رغم انتهاء الجائحة.. كورونا ألحقت أضراراً بالغة بالطلاب والمدرّسون يتحدثون عن تصرفات صادمة

دقّت دراسة استقصائية ناقوس الخطر، محذّرة من أن فترات تركيز أطفال المدارس الابتدائية أصبحت "أقصر من أي وقت مضى" بعد انتشار جائحة كورونا الأمر الذي بات يجبر المعلمين على عدم الإطالة في إنجاز أي نشاط لأكثر من 10 دقائق للحفاظ على تركيز تلاميذهم.

وقالت صحيفة إندبندنت البريطانية إن استطلاعاً للرأي شمل 504 من معلمي رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية في إنكلترا أظهر أن 84٪  من المعلمين أقرّوا بأن مدى انتباه الأطفال الأساسي "أقصر من أي وقت مضى" بعد جائحة كوفيد.

 بينما أفاد واحد من كل خمسة مدرسين أنهم يحرصون على ألّا تتجاوز فترة إنجاز أي نشاط 10 دقائق في المتوسط  للحفاظ على انتباه تلاميذهم.

كما أثّرت "الطبيعة المتغيّرة باستمرار لمواقع التواصل الاجتماعي" مثل TikTok سلباً على مدى انتباه التلاميذ، بحسب (85٪) من المعلمين الذين شملهم الاستطلاع  الذي أجرته مؤسسة Kapow Primary.

وأكد أكثر من (70٪) من معلمي المدارس الابتدائية أن سلوك الأطفال في الفصل الدراسي قد ساء بعد كوفيد، وقال غالبية المعلمين (57٪) بالمئة إن التلاميذ من المرجح أن يتحركوا في جميع أنحاء الغرفة بعد كوفيد وأسرع في الشكوى عن الشعور بالملل، وذكر (55٪) أنهم باتوا أكثر عرضة لإزعاج واستفزاز الآخرين في الفصل.

وأشار أكثر من ثلثي المعلمين (69٪) إلى أنهم شهدوا زيادة في عدم الانتباه وأحلام اليقظة منذ عودة تلاميذهم الصغار إلى المدرسة بعد الوباء.

قال مدرس في الصف الخامس والسادس يعمل في مدرسة ديربيشاير الابتدائية، طلب عدم ذكر اسمه، إن الأطفال يُضطرون حتى إلى "إعادة تعلّم بعض مهاراتهم الاجتماعية مع سلوك مختلف تماماً في الفصل بعد كوفيد".

وأضاف أن المعلمين كانوا يقومون بتعليم الأطفال من خلال شاشة أثناء الوباء، لكن إبعاد الشاشة الآن كان له تأثير هائل.

وقالت فيكي كوتريل جراي، مديرة المحتوى التعليمي في مدرسة كابو الابتدائية: "فقد الأطفال الكثير من الوقت في المدرسة أثناء الوباء، وعندما عادوا، جلبوا معهم تحديات سلوكية جديدة لا يزال يتعين على المعلمين التعامل معها".

بينما أكدت تيفني هاريس، اختصاصية البيانات الأولية ومتخصصة في رابطة قادة المدارس (ASCL)، أن "نتائج هذا الاستطلاع تتناغم مع ما نسمعه من مديري المدارس".

وأضافت: "يبدو أن السلوك أصبح أكثر صعوبة بين بعض التلاميذ وأن هذا ناجم عن عدد من العوامل. يبدو أن هناك تأثيراً طويل الأمد للعطلة التي رافقت الوباء على الإجراءات الروتينية والتوقعات العادية.