد وبين (حافظ منذر الأسد) الذي يسيطر على المرفأ ويتحكم بتجارة التهريب والمخدرات فيه.
ومؤخراً نشأ الصراع بين الطرفين تزامناً مع تزايد القيود على بيع الكبتاغون وطرق التهريب عموماً، حيث حاول النظام وضع قواعد واضحة للعمل التجاري وإزالة فكرة الإتاوات وغيرها من طريق العمل.
وكان عروة ديب وبأوامر من ماهر الأسد، عمل بالمرفأ تحت مظلة نظامية وعلى الرغم من أن آل ديب تعرضوا سابقاً لعنف هائل من أبناء عائلات الأسد والنظام نفسه، إلا أنهم حاولوا مؤخراً بسط سيطرتهم على قطاعات التهريب داخل المرفأ، الأمر الذي أضرّ ببعض المتنفذين من آل الأسد وزاد من حدة المشاكل بينهم.
ولفت "جابر" إلى أنه جرى إخراج عروة الديب أخيراً بعد محاولات السفك به من قِبل أبناء عمومته وكاد الأمر يتحول لحرب، لذا قام ماهر الأسد بوضع "مهند حسن" لقيادة الرابعة في المرفأ وتم استبعاد عروة الذي تصالح مع يسار الأسد ليستطيع العمل في القرداحة.
وأردف أن ماهر أخرج أيضاً حافظ منذر الأسد وآخرين من المرفأ وحدّ من سيطرتهم على تجارة التهريب، كما وضع عليهم رقابة تمنعهم من التهريب دون دفع إتاوة، لكن في ظل مصالحة متزعم النظام بشار الأسد للدول العربية أجريت محاولات لضبط عملية التهريب ولا سيما للكبتاغون.
يُذكر أن هذه الخلافات المتكررة تحمل بُعداً عائلياً حيث إن صراع النفوذ بين العائلات المقربة من بشار الأسد دائماً ما يكون دموياً يتنافس فيه أبناء العمومة مع الأقرباء الآخرين لآل الأسد، وقبل عدة أعوام اضطرت السلطات الأمنية لقتل (غيدق ديب) في حي الزراعة وسط اللاذقية بعد خلاف شديدة مع أجهزة المخابرات.
التعليقات (3)