في محاولة لإظهار نفسه كرئيس دولة وليس زعيم ميليشيا وسلطة أمر واقع، نشرت معرّفات ميليشيا "تحرير الشام" فيديوهات هي الأولى من نوعها لقائدها أبو محمد الجولاني ليلة العيد، وهو يقوم بجولة تفقدية على "عناصر وموظفي" حكومته المزعومة.
وفي المشهد الأول يقف شرطي مرور باستعداد أمام الجولاني، مقلّداً بذلك بشار الأسد أثناء زيارته لعناصر ميليشياته، ثم يسلّم عليه الجولاني ويثني عليه لأنه يسهر على راحة وأمان "مواطني" أبو محمد الجولاني، ثم يمد يده إلى جيبه لإعطائه مبلغاً بسيطاً أمام الكاميرا، التي تقطع الصورة هنا.
وأما المشهد الثاني وهو الأكثر فظاظة، حيث أظهر الجولاني وهو يقوم بإذلال عامل نظافة أمام الكاميرا بإعطاءه مبلغاً زهيداً ليلة العيد، وكأنه عامل في مزرعته، بدلاً من احترام إنسانيته وصرف مكافأة له أو لشرطي المرور الذي قابله، لقاء عملهما بالعيد أو على الأقل تقديم العيدية لهما بطريقة محترمة كأن يضعها بظرف على سبيل المثال، أو يتجنب إعطاءها أمام الكاميرا.
"تحرير الشام القابضة"
أما وراء الكاميرا فإن إدلب تعاني من أزمة معيشة وارتفاع أسعار كبير للمواد الأساسية، وإن ميليشيا الجولاني تفرض حصاراً خانقاً على تصدير واستيراد البضائع دون موافقة منها وخاصة في مجال المحروقات التي يسيطر على استيرادها وتوزيعها متنفّذون، وإن فكر أحد بمخالفة أمرهم وإدخال لو لتر مازوت واحد، أردوه برصاصهم كما حصل مع إحدى الأرامل التي حاولت إدخال بضع ليترات من عفرين إلى مناطق سيطرة الجولاني لتبيعها وتطعم أولادها الأيتام.
ومن ناحية أخرى تسيطر "تحرير الشام" على كافة مفاصل الحياة في إدلب وغيرها من المناطق الواقعة تحت سيطرتها عبر "حكومة الإنقاذ" التي تتولى الإدارة الخدمية في كافة مناطق سيطرة الجولاني، وتطبق قوانينها على من لا داعم له، وتصمت عن تجاوزات أمنيي الجولاني وحيتان اقتصاده.
التعليقات (6)