جامعية تعمل شوفيرة "توكتوك" بمناطق أسد: "انذلينا وما في شي بيرفع الراس"

جامعية تعمل شوفيرة "توكتوك" بمناطق أسد: "انذلينا وما في شي بيرفع الراس"

دفع تردي الأوضاع المعيشية وتدني الرواتب والأجور للعاملين بمناطق سيطرة ميليشيا أسد الناس للبحث عن مصادر دخل أخرى من أجل تيسير أمور حياتهم وتوفير سبل المعيشة، وذلك بعدما أفقرت الميليشيا على مدار الـ12 عاماً الماضية جيوب السوريين في حربها التي شنتها عليهم عبر الشبيحة والميليشيات الطائفية، في حين بات يقبع معظم السوريين تحت خط الفقر.

ونشرت صفحات موالية قصة سيدة سورية تدعى رشا الحسن وهي تعمل في خدمة توصيل الأشخاص عبر التوكتوك الكهربائي، في مهنة جديدة لم يعهدها السوريون من قبل، وذلك من أجل تأمين احتياجات منزلها وأطفالها.

وشارك المصور طارق حسينية صوراً لرشا التي تُعيل 3 أطفال وهي على رأس عملها أثناء قيادتها التوكتوك الكهربائي في الشارع، في حين كانت مثل هذه المهن تشكل حرجاً حتى على الرجال قبل أن يلقي النظام بالسوريين إلى حفر الموت والقهر، مضيفاً: "سيدة تُرفع لها القبعة احتراماً وتقديراً".

ووفق حسينية، فإن رشا هي من خرّيجيات الأدب الإنكليزي وكانت تعمل في شركة خاصة، لكنّ راتبها لا يكفي لسد احتياجات المنزل والأطفال، ما دفعها للاتجاه إلى هذه المهنة مستفيدة من خبرتها بقيادة السيارات.

وامتهنت رشا العمل على التوكتوك الكهربائي في التوصيل كتكسي أو نقل خاص ولعلّها وفق حسينية أول سيدة تخوض هذه المهنة، عبر التوكتوك الكهربائي الذي دخل حديثاً إلى سوريا.

موالون: أحسن من الشحادة

ولاقى المنشور الذي تداولته العديد من الصفحات الموالية إشادات بسلوك رشا التي تبذل أقصى ما تستطيع في سبيل إطعام أولادها، في حين ألقى الموالون اللوم على فساد النظام وميليشياته التي أوصلت السوريين إلى هذه الحالة المزرية من الفقر والحاجة.

ورصدت أورينت نت أبرز التعليقات على مواقع التواصل حول عمل رشا الحسن في هذه المهنة:

"احسن ما تقعد بالشوارع وتشحذ. الله يفرجها. الاسلام كرم المرأة وبعصرنا الحالي انهانت وانذلت من أجل لقمة العيش"، "كل الاحترام لها في ظل تدهور المعيشة.. وننزل القبعة للذي أوصلها لهذا العمل"، "الشغل مانو عيب احسن ما تروح تاخد مصاري من فلان و فلان متل تلات رباع البنات"، "شي بيرفع الراس المستوى الي وصلنالو من الرفاهية ابداع كيف تجعل من المثقف والجامعي شوفير طريزينه"، "نحنا شاطرين بس نرفع راسنا بهدول الناس بدون مانسألهون شو اللي وصلكون لهون.."، "شي بيرفع الراس ما شاء الله .. صار الواحد يشتغل شغلتين وتلات لياكل ويشرب ومبسوطين خريجة ادب انكليزي!!".

معاناة السوريين مستمرة

وفي ظل سياسة الإفقار ونهب الثروات التي تنتهجها ميليشيا أسد، يرزح السوريون تحت أوطأ أزمة اقتصادية منذ عقود، حيث انخفض سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار إلى نحو 8700، فيما بلغ متوسط رواتب العاملين بمؤسسات ميليشيا أسد نحو 20 دولاراً شهرياً بعد استنفدت الأخيرة موارد سوريا لصالح الميليشيات والمرتزقة ورهنتها لروسيا وإيران.

ويعاني السوريون في مناطق أسد من هوّة ساحقة بين الدخل والإنفاق، حيث بلغ متوسط معيشة الأسرة المكوّنة من خمسة أفراد أكثر من 6 ملايين ليرة بينما يتقاضى موظفو الدولة نحو 150 ألف ليرة فقط.

وفي شباط الماضي، قال نائب المدير القُطري لبرنامج الأغذية العالمي في سوريا، روس سميث، إن الزلزال يأتي على رأس أزمة غير مسبوقة في سوريا، حيث يعاني 12.1 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، ويقف حوالي 3 ملايين آخرين على شفا هوة انعدام الأمن الغذائي.

وأضاف أن الأزمة الاقتصادية في البلاد تزداد سوءاً عاماً بعد عام، حيث لا يكفي متوسط الراتب الشهري سوى لثلاثة أيام فقط من الأغذية، والتي شهدت ارتفاعاً في الأسعار بمقدار عشرة أضعاف خلال السنوات الثلاث الماضية.

والعام الماضي، قالت صحيفة تشرين الموالية، إن الإحصائيات الصادرة عن غرفة صناعة دمشق تشير إلى أن عدد العاملين الذين تركوا أعمالهم في القطاع الخاص بلغ حوالي 900 ألف عامل، وسط هروب جماعي واستقالات بالجملة شهدها القطاعان الخاص والعام في مناطق سيطرة أسد.

التعليقات (1)

    مراقب

    ·منذ 11 شهر 3 أسابيع
    الواحد ما بيعرف شو يحكي قدام هيك قصص.. الله يعين الشعب
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات