صحيفة هولندية: 100 مجرم حرب سوري لجأ إلى البلاد والضحايا يناضلون لمحاكمتهم

صحيفة هولندية: 100 مجرم حرب سوري لجأ إلى البلاد والضحايا يناضلون لمحاكمتهم

كشف تحقيق مشترك لصحيفة "trouw" الهولندية والبرنامج الإذاعي "أرغوس" عن حصول العشرات من مجرمي الحرب الذين ساندوا ميليشيا أسد في جرائمها ضد السوريين على حق اللجوء والجنسية في البلاد، دون أن يواجهوا أية محاكمة، في حين ما زال ضحاياهم ينتظرون تحقيق العدالة.

وتطرق التحقيق إلى قصص عدد من اللاجئين السوريين في هولندا، حيث فوجئوا برؤية جلاديهم الذين كانوا يخدمون بصفوف ميليشيا أسد في سوريا عندما تم اعتقالهم وتعذيبهم على أيديهم في سجونها، حيث عادت لحظات الخوف والذعر إلى أذهانهم مرة أخرى.

وذكر التحقيق أن العشرات من أولئك الجلادين ومجرمي الحرب قد تسللوا إلى البلاد مستغلين فرصة اللجوء، وأصبحوا يتجولون بحرية في هولندا بعد أن عذبوا المدنيين في سوريا.

ولفت أن  بعض الخبراء يقدر أن هناك ما بين 50 إلى 100 مجرم حرب دخلوا البلاد في السنوات العشر الماضية، في حين تم إجراء حوالي 450 دراسة على السوريين على أساس هذا التحقيق، ولم يتم منح حوالي خمسين منهم حق اللجوء.

ذعر يلاحق السوريين

وروى لاجئ سوري يدعى "رينيه" كيف أنه أصيب بالذعر عندما رأى أحد جلادي الأسد الذي تعرض للتعذيب على يده، حيث تجمد في مكانه عندما نظر إلى وجهه واستحضر كيف كان واحداً من أصل 3 مجرمين تناوبوا على تعذيبه واغتصابه في سجون الميليشيا.

وذهب رينيه إلى الشرطة وأدلى بما لديه من معلومات حول ما تعرض له من تعذيب على يد الجلاد آنذاك، في حين أبلغته الشرطة أنها ستفحص كاميرات المراقبة، لم يسمع أي شيء عن القضية منذ عام 2017.

ولم يكن الأمر مختلفاً مع رحاب التي بدورها اعتقلت لمدة خمسة أشهر في عام 2013 في فرع سيئ السمعة تابع لميليشيا جهاز المخابرات العسكرية في دمشق، حيث تعرضت فيه للاعتداء من قبل عدة رجال.

وكانت رحاب تتجول في إحدى ساحات أمستردام عندما رأت أحد السجانين الذي تعرفت إليه على الفور، وقالت: "كان ضابط صف التقيت به في فترة احتجازي.. عندما رأيته بدأت أرتجف، كنت خائفة ومذعورة للغاية".

لم تخبر رحاب الشرطة وفرّت من المكان بعد أن أعادها شريط الذاكرة إلى لحظات الخوف والرعب التي عاشتها في سجون أسد، حيث "بكت وهربت" بسرعة، وفق الصحيفة.

صعوبة تعقب المجرمين

من ناحيته، يقول المحامي والناشط الحقوقي السوري مازن درويش، الذي تعرض للتعذيب أيضًا على يد نظام الأسد، إن هذه المعلومات لا تصل دائمًا إلى جميع البلدان التي يهرب إليها السوريون.

وأضاف: "يجب أن يكون هناك المزيد من التعاون بين الحكومة الهولندية والمنظمات المحلية.. إذ إن تعقب جميع المذنبين سيكون مهمة طويلة الأمد..".

وحول الموضوع، تقول جيلي فان بورين، الخبيرة الأمنية في جامعة ليدن، إنه من المهم تجميع جميع البيانات حول تلك الحوادث بشكل صحيح، وهو أمر يتطلب الكثير من المعرفة والخبرة".

وتؤكد على ضرورة مواصلة السلطات الهولندية التحقيق في مثل هذه القضايا، والتأكد من عدم السماح لمجرمي الحرب بدخول هولندا كطالبي لجوء.

ووفق الصحيفة فإنه من الصعب تعقب جلادي أسد الذين عذبوا مدنيين في السجون، كما إنه لا يمكن للمحاكم الهولندية فتح دعاوى في مثل هذه القضايا إلا إذا كان المجرمون والضحايا موجودين في هولندا، وذلك وفق مبدأ "الولاية القضائية العالمية".

محاكمات رغم الصعوبات

والعام الماضي، دعت الشرطة الهولندية جميع اللاجئين السوريين والفلسطينيين ممن يُقيمون داخل هولندا أو خارجها إلى الإبلاغ عن عناصر ميليشيا لواء القدس والشبيحة عبر معرّفات وأرقام تواصل، مشيرة إلى أن من يقدّم معلومات يمكنه عدم ذكر اسمه.

جاء ذلك بعد احتجاز السلطات الهولندية قيادياً في ميليشيا "لواء القدس" يُدعى مصطفى داهودي (34 عاماً)، بتهمة ارتكاب جرائم حرب في سوريا، قبل وصوله البلاد لاجئاً.

وكانت دول أوروبية مثل ألمانيا قد اتخذت خطوات سبّاقة في ملف محاسبة مجرمي حرب أسد، حيث قضت محكمة في برلين قبل أشهر على المدعو موفق دواه، (أبو عكر) بالسجن مدى الحياة، لثبوت ارتكابه جرائم حرب في سوريا.

وسبق ذلك محاكمة الطبيب السوري علاء موسى في 19 كانون الثاني 2022، لقتله وتعذيبه معتقلين، ومحاكمة العقيد السابق أنور رسلان في 13 كانون الثاني 2022، لارتكابه جرائم ضدّ الإنسانية، ومحاكمة عنصر الاستخبارات السابق إياد الغريب في 24 شباط 2021.

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات