في ظهور غلب عليه الحذر والخوف، اختار زعيم إمبراطورية المخدرات بشار الأسد مسجداً صغيراً قرب قصره لأداء صلاة العيد على مضض وبحضور محدود للغاية، فيما لم يدخر خطيب العيد محمد توفيق البوطي الفرصة للتطبيل للأسد خلال الخطبة السريعة، محمّلاً الغرب المسؤولية عما حدث لسوريا ومتهماً ما أسماها بالليبرالية الحديثة بخطف السوريين.
وكعادتها، حرصت وسائل إعلام أسد على تغطية استعراض العيد لبشار الأسد، لكنها في ذات الوقت وضعته في ورطة هذه المرة كاشفة حجم الذعر الأمني الذي ينتابه.
بداية، كشفت وسائل إعلام أسد أن الأخير أدى صلاة العيد في مسجد الأفرم الواقع في حي المهاجرين على بعد نحو كيلومترين فقط من القصر الجمهوري.
عدسات الكاميرات زادت حجم الحرج، حيث كشفت أن المسجد ما هو إلا مصلى صغير بالكاد يتسع لنحو 70 شخصاً تم اختيارهم بعناية في مشهد محضر مسبقاً من قبل رجال أمنه الذين اعتلوا السدة وطوقوا الأبواب بحضور واضح لمتزعمهم حسام لوقا رئيس المخابرات العامة.
وفيما بدا الارتباك والوجوم على وجه بشار الأسد في معظم اللقطات انعكس ذلك جلياً على خطيب العيد محمد توفيق البوطي الذي قرأ من قصار الصور خلال الصلاة قبل أن يتلعثم مراراً خلال خطبته القصيرة (نحو 6 دقائق مع مقدمتها) التي لم تخل من التطبيل لبشار الأسد.
وخلال الخطبة، تحدث البوطي عن "بشائر تحول" و"غد أفضل" بعد معاناة مع محن وأزمات شديدة شردت وأفقرت الكثيرين وسُفكت فيها الدماء، دون أن يجرؤ على تحميل بشار الأسد المسؤولية.
بل زعم البوطي أن السوريين كانوا يعيشون في رخاء وسعة وأن البعض قد ضاق ذرعاً بذلك الحال من الاستقرار فحركوا أدواتهم لإثارة الفتن والأزمات ما أدى للكثير من المصائب.
ولم يفوت البوطي التباكي على السوريين الذين فروا من إجرام أسد، وباتوا مؤخراً يركبون قوارب الموت انطلاقاً من مناطق سيطرته في طرطوس، زاعماً أن الكفاءات التي صنعها الوطن في خدمة الغرب واختطفت أطفالهم لتعويض الضمور السكاني وفق الصياغة السلوكية والتربوية التي وضعت قواعدها الليبرالية الحديثة القذرة حسب تعبيره.
كما حاول اللعب على وتر القضية الفلسطينية، مدعياً أن نصر بشار الأسد هو نصر للقضية الفلسطينية وأن العكس صحيح حسب زعمه.
أمن أسد على السدة
حسام لوقا إلى يمين الصورة
التعليقات (4)