مشافي ريف دمشق.. عجز وهياكل بلا خدمات والمرضى ضحية إهمال نظام أسد

مشافي ريف دمشق.. عجز وهياكل بلا خدمات والمرضى ضحية إهمال نظام أسد

يعاني الأهالي في محافظة ريف دمشق من عجز المؤسسات الصحية التابعة لنظام أسد عن تقديم الخدمات الطبية، وبات ذوو الأمراض المزمنة والحالات الخاصة والمعقّدة في وضع صعب نتيجة عدم وجود الأطباء المختصين وكذلك الأجهزة الحديثة للمعاينة، وترافق ذلك مع ارتفاع في كلفة العلاج، ودفع مصاريف إضافية بسبب اضطرار العديد من المرضى للذهاب إلى مشافي العاصمة.

وقال عبد الهادي شربجي من أهالي بلدة كناكر بريف دمشق الغربي لموقع أورينت نت، إن والده مصاب بمرض السكري منذ 15 سنة، ويضطر للذهاب إلى مشفى ابن النفيس بالعاصمة كل أسبوع ليتابع علاجه هناك عند دكتور متخصص بالمرض.

وأضاف أنه يتكلف في كل معاينة أكثر من 25 ألف ليرة كلفة المواصلات والمعاينة والدواء لأنه لا يوجد مشافٍ في منطقة الحرمون والكسوة غرب دمشق تلبّي احتياجات الأهالي الصحية رغم وجود أكثر من 600 ألف شخص بالمنطقة.

مشافٍ غير مؤهلة بالغوطة

بدوره، قال حسام أبو رجب من مدينة سقبا بالغوطة الشرقية لموقع أورينت، إن مرضى الفشل الكلوي والسكري والقلب أصبحوا في حالة يُرثى لها، فهم بحاجة إلى متابعة أحوالهم بشكل دوري ولا يوجد أي مشفى مجهزة بالمنطقة للاستجابة الطارئة لهم.

وأضاف أن حكومة أسد لم تقم بتأهيل المشافي في بلدات ومدن الغوطة الشرقية بعد أن دمرتها ميليشيات أسد بالقصف بمختلف أنواع الأسلحة، واكتفت فقط بافتتاح مشفى حرستا بتكلفة وصلت لمئات الملايين ولكن بدون تقديم أي خدمات.

وذكر أن المشافي في مدن دوما وكفربطنا والنشابية وعين ترما باتت مجرد هياكل لا يتوفر فيها أجهزة طبية ولا يوجد أي أطباء مختصين نتيجة ذهابهم للعمل في مشافي العاصمة دمشق أو هجرتهم لخارج سوريا وهي النسبة الغالبة أو تهجيرهم قسرياً.

معاناة مرضى القلمون

وبنفس السياق، ذكر مروان الخالد من مدينة القطيفة، أن "والدته لديها فشل كلوي وتضطر لعملية غسل للكلى في كل أسبوع مرتين ونعاني من عدم توفر مشافٍ تخدم حالتها فلا يوجد في منطقة القلمون الشرقي أو الغربي إلا بعض المستوصفات والمشافي العامة التي تختصر خدماتها على إسعافات أولية ومعاينات بسيطة لا تلبي حاجات الأهالي".

وأضاف مروان أنه وذوي المرضى يعانون في تأمين وسيلة نقل للعاصمة دمشق في ظل أزمات الوقود وبعد المسافات وعدم وجود وسائل نقل عامة بانتظام تذهب للعاصمة، وهذا ما يجعل حالات المرضى المزمنين في خطر دائم.

ووصف الدكتور عماد وهبي من مهجري الغوطة، أن المستشفيات في ريف دمشق باتت مجرد هياكل ولا تقدم إلا خدمات محدودة ولا يوجد فيها أجهزة ومعدات حديثة وكافية وتفتقر إلى الأطباء المتخصصين الذين ذهب معظمهم إلى الخارج بسبب رواتبهم المتدنية جداً.

ويعاني القطاع الصحي في مناطق ميليشيا أسد من أزمات متلاحقة تفاقمت بعد انتشار فيروس كورونا عام 2020 وبعدها تفشى الكوليرا في عام 2022 وترافق ذلك مع هجرة الأطباء وارتفاع أسعار الأدوية بنسب عالية جداً.

الجدير بالذكر أن نقيب أطباء ريف دمشق التابع لحكومة أسد خالد الموسى أعلن في وقت سابق، أنّ "ثمّة تخصصات طبية قد تواجه خطر الزوال في سوريا إذا بقي الإقبال عليها ضعيفاً مثل الطب الشرعي وجراحة الأوعية والكلى والتخدير".

في حين ذكرت تقارير إعلامية موالية أن عدد الأطباء الذين هاجروا إلى خارج سوريا بين عامي 2011 و2022 بلغ 50 ألف طبيب من أصل 70 ألفاً.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات