بينهم فراس طلاس.. فيلم يكشف كيف سخّرت مخابرات فرنسا شركة لافارج لصناعة الجواسيس بسوريا

بينهم فراس طلاس.. فيلم يكشف كيف سخّرت مخابرات فرنسا شركة لافارج لصناعة الجواسيس بسوريا

كشف فيلم استقصائي بعض الأسرار المتعلقة بشركة "لافارج" (Lafarge) الفرنسية للإسمنت، وعلاقتها بالجماعات المسلحة في سوريا خلال الفترة من 2011 إلى 2014 وعملها لصالح المخابرات الفرنسية والغربية للتجسّس على تنظيم داعش.

وعرض الفيلم الذي يحمل عنوان "مصنع الجواسيس" من إنتاج قناة الجزيرة، مجموعة من الأسرار حول نشاط عمل الشركة في سوريا بالاستناد إلى آلاف الوثائق ومقابلة من كانوا على صلة بالموضوع من عملاء مخابرات ومسؤولين في هرم السلطة بفرنسا.

شبكة تجسّس

وأظهر الفيلم أن كبار المسؤولين في مصنع لافارج قاموا ببناء شبكة تجسس في شمال سوريا، للحفاظ على مصالح شركتهم التجارية، وفي الوقت نفسه تسريب معلومات غاية في السرية إلى أجهزة الاستخبارات الفرنسية وأجهزة أخرى أمريكية وغربية.

وقدّمت "لافارج" للمخابرات الفرنسية شبكة جواسيس جاهزين كان على رأسهم مدير الأمن في المجموعة جون كلود فيار، الذي قام برحلات مكوكية في شمال سوريا، المنطقة التي كانت بعض الأجهزة مهتمّة بها.

وكان كلود فيار يزوّد المسؤول الفرنسي في شركة لافارج بكل التفاصيل الدقيقة عن مقرات بعض الفصائل الجهادية وأسماء أفرادها وعناوينهم، وهي معلومات غاية في الأهمية والدقة كما يقول أحد المتحدّثين في الفيلم.

ومن بين الأسماء كان فراس طلاس ابن وزير الدفاع السوري السابق مصطفى طلاس، الذي يملك أسهماً في المصنع قبل أن يهرب إلى باريس مع بداية الحرب بمباركة من السلطات الفرنسية.

ووفق الفيلم فإن لطلاس علاقات مميزة مع الاستخبارات الفرنسية حيث كان يسرّب المعلومات عن كل الفصائل السورية المسلحة والمقاتلين الفرنسيين لدبلوماسي فرنسي في القنصلية الفرنسية بدبي.

كما إنه حصل على أسماء وأرقام هواتف مقابل الأموال التي يدفعها عند نقاط التفتيش، وتمكن من اختراق معاقل التنظيمات المسيطِرة هناك، واعترف في شهادته بأن لديه رجالاً في كل الأراضي السورية يبعثون له المعلومات كل يوم، وأنه أرسل نسخاً كثيرة من الفيديوهات لصالح المخابرات الخارجية الفرنسية، وذلك مقابل 70 ألف دولار كل شهر يدفع منها لعملائه داخل سوريا.

خرائط لصالح الاستخبارات

من ناحيته، جنّد كلود فيار عميلين، أحدهما نرويجي يُدعى جاكوب وارنيس، وكان شرطياً في جهاز الأمن الداخلي في بلاده، والآخر أردني اسمه أحمد جلودي، وهو مسؤول الأمن في مصنع لافارج، وقد تعاون مع المخابرات الأمريكية لتخصصه في تعقّب الشبكات الإرهابية وكرّمه الكونغرس الأمريكي، وتمت ملاحقة الاثنين لاحقاً بتهمة الإرهاب.

وعرض الفيلم رسالة إلكترونية أرسلها كلود فيار إلى المخابرات تضمّنت خرائط أعدّها جلودي وتُظهر مواقع الأطراف المتحاربة في سوريا ومواقع القيادات الإسلامية ونقاط التفتيش مع أسماء المجموعات التي تسيطر عليها.

وبعد أيام أعدّت المخابرات الفرنسية مذكّرة بشأن الوضع في سوريا، لتأتي المفاجأة في الوثائق المرفقة، حيث تضمنت الخرائط نفسها التي أرسلها موظفو لافارج، وصُنّفت تلك الخرائط في خانة أسرار الدفاع.

بدوره، قال فابريس بالانش الأستاذ المحاضر في جامعة ليون إن المصنع كان أكبر استثمار فرنسي في سوريا، مشيراً إلى أنه لو كان يقع في مناطق سيطرة أسد لفعلت باريس كل ما في وسعها لإغلاقه، لكن وجوده في منطقة محررة كان يوافق توجهات الدبلوماسية الفرنسية التي كانت تتوقع سقوط نظام بشار الأسد قريباً.

كما كشف الفيلم كيف أن أجهزة المخابرات الفرنسية طلبت من عملائها في شركة لافارج التجسس على تنظيم داعش، حيث تم تكليف جلودي في نوفمبر/تشرين الثاني 2013 بمهمة التعرف إلى بعض كوادر التنظيم، ومنهم أبو عمر الشيشاني الذي سيصبح قائداً ميدانياً فيه.

لكن الشبكات التابعة لمصنع لافارج فقدت حضورها، ففي سبتمبر/أيلول 2014 وبعد 3 أشهر من إعلان "الخلافة الإسلامية" سيطر تنظيم داعش على مصنع الإسمنت.

وبعد 6 سنوات من التحقيق توصلت الشرطة القضائية إلى أن مصنع لافارج مكّن التنظيمات المسلحة من الحصول على ما يتراوح بين مليونين و7 ملايين يورو دفعها رجال فراس ورشوات لزبائن المصنع، وأطنان الإسمنت تُركت في سوريا.

كما أصدرت السلطات الفرنسية في خريف 2017 مذكّرة اعتقال ضد فراس للاشتباه به في تمويل الإرهاب.

والعام الماضي، أقرّت شركة لافارج الفرنسية للإسمنت ومجموعة "هولسيم" السويسرية الأمّ، بالذنب في التواطؤ بجرائم ضد الإنسانية وتعريض الأرواح للخطر بسبب أنشطتها في سوريا بين عامي 2013-2014.

وأعلنت الشركة، أنها ستسدّد غرامة قدرها 778 مليون دولار لوزارة العدل الأمريكية لمساعدتها تنظيم داعش وجبهة النصرة خلال الحرب في سوريا.

 

التعليقات (1)

    عبد الرحمن الصاعد

    ·منذ 10 أشهر 3 أسابيع
    لعبة رخيصة و مكشوفة من طلاس ليخلص رقبته من حبل المشنقة السياسية حيث يحاول اظهار نفسه كخادم و عميل للأمريكان و الفرنسيين لكي يعيدوه للساحة مع أن الحقيقة أن فراس كان يدير شبة أمنية تابعة لمخابرات النظام و كل من عمل أو زار المصنع يعرف ذلك من شركة الحراسة على مدخل المصنع و التي كانت مملوكة له إلى مجموعة مخبرين تابعين للعميد غازي - عميد مخابرات كان يتبع لطلاس مباشرة و تم توظيفه بالمصنع - كان هناك تقارير بشكل أسبوعي عن كل الموظفين و المدراء و أهاليهم تصل للعميد المذكور و التي يتم ارسالها لطلاس و منه للمخابرات العامة فرع المالكي و عندما بدأت الكفه ترجح للثوار خرج فراس و أخوته من سوريا ليظهر بمظهر الشريف و لا يستبعد أن يكون هناك ارتباط مع النظام كطوق نجاة على صعيد آخر كان في الرقة شبكة خاصة تتبع له تدير عملية شراء و نقل النفط الخام من مناطق سيطرة داعش إلى مناطق النظام عبر طريق الرقة - مسكنة - حلب و طريق الرقة السخنة - حمص و جزء من النفط كان يباع لمصنع الاسمنت في تل أبيض و مصانع أسمنت عدرا و أبو الشامات
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات