قصة سوري بالنمسا فقد عينه بعد إنقاذ فتاة من متحرّشين ووقع ضحية لعنصرية الشرطة

قصة سوري بالنمسا فقد عينه بعد إنقاذ فتاة من متحرّشين ووقع ضحية لعنصرية الشرطة

روى موقع مهاجر نيوز المتخصص بأخبار اللاجئين قصة شاب سوري عرّض نفسه للخطر في سبيل إنقاذ فتاة من حادثة تحرش وسط العاصمة النمساوية فيينا، مشيداً بشجاعة الشاب وشهامته.

وسرد الموقع قصة الشاب السوري ديلار المليئة بالألم الجسدي والنفسي بعدما حلّ به على إثر اعتداء فقد بعده البصر في إحدى عينيه من أجل المساعدة التي قدمها لفتاة كانت تتعرض في أحد شوارع فيينا للتحرش. 

ووصل الشاب السوري إلى النمسا بداية 2015، وهو لا يتجاوز الـ 22 من عمره بعد، فارّاً من التجنيد الإجباري في الذي تفرضه ميليشيات أسد وقسد، مجتازاً رحلة لجوء قاسية كغيره من آلاف الشباب السوريين.

ولم يتوقع ديلار الذي لجأ إلى بلد آمن أن يصير حاله أسوأ من قبل بسبب اعتداء وحشي، تعرض له بسبب تطوعه لمساعدة شابة كانت ضحية تحرش مجموعة من الشباب في إحدى الليالي التي تسبق الحجر الصحي الذي رافق فترة كورونا قبل سنتين.

ويقول ديلار للموقع إنه أتمّ دراسة مستويين من اللغة ليبدأ العمل رسمياً ويتخلى عن دعم الدولة بعدها صار معتمداً تماماً على نفسه مادياً.

وأضاف: "أموري كانت على خير ما يرام منذ وصولي إلى النمسا، جسدياً ونفسياً وعلى المستوى المادي والإقامة القانونية، كل أمور حياتي كانت سليمة ومنظمة، ولم تواجهني يوماً أي مشاكل أياً كان نوعها". 

إلا أن هذا الهدوء قد غاب عنه منذ ليلة الحادثة، إذ انقلب إلى فاجعة، وحدث ذلك بالضبط مساء يوم الإثنين 24 مايو/أيار 2021، في هذا المساء اختار خلاله ديلار عدم البقاء وحيداً في المنزل، وزيارة صديقه للذهاب في جولة ليلية في شوارع وسط العاصمة فيينا.

ليلة دامية!

وروى الشاب القصة وقال: "هناك رأيت شابة قد حاصرها ثلاثة شباب في ركن من شارع رئيسي بوسط المدينة، كانوا يتحرشون بها ويحاولون الاعتداء عليها بالقوة فقررت التدخل. تظاهرت بأني واحد من أقاربها، ودخلت بين الشباب الثلاثة وسحبتها لأجل تخليصها منهم، لقد كانت مذعورة للغاية، فبقيت أراقبها إلى أن غادرت".

بعد ذلك يحكي ديلار أنه كان يحاول أن يهدّئ الوضع مع الشباب الثلاثة، الذين حاولوا منذ البداية أن يعتدوا أو يفتعلوا شجاراً معه ومع صديقه. يقول "لكني تفاديتهم بهدوء وبقيت مكاني إلى أن تأكدت أنهم غادروا المكان فعلاً، حتى لا يتتبعونا رغبة في الانتقام. لكن للأسف هذا ما حصل بالضبط، لقد تبعونا إلى منزل صديقي دون أن نشعر بذلك، وهجموا علينا داخل المنزل، أسقطوا صديقي أرضاً وضربني أحدهم بزجاجة مشروب كحولي على وجهي، فأغمي علي تماماً وغرقت في دمي".

اتصل صديق ديلار بالشرطة وسيارة الإسعاف، لكن لم يتم تسجيل محضر بما حصل وقتها، حسب ما يحكيه الشاب السوري الذي استطرد قائلاً: "عاينت الشرطة مكان الحادث وذهبوا دون تسجيل الشكوى، وتم نقلي إلى المستشفى. هناك أيضاً رغم أنني كنت في وضع حرج، لم يسألني أحد عن الحادث، ولم يتم استدعاء الشرطة للتأكد من أن يأخذ التحقيق مجراه العادي والفوري. فبقي الوضع مبهماً إلى غاية خروجي من المشفى، بعد إجراء العملية الضرورية، والقدرة على المشي، أي بعد تسعة أيام. حينها اتجهت إلى مركز الشرطة لتقديم بلاغ بالمعتدين".

على إثر الاعتداء تضررت عين ديلار كثيراً ولم يعُد يبصر بها، كما إن الضربة بزجاجة المشروب الكحولي كبيرة الحجم، تسببت أيضاً في فقدانه خمس أسنان على إثر العملية الثالثة التي كانت ضرورية لإصلاح ثقب في عظم الجفن، حسب قوله.

 أزمة صحية

في ظل هذه الظروف الصحية العصيبة فقد ديلار عمله، وتوقف في الوقت نفسه تأمينه الصحي، كما لم يعد يستفيد من التعويضات المالية التي تقدمها الدولة، وهنا تفاجأ بأن عليه أن يدفع للمستشفى 9 آلاف يورو وهو ثمن العملية الجراحية التي خضع لها على مستوى العين، بعدما فقد عدسة عينه وتم تعويضها بأخرى طبية.

من حظ ديلار أن الشابة التي تدخّل لإنقاذها من التحرش كانت قد سجلت رفقة صديقتها فيديو يظهر فيه الشباب المعتدون، خاصة من قام بالاعتداء عليه بالضرب بالقنينة الزجاجية، وقد وفّر هو والشابة هذا الفيديو للشرطة بعد الحادث. لكن ديلار خلال حديثه لمهاجر نيوز، عبر عن استغرابه كثيراً لعدم استعمال الفيديو للبحث عن المعتدي، وعدم اتخاذ الإجراءات الروتينية مثل توزيع صورته وإصدار مذكرة بحث عنه اعتماداً عليها.

هذا الأمر لم يستسغه ديلار إلى اليوم، معتبراً أنه "نوع من العنصرية في تعامل الشرطة مع ملفه"، إذ قال: "حتى المحامي الذي تطوع للترافع في قضيتي، قال لي لو كنت نمساوياً لكان تعاملهم مع الشكاية مختلفاً، لم يقوموا بأي مجهود ولو بسيط لإلقاء القبض على المعتدي".

كما إن ديلار أكد أن "قناة تلفزيونية نمساوية محلية حصلت في تلك الفترة على نسخة من الفيديو، وبثت مقطعاً منه بعد تشويش الوجه في احترام تام للقانون، ما يعني أن ادعاء الشرطة طيلة سنتين بأنهم لا يحصلون على صورة المتهم من أجل تعميمها في إطار البحث عنه كان أمراً غير قانوني وعنصرية واضحة".

خذلان 

يقول ديلار إنه شعر بالخذلان من "تعامل الشرطة مع شكواي وملف قضيتي، كما إن التأمين وصاحب العمل الأخير الذي عملت معه، صعّبوا عليّ الحياة بعد الحادثة، لقد خذلوني فعلاً".

وضعه الصحي بعد العمليات الجراحية المتتالية التي خضع لها والصدمة النفسية من وضعه المادي وفقدانه بصره وعمله، جعلته غير قادر على متابعة التفاصيل الدقيقة للقضية بشكل يومي، يقول: "كانت صحتي جد متدهورة ولم يكن لدي من يساعدني على تدبُّر أموري الإدارية والمعاملات الورقية كل يوم لتسوية وضعي وإيجاد حلول للمال الذي يجب أن أدفعه".

لكن ديلار لا ينفي أنه بعد بضعة أشهر، قررت سيدة نمساوية سمعت بقصته هي وأسرتها مد يد العون له أكثر من مرة، وأيضاً كانوا يتابعون مجرى القضية لمدة طويلة.

بعد سنتين من الحادثة، تدخلت برلمانية من حزب الخضر توصلت إلى تفاصيل القضية، وحاول مكتبها الاستفسار من الشرطة عن سبب التراخي في قضية الشاب السوري ديلار، حسب تصريحه لمهاجر نيوز. "بعد أسبوعين من تدخلها، نُشرت الصورة التي كانت متوفرة منذ البداية لدى الشرطة، التي اختارت طيلة هذه المدة عدم استعمالها نهائياً للبحث عن المعتدي، حتى إن جريدة محلية عنونت الخبر باستغراب الكاتب من إخفاء الصورة طول هذه المدة". لكن ولحدود الساعة، لم يتم الوصول إلى المعتدي، "وهو أمر يوضح أن هناك مماطلة في البحث عنه" بحسب ما يقول ديلار.

 

التعليقات (6)

    عبد المنعم محمد

    ·منذ 10 أشهر أسبوعين
    يدعون حقوق الانسان والعدالة والمساواة ظلما وعدوانا ولايطبقون العدالة إلا على شعبهم خابوا وخسروا وسقطت أقنعتهم المزيفة

    اي

    ·منذ 10 أشهر أسبوعين
    اي اذا مو عاجبتكن اوروبا رجعو لعند بشورة

    ِAsyrian

    ·منذ 10 أشهر أسبوعين
    كمية الخرط والكذب والافتراء بسرده للقصة رهيبة.. من مستحيل أن الشرطة بالنمسا أو أي بلد اوربي تتعامل بعنصرية في هكذا مواقف خصوصا مايتعلق بالتحرش الجنسي..

    zeko

    ·منذ 10 أشهر أسبوعين
    شكلوا هها ل ك ر كواد لهيك الشرطة النمساوية ربتو

    فراس

    ·منذ 10 أشهر أسبوعين
    من طلع من دارو قل مقدارو

    محمد

    ·منذ 10 أشهر أسبوعين
    انا اعيش بالنمسا ، ولا يمكنني تصديق القصة ، وكـممت نعيش في تركيا ، سمعت عن قصص مشابهة كان للبوليس النمساوي وقوفه الى حانب النعتدى عليهم واحترام القانون . اسمعوا القصة من وحهة النظر الاخرى
6

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات