سنّة سوريا والجلاء والبعث الفاسد

سنّة سوريا والجلاء والبعث الفاسد

كلما ذُكر الجلاء احتفالا شكليا أو ليخدم مناسبة أو لأنه حقا استقلال حقيقي يثير الأمر عندي أسئلة من لحظة تسليم الثوار القيادة لسلطان الأطرش أسئلة متعلقة بالهوية التي انتبه لها زعماء الثورة ومنظروها.  
وامتلكوا حينها استشراف مستقبل لسورية المتعددة وحاولوا وضع حجر التدشين لإنتاج  فكر عربي سوري على الأقل متعلق بقضية التشكل الهوياتي.

وبسلاسة وتفهم وثق الدكتور عبد الرحمن الشهبندر أن تلك المرحلة كانت غاية في الأهمية وتؤسس إلى مستقبل يتشكل في التاريخ عبر إيهاب إنساني منتج للدولة الأمة، وهنا علينا أن ندرك مأثرة الأكثرية السنّية التي امتلكت فكرا استنهاضيا وتنويريا، وحاولت صياغة نظرية الدولة السورية بوصفها فضاء سياسياً وثقافياً مشتركاً بين جميع المواطنين.

وهنا أترك قولي في ذمة العقل النقدي والضمير والوعي وأعود معكم لنرى كيف هو عيد الجلاء اليوم، وأرى أن وضع سورية في مرحلة البعث الأدلوجة خلق سلطة عائلة التي امتلكت عيون وألسنة البعثيين، والبعث هو الذي أسطر وكرس الصنيعة مستغلاً ظروف المنطقة وسيكتب الكثير، حول هذا وسيبقى هناك من يعتبر الحزب تم استغلاله أو أنه المسؤول تماما وأظن في الحالتين لن يبرأ البعث نفسه مطلقا، وقد بدأ المؤرخ والمفكر والمحازب وكل من مستواه يدرس الأمر كما ينبغي أن تكون الدراسة بأساليب العقل النقدي والتنويري وأيضا ضمير المسائلة عن هذا المشهد المريع  الذي آلت إليه الأمور في سورية وسيعي الجميع حينها أي إرث تركه البعث.

وستعلم الأجيال القادمة أن أي انهيار إنساني تحت مفارقات غير إنسانية بلغت مبلغا قد يكون الأشد تطرفا عبر تاريخ معين عن قبح السلطة المستبدة، ولما كنت ملتزمة أن أطمئن إلى أدوات البحث والاستقصاء المحايدة لقلت إنها. مرحلة قذرة بمقاييس غير مسبوقة إطلاقا.

سورية في عيد الجلاء هي المتشظية جغرافيا ومجتمعيا وديموغرافيا والمنتهكة بالتدخلات المتعددة. . ووصولها إلى منحدرات أخلاقية واقتصادية وتربوية.. مريعة، ومازال البعث يحتفل بميلاده مرددا نفس الشعارات وممارسا نفس السياسات، الكاذبة ونفس الخبث والرخص في إقصاء الفكر الآخر وفي بيع الوهم.

 ولست أدري بأي مقاييس يعتبر نفسه، ولا أجد إلا الانتحار الأخلاقي، ومصادرة الوعي وتزوير الحقائق، لقد أغلقت أدلوجته منافذ التطوير والتحديث، ووصل الأمر بأن تحول البعث إلى جهاز أمني مواز ورخيص يمارس وضاعة في مفاسده ولا يبالي مطلقا بذلك العري والانكشاف في الداخل والخارج ودون حياء قيمي وتاريخي ومنطقي خاض عملية تغيير نسب الثورة السورية الكبرى، كما فعل بالثورة السورية الراهنة التي دعشنها مرة، وخونها مرات. وزور مقاصدها كما هو شأنه دائما.

ولما كانت الحقائق لا تخفى يمضي الشعب المنكوب وقواه المناضلة في الاحتفاظ بالذاكرة التي رافقت لحظة تسليم قيادة الثورة والتي تركت إلى الأبد ترددات فعل عظيم قصد منه الثوار والتنظير خلق لحظة تدشينية تؤسس لمسار نهضوي، نحو الدولة الأمة التي يقف جميع من فيها، تحت ظل القانون.

وينطلق المئات من المواطنين، رغم الحصار الأمني نحو بلدة القريا قرب ضريح قائد الثورة  سلطان الاطرش، مؤكدين أن المسار مستمر وأن الصيرورة ستكون "واحد واحد واحد" الشعب السوري واحد.

التعليقات (3)

    تروتسكية

    ·منذ سنة أسبوعين
    كوبي بيست من خطابات الزعماء المناضلين " غريب ما عم يستفيدو منك بالائتلاف هههه ولما كانت الحقائق لا تخفى يمضي الشعب المنكوب وقواه المناضلة في الاحتفاظ بالذاكرة التي رافقت لحظة تسليم قيادة الثورة والتي تركت إلى الأبد ترددات فعل عظيم قصد منه الثوار والتنظير خلق لحظة تدشينية تؤسس لمسار نهضوي، نحو الدولة الأمة التي يقف جميع من فيها، تحت ظل القانون.

    واحد من الشعب

    ·منذ سنة أسبوع
    المقال ما بيفرق عن طريقة كتابة كتب التربية القومية يللي كانوا يجبرونا نحفظها، صف حكي مو مفهوم منه شي

    ناجم

    ·منذ سنة 6 أيام
    الله يرحم أيامك يا برقاوي
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات