حضر مجموعة من اللاجئين السوريين ورشة عمل في ألمانيا، لمناقشة سبل استخدام القانون الدولي لمحاكمة مجرمي الحرب، على أمل تطبيقه يوماً ما على زعيم عصابة المخدرات بشار الأسد، وذلك تزامناً مع إلقائه كلمة في القمة العربية التي عُقدت أمس في مدينة جدة السعودية.
وبحسب ما نقلت وكالة "رويترز"، خلص المشاركون في ورشة العمل إلى أن عودة الأسد لجامعة الدول العربية بعد عزلة مستمرة منذ نحو 12 عاماً شيء محبط، لكنه غير مثير للدهشة.
عودة غير مفاجئة
وقال المحامي أنور البني، الذي يساعد في ملاحقة السوريين المشتبه في ارتكابهم جرائم حرب في ألمانيا، إن "الهدف من خطوة التطبيع هذه هو نشر اليأس والإحباط في صفوف السوريين".
وأضاف أن السجلات الهزيلة للقادة العرب في مجالي حقوق الإنسان والديمقراطية جعلت من عودة الأسد أمراً متوقعاً، مشيراً إلى أن دعم الدول الخليجية للمعارضة السورية صبّ في النهاية لصالح الأسد من خلال تحويل جماعات المعارضة إلى جماعات متشددة قامت بدورها بقمع أي ميول أو نشاط ديمقراطي داخل صفوفها.
واعتبر البني أن دفء العلاقات بين القادة العرب وبشار الأسد لا يثير قلق الكثير من السوريين في أوروبا من حدوث تقارب مماثل بين الغرب والأسد بسبب وجود عقبات قانونية.
وأوضح: "بالنسبة لأوروبا.. الخطوات القانونية اللي اتُّخذت باتهام بشار الأسد و60 شخصاً من مجموعته من قيادته الأمنية والسياسية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في أوروبا وصدور مذكرات توقيف بحق عدد منهم هو مانع قانوني الآن وليس سياسياً فقط. مانع قانوني من إعادة تأهيل المجرمين".
جرأة تصل إلى حدّ الوقاحة
من جانبه، ذكر الصحفي السوري عقيل حسين، أحد المشاركين في الورشة، أن جامعة الدول العربية هي رمز لعصر ما قبل الربيع العربي، وبالتالي فإنه يَعتبر أن عودة الأسد ليس لها وقع المفاجأة.
وأشار إلى أن المفاجأة هي أن هذه "الخطوة جاءت بشكل جريء جداً إلى حد الوقاحة إن جاز لنا التعبير".
نفنى ولا يحكمنا الأسد
بدورها، لفتت السورية هويدا محيي الدين، التي اعتقلتها ميليشيا أسد سابقاً، وهي مقيمة حالياً بفرنسا، إلى أن "كل سوري عانى من هذا النظام يمكن أن يمثل دعوى قضائية وسنقوم برفع هذه الدعاوى. حتى لو وقف العالم كله معه فسوف نقدّمه للعدالة".
واعتبرت أن التطبيع العربي مع الأسد سيجعل عودة اللاجئين السوريين أكثر صعوبة، مؤكدةً: "أخذنا عهداً على أنفسنا.. نفنى ولا يحكمنا الأسد ولن نعود والأسد موجود".
وكانت محكمة ألمانية قد حكمت العام الماضي بالسجن مدى الحياة على الضابط السابق في مخابرات أسد أنور رسلان، لإدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في أول إدانة بحق متهمين بالتعذيب في سوريا.
التعليقات (2)