هرطقات بشار وعودة اللاجئين

هرطقات بشار وعودة اللاجئين

تريد روسيا اليوم إظهار نفسها بأنها  الحنونة على الشعب السوري، التي لم يعد لديها من شاغل يشغلها سوى السوريين المهجرين في أصقاع العالم الذين خرجوا من ديارهم، وكأنهم  خرجوا من أجل السياحة والتمتع بما لديهم من أموال فائضة كانوا قد جمعوها في عهد نظام الأسد الأب ووريثه القاصر. 

ها هي روسيا المفصولة عن واقعها التي تريد أن تجمل صورتها المتوحشة أمام العالم والإنسانية جمعاء … بزعيمها بوتين الذي يعاني من الانفصام في الشخصية، فتارة يحضن القرآن كي يظهر كالصحابي الجليل وهو من قطعت قنابل وصواريخ طياراته أشلاء أبناء المسلمين في المخيمات، وتارة يكرم زوجة قادروف المحجبة، وتارة يسمح للمسلمين بممارسة شعائرهم الدينية.

دعوات روسيا ونظام الأسد لعودة اللاجئين إلى سوريا هي (كالمومس  التي تحاضر بالشرف)  متناسين أن المهجرين تم تهجيرهم قسراً بموافقة مركز المصالحة الموجود في حميميم وتهجير أبناء درعا والغوطة والقلمون وريف حمص وحلب وريف حماة إلى مخيمات الشمال السوري تم تحت إشراف روسيا تحت مسمى التسويات، علماً أن التسوية ليست لا تتم على حساب طرد المواطن السوري من منزله وتوطين أفغاني ولبناني وعراقي وباكستاني من الشيعة في بيوتهم.

لن ينسى السوريون أن روسيا التي خاضت حرباً ضد السوريين بمباركة من بابا الكنيسة الملهم من السماء، وجربت حوالي (320) سلاحاً جديداً من الأسلحة الحديثة والتقنية بالمدن والقرى السورية وجعلت من محافظاتها ميدان رمي وتجارب أسلحتها الحربية، على الشعب السوري حسب قول (شويغو). 

في الأسبق قبل حوالي عام وأكثر قاطع الاتحاد الأوروبي ومعظم دول العالم مؤتمر روسيا كونها هي من دعت إلى المؤتمر وبما أنها بمثابة دولة الوصاية على سورية حالياً.
ربما يستطيع بشار الأسد الضحك على الزعماء العرب فقط ولن يستطيع التمثيل والضحك على عقول السوريين لأنهم عرفوه وعاصروه بأنه قاتل، ولأن ما قاله  بشار الأسد سابقاً كلام هراء خلال مؤتمر خاص بعودة اللاجئين السوريين في دمشق.

دولة الميليشيات والحصار

القاصي والداني يعرف النازحين السوريين الذين هجّرتهم ميليشيا فاطميون، والموجودين في مخيم البؤس والقهر أقصى الجنوب الشرقي من سوريا والذي يقبع وسط صحراء قفراء رمضاء، ليس بالقريب ولا بالبعيد عن قوات أسد ألا وهو (مخيم الركبان)، يعاني ساكنوه من أسوأ أنواع الحصار ومنع دخول المساعدات، وأشكال العذاب من حرارة القيظ وقراره البرد، وعلى الرغم من ذلك كله فهم رافضون لكل أنواع المغريات وطلبات الروس وأسد بالعودة إلى بيوتهم ومحافظاتهم وقراهم. وبقوا صامدين إلى وقت قريب حتى استطاع نخبة من السوريين أبناء بلدهم من السوريين في أمريكا (تحالف المنظمات الأميركية من أجل سورية ACS) فك الحصار عنهم وإدخال المساعدات اليهم.  
أما الذين يعيشون في المخيمات وفي الدول المحيطة فبيوتهم هدمت، أو احتلتها مليشيات الأسد ومليشيات أسد الشبيحة. ثم وجود هؤلاء يخالف نظرية التجانس التي يتغنى بها القائد الأهوج  بشار الأسد. وحتماً الروس أذكى من أن يعتقدوا أن من لجؤوا إلى أوروبا سوف يعودون فعلاً إلى سورية ويتركون حياتهم الآمنة المستقرة وهم يرون القهر الذي يعانيه المواطن السوري داخل سورية، حتى مؤيدو نظام الأسد والمدافعون عنه لن يتركوا أمانهم ليعودوا إلى حيث الفلتان الأمني والفوضى وانعدام شروط الحياة الإنسانية، فما بالك بمعارضيه المطلوبين لمعظم الفروع الأمنية، أو الهاربين من الجيش من الرافضين الخضوع لقانون الحرب الذي يجعل منهم قتلة أو مقتولين، والكثير من المؤيدين حصراً قالوا: لقد بصقنا على تراب سوريا قبل أن نغادرها.


بشار أسد يرى نفسه هو فوق الوطن لذا فإن كل من يعود يجب أن يكون تحت سقف حذاء بشار وشبيحته وأفرعه الأمنية ويجب أن يخضع لحجر أمني  للوقاية من التعامل مع العدو الأجنبي ومكان الحجر فرع المنطقة وفرع فلسطين والجوية وأقبية الأجهزة الأمنية بنوعيها العسكرية والمدنية، أما مدة الحجر فمن الممكن أن تطول من عشر سنوات إلى خمسة عشر عاماً أو الخروج ميتاً وإبلاغ عائلته باستلام أغراضه الشخصية. 
أما مسألة اللاجئين فإن بشار أسد ينظر لها على أنها إنسانية فقط للذين يفيدونه من رجال الأعمال ويخاطبهم بالعودة إلى ديارهم، واعداً إياهم بحياة هانئة ورغيدة، وبنية تحتية تضاهي دولاً أوروبية كسويسرا والسويد إذ يمتلك سوري الداخل حالياً بطاقة ذكية تمكّنه من الحصول على أسطوانة غاز وبعض وقود التدفئة، كما يمكن للسوري أن يحصل على ربطة خبز كل أسبوع، وبالشكر تدوم النعم من الغاز والمازوت والبنزين وغيرهما.

وسيكون باستقبال اللاجئين مدير المخابز ومدير شركة الغاز والوزير والمحافظ كي يسلمهم البطاقة الذكية.

التهجير جزء من التسويات!

إن ما حصل في التسوية الخامسة بدرعا كان من أحد شروطها بأن من لم يقبل بالتسوية ستساعده الدولة على استخراج جواز سفر ويغادر البلاد.

لذا فإن كلمة حضن الوطن هي غياهب السجون والاغتيال وزرع اليأس والخوف في نفوس السوريين العائدين كي يتركوا بلادهم ويتنازلوا عنها ويبيعوها للمستوطن الإيراني والأفغاني واللبناني والعراقي والباكستاني، هل سيتم إعادة الملايين من المهجرين قسراً من بيوتهم من أوروبا ولبنان وتركيا والأردن من أجل مبالغ طائلة وهائلة من أموال الأعمار.

 بعد تشكيل مؤسسة البحث عن مصير المعتقلين والمغيّبين في غياهب سجون الأسد والتي عارضها العرب باستثناء قطر والكويت، والتي رفضها نظام أسد ،هل سيتم البحث بشأن مئات آلاف المعتقلين في سجون ألأسد والمختفين منذ سنوات وطويلة، وهل تم الكشف عن المقابر الجماعية التي دُفن فيها آلاف المقتولين تحت والتعذيب والذين تم إعدامهم في السجون من دون أن تسلم جثثهم إلى عائلاتهم، ما هي الضمانات التي وضعت لكيلا يتم التنكيل بمن يرغب بالعودة، كما حدث مع عشرات العائدين ممن فُقدت أخبارهم إثر عودتهم.
على كل حال إدعاءات بشار وتعهداته للجامعة العربية ما هي إلا مسرحية من المسرحيات الهزلية التي تحدُث في سورية وتشبه مسرحيات المندسين والتفجيرات وهجومات داعش على الفرقة 17 دبابات التابعة لنظام أسد واحتلالها خلال 48 ساعة، ومسرحية داعش في مخيم اليرموك والقدم وسكة القطارات التي لا تبعد خمسة كيلومترات عن القصر الجمهوري، ونقل الدواعش من حدود لبنان من القاع والقلمون بباصات مكيفة تحت إشراف حزب الله ونظام أسد.

 وأي دعوة قادمة أو مطالبة سيكون مصيره مثل ما سبقه من أكاذيب عن عودة اللاجئين وهناك عشرات من السوريين الذين كانوا عالقين على الحدود بين سورية ولبنان، لأنهم لا يملكون مئة دولار، المبلغ الذي فرضه النظام على كل سوري يريد الدخول إلى سورية، وأكد وقتها مدير الهجرة في سابقةٍ لم تحدث في التاريخ بأن عليهم أن يتدبروا الأمر مع أقاربهم، وهناك آلاف في الداخل السوري يحلمون بالخروج من سورية الأسد. والمشكلة تبقى التي ترهق كاهل بشار إذا فتحت الحدود أن يغادر من مؤيديه قبل معارضيه إلى خارج البلاد وتظهر سوأته.

التعليقات (2)

    محب بلاد الشام

    ·منذ 9 أشهر أسبوعين
    إيران وإسرائيل وأمريكا وروسيا والنظام العلوي لن يسمحوا للمسلمين السنة بالعودة إلى سوريا. والله على اكتب شهيد.

    آرام

    ·منذ 9 أشهر أسبوعين
    كما العادة …مقال راااائع لسيادة العميد عبد الله الأسعد…وانا دائماً متابع لك و في تشوق لقراءة المزيد …
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات