الزيارة ممنوعة.. نيوزيلندا تضيّق على السوريين وطفلة تخاطب وزارة الهجرة برسالة مؤثرة

الزيارة ممنوعة.. نيوزيلندا تضيّق على السوريين وطفلة تخاطب وزارة الهجرة برسالة مؤثرة

تفكّر عائلة سورية هاجرت إلى نيوزيلندا عام 2014 بمغادرة هذا البلد، بسبب التضييق عليها من قبل السلطات النيوزيلندية التي ترفض منح تأشيرات زيارة لأقارب العائلة، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية.

رفض تأشيرات الزيارة

ووفق تقرير نُشر على موقع "إذاعة نيوزيلندا" (RNZ)، يتم رفض نحو 1 من كل 10 تأشيرات زيارة وتأشيرات دخول متعددة للآباء والأجداد، بينما تواجه بعض الجنسيات معركة أصعب من غيرها لرؤية الأسرة.

ومن بين خطابات الرفض التي تصدر عن وزارة الهجرة النيوزيلندية، تلك التي تم إرسالها إلى السوري بشار برمدا، وهو محاضر كبير ومدير برنامج أكاديمي في معهد "يونيتك" للتكنولوجيا في أوكلاند، وزوجته هالة البكور، كبيرة مهندسي البرمجيات في المعهد.

وتشير الأرقام إلى أن 85 بالمئة من المتقدمين الروس يحصلون على تأشيرة زيارة، بينما تنخفض هذه النسبة إلى 35 بالمئة للسوريين.

السفر لرؤية الأهل

وقال برمدا: "لا يكفي أن نرى بلدنا الأصلي مدمراً تماماً، لكن أيضاً لا يمكننا دعوة والدينا لزيارتنا هنا في نيوزيلندا، وإذا سافرنا لرؤيتهم فسيكلفنا هذا الكثير من الأموال".

وأضاف: "سنسافر في شهر كانون الأول/ ديسمبر إلى دبي وتركيا ليتمكن أطفالنا من رؤية أجدادهم"، مشيراً إلى أن والدته ستكون في دبي، بينما سيكون والدا زوجته في تركيا.

وقدّر برمدا أن يكلفه السفر إلى دبي وتركيا نحو 30 ألف دولار، لافتاً إلى أنه "كان من الممكن إنفاق معظم هذه الأموال في نيوزيلندا إذا كان بإمكان الوالدين زيارتنا هنا".

وهاجر برمدا وزوجته مع ولديهما من سوريا في عام 2014 ووصلا إلى نيوزيلندا كمهاجرين مهَرة، ولديهم الآن ابنة تبلغ من العمر عامين.

أسباب الرفض

وفي آب أغسطس الماضي، قدّم برمدا طلب زيارة لوالدي زوجته، ميادة كردمستو ونضر البكور، إلا أن وزارة الهجرة ردّت على الطلب في تشرين الثاني/ نوفمبر أن هناك خطأ في أنظمة الإنترنت أوقفت معالجة تأشيرة الوالدين، بحيث حولت آلاف الطلبات إلى تأشيرات زائر عامة، والتي لها معايير مختلفة.

وذكر برمدا: "بالطبع ليس هذا ما نريده، كونك من سوريا وتقدم طلباً للحصول على تأشيرة زيارة، هذا رفض صريح من الهجرة، وهذا ما حدث في النهاية".

وجاء في رد وزارة الهجرة أن والدي هالة البكور متقاعدان وعاطلان عن العمل، وليس لديهما حافز قوي للعودة إلى الوطن، وطلبت الوزارة منهما إرسال أدلة حديثة على ملكية الأراضي والعقارات، لكنهما لم يتمكنا من ذلك حيث سيتعين عليهم زيارة سوريا شخصياً، وهما يعيشان في تركيا مع ابنهم الأصغر، ولديهم إقامة.

وجاء في خطاب الرفض أيضاً أن وكالة الهجرة الدولية لا يمكنها التأكد من تجديد تأشيرات إقامتهم التركية، وأن "القضايا الأمنية الحالية في سوريا لا تساعد على العودة الطوعية".

نفكّر في المغادرة 

كما رفضت الوزارة طلباً لزيارة والدة بشار برمدا قبل انتشار وباء كورونا، وقال برمدا: "لدينا أصدقاء كثر من جنسيات أخرى ليس لديهم مشاكل في دعوة أقاربهم لزيارتهم، نشعر بالحزن الشديد والغضب من هذا التمييز، فقط لأننا في الأصل من سوريا".

وتابع: "نحن الآن نفكر بجدّية في مغادرة نيوزيلندا إلى بلد قريب بما فيه الكفاية من والدينا أو إلى بلد يمكن لآبائنا زيارتنا فيه بسهولة.. لنا ولأطفالنا الحق في رؤية والدينا في بلدنا نيوزيلندا، وشخص ما يأخذ هذا منا الحق".

وقالت وزارة الهجرة إنها تقوم بدورها كمنظم، وصرح مديرها العام ريتشارد أوين: "نحن نقدّر أن هذا وضع صعب بالنسبة لميادة كردمستو، إلى جانب عائلتها في نيوزيلندا".

وأشار إلى أنه: "تم رفض طلب السيدة كردمستو للحصول على تأشيرة زائر عامة في 20 نيسان 2023 لأنها لم تقنع مسؤول الهجرة بأنها كانت مقدمة طلب حسنة النية وتعتزم إقامة مؤقتة في نيوزيلندا".

رسالة مؤثرة من طفلة سورية 

ونقل الموقع عن السيدة السورية المقيمة في نيوزيلندا ناهد الحاج، قولها إن ابنتها تالا رأت جدها آخر مرة عندما كانت في الثانية من عمرها.

وأرسلت تالا (7 سنوات) رسالة إلى وزارة الهجرة توضح أنها تتحدث إلى جدها كل يوم تقريباً عبر الهاتف وتفتقده كثيراً.

وكتبت في الرسالة: "أريد أن يراني جدي ألعب كرة القدم ويرى كم أنا جيدة في السباحة.. أريد أن يأخذني إلى المدرسة وأذهب إلى الشاطئ والملعب معه".

وقالت والدة تالا إنها رأت أباها آخر مرة مع أسرته قبل 5 سنوات في سوريا، مشيرة إلى أن الزيارة كانت خطيرة ولا يمكنهم تكرارها.

ولفتت إلى أنها تقدمت بطلب لزيارة والد زوجها قبل الوباء، ونظراً لأن لديه زوجة عمرها 40 عاماً وابنة ومنزلاً وعملاً في سوريا، فقد اعتقدت أنه يمكن أن يثبت أنه لن يتجاوز تأشيرته، لكنه تم رفض الطلب.

وبحسب ما جاء في تقرير الموقع، تم تقديم 10 طلبات فقط من سوريا للحصول على تأشيرات الوالدين أو الأجداد منذ إعادة فتح الحدود أمام المسافرين إلى نيوزيلندا عقب إنهاء الاجراءات الاحترازية التي فرضها انتشار كورونا.

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات