في انتهاك للعقوبات الأمريكية المفروضة على كل من إيران ونظام أسد، أرسلت طهران أكثر من 17 مليون برميل نفط إلى سوريا خلال الأشهر الستة الماضية، بحسب ما جاء في تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.
8 ناقلات شبح
وذكر التقرير أن 17 شحنة على الأقل من 8 ناقلات محمّلة بأكثر من 16 مليون برميل من النفط الإيراني رست في ميناء بانياس جنوب اللاذقية.
وبحسب الصحيفة يطلق على الناقلات اسم "الشبح" لأنها تقوم بإغلاق أنظمتها لمنع رصد حركتها، مشيرة إلى أن هذه الناقلات التي يبحر معظمها تحت العلم الإيراني هي (داران، سام 121، لوتس، أرمان 114، شادي، فيرونيكا، سيرفان سابو، وآريس).
وأصغر هذه الناقلات "داران" إذ تبلغ سعتها 316308 براميل، أما أكبرها فهي "أرمان 114"، التي يمكن أن تحمل أكثر من مليوني برميل.
ووفقاً لبيانات تتبُّع السفن وصور الأقمار الصناعية، رست الناقلات الإيرانية في مينا بانياس 17 مرة على الأقل بين تشرين الثاني/نوفمبر 2022 ونيسان/ أبريل الماضي، ، وسلمت 16.4 مليون برميل.
فيما تشير بيانات موقع "TankerTrackers"، الذي يتتبع شحنات النفط الخام في العديد من النقاط الجغرافية والجيوسياسية المهمة، كان هناك 20 رحلة مغادرة من إيران إلى سوريا، بلغت 17.1 مليون برميل.
خط سير الناقلات
ولفت التقرير إلى أنه بسبب العقوبات تحاول إيران تسليم النفط سراً، وتتطلب الرحلة المرور بقناة السويس حيث يتم تشغيل أجهزة الإرسال والاستقبال الخاصة بالناقلات، ليتم تحديد سرعتها واتجاهها وغاطسها ووزن حمولتها باستخدام نظام التعرّف الآلي (AIS).
وفور دخول الناقلات الإيرانية البحر المتوسط تطفئ أجهزة الإرسال والاستقبال الخاصة بها لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع أثناء إبحارها شمالاً باتجاه سوريا،
ويمكن تتبع الناقلات فقط عبر الأقمار الصناعية، والتي تظهر وصولها إلى بانياس، وتفريغ النفط، ومن ثم العودة إلى السويس، حيث ينكشف انخفاض وزنها.
نفط بقيمة 1.25 مليار دولار
وأوضح التقرير أنه على مدى الأشهر الستة الماضية تراوح سعر برميل النفط بين 70 و 80 دولاراً، مقدِّراً القيمة الإجمالية للنفط الذي شحنته إيران إلى سوريا خلال هذا الوقت بنحو 1.25 مليار دولار.
وتظهر المعلومات التي أوردها التقرير التي من المفترض أن تكون لدى أجهزة الاستخبارات الأمريكية، أنه رغم سريان العقوبات الأمريكية واصلت إيران إرسال النفط إلى سوريا، الأمر الذي يثير الشكوك حول فعالية هذه العقوبات على صادرات النفط الإيراني، وعقوبات قيصر على نظام أسد.
وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد أعاد العقوبات على صادرات النفط الإيرانية بعد خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني الذي عقد عام 2015، فيما فكّر الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن في إزالة العقوبات لتمهيد الطريق للانضمام إلى الاتفاقات النووية، لكنها لا تزال سارية المفعول.
واعتمد نظام أسد خلال السنوات الماضية بشكل شبه كامل على النفط الإيراني كشريان حياة. ومع ذلك، فإن الواردات لا تلبّي الاحتياجات، حيث تعاني مناطق سيطرة ميليشيا أسد من أزمات متعددة (محروقات، كهرباء، انهيار العملة)، ما أدى إلى حالة من الشلل الاقتصادي.
ديون بالمليارات
وفي وقت سابق من الشهر الجاري كشفت وثائق مسرّبة نشرتها مجموعة هاكرز إيرانية أن ديون ميليشيا أسد لإيران تجاوزت 50 مليار دولار.
وتتضمن إحدى وثائق تقديرات في تشرين الأول/ أكتوبر 2021 أن إجمالي ديون ميليشيا أسد لإيران بلغ أكثر من 50 مليار دولار، منها إرسال أكثر من 11 مليار دولار من النفط إلى سوريا من عام 2012 إلى نهاية عام 2020.
التعليقات (2)