سورية الأسد بلد العجائب

سورية الأسد بلد العجائب

لطالما سمعنا أو قرأنا عن عجائب الدنيا السبع، ولطالما وقفنا مشدوهين أمامها؛ نظراً لعظمتها وعظمة مبدعيها في زمن غابر لم يكن فيه ما في عصرنا من تقدم علمي باهر غزا من خلاله إنسان هذا العصر حتى الفضاء.

لكننا نحن - السوريين - في سورية الأسد، يمكننا القول بفم ملآن إننا ننتمي إلى بلد العجائب.

فأيُّ بلد مثل سوريا العظيمة هذه تملك من الثروات ما يفوق الخيال والتصديق، وأغلب شعبها يعيش تحت خط الفقر منذ خمسين سنة، أي منذ اعتلاء عائلة الأسد سدة الحكم؟! أليس هذا من العجائب؟!

ثمّ أيُّ بلد مثل سوريا العظيمة تملك حركة تصحيحية فجّرها وقادها رجلٌ ليس كالرجال، بل هو سيدهم، وهو بشحمه ولحمه إحدى هذه العجائب وأعظمها، إلى درجة صرنا نحن - السوريين - نستغرب من بلاد تعيش حياتها بشكل طبيعي، بل وبمستوى مرفّه فائق جداً، وهم ليس عندهم حركة تصحيحية ولا قائد فذ يشبه بالحد الأدنى قائدنا الخالد؟! أليس هذا من العجائب؟!

وأيُّ بلد مثل سوريا العظيمة تملك أجهزة استخبارت، كل واحد منها هو دولة وحده، ولا سلطة لغيره عليه، والعكس صحيح، حتى قيل إن لكل مواطن سوري فيشاً خاصاً به منذ ولادته وحتى مماته، فيه كل حركاته وسكناته، وماذا يحب وماذا يكره، وهل هو مع أم ضد، أو بين بين، أي بحاله ليس له أي توجّه سوى البحث عن لقمة الخبز يسد بها جوعه وجوع عياله؟! أليس هذا من العجائب؟!

ثم أيُّ بلدٍ مثل سوريا العظيمة، نظامها جمهوري، يقوم رئيسها قبل رحيله عن هذه الدنيا الفانية بتوريث الحكم لابنه، حتى أُطلق عليها اسم الجمهورية الملكية، أيّ التي جمعت بين النظام الجمهوري والملكي بخلطة عجيبة تستعصي على الفهم؟! أليس هذا من العجائب؟!

وأيّ بلدٍ مثل سوريا العظيمة، يملك قيادة حكيمة، بحيث إنها من شدة وقوة حكمتها وحنكتها دمّرت البلاد والعباد، وأعادت البلاد إلى ما قبل مئة عام، وسلّمته لضباع العالم ينهشون بلحم شعبه وينهبون ثرواته، مقابل أن تبقى هذه القيادة الحكيمة متربّعة على كرسي الحكم، ولو من دون سلطة حقيقية سوى على رقاب الناس الذين تجرّؤوا وقالوا "لا" لمرة واحدة؟! أليس هذا من العجائب؟!

عجائب كثيرة لا تعدّ ولا تحصى في بلد العجائب، هذا الذي سمّوه سوريا الأسد، وآخر هذه العجائب حصول ابن رئيس النظام حافظ بشار الأسد على درجة الماجستير بالرياضيات من جامعة روسية، وهو لم يتجاوز في عمره العشرين إلا بسنة أو سنتين، وهو نفسه الذي حصل على ترتيب 528 من أصل 615 متسابقاً على مستوى العالم في مسابقة عالمية للرياضيات، فهل الذين حصلوا على المراتب الأولى في هذه المسابقة يمكنهم الحصول على شهادات الماجستير والدكتوراه في سن العاشرة مثلاً؟! أليس هذا من العجائب؟! 

ثمّ أليس من العجائب أن يمتلك الشعب السوري مثل هذه القيادة العبقرية الحكيمة، ثم يتمرّد عليها، ويريد إسقاطها، أقسم إنه البطر بذاته؛ لأننا شعبٌ ناكرٌ للجميل، فهذه القيادة نعمة من نعم الله علينا، ولأننا ناكرون للمعروف، لم نعرف قيمتها ومكانتها المقدّسة، فثرنا عليها نبغي رحيلها، دمّرنا البلد تدميراً، فأيّ شعبٍ جاحدٍ للنعمة نحن؟!

أعوذ بالله من هذه الحمرنة التي نتمتع بها، فاتقوا الله في أنفسكم وفي قيادتكم الحكيمة وأبنائها العباقرة يا معشر الحمير في بلد العجائب.  

التعليقات (1)

    أبو العبد المقدادي

    ·منذ 9 أشهر أسبوعين
    قيل عن الهالك ملك ملوك إفريقيا (!) أنه اخترع نظام الجماهيرية التي لها كتاب أسماه الأخضر ، لكن سوريا أعجب من ذلك فلقد اخترع لها القائد الخالد (!) نظاماً الجملوكية (هجين بين حمهورية و ملكية) و قام بتوريث ابن زوجنه أنيسة منصب رئاستها مع أنه لا يفقه شيئاً في مضمارها . قام الكثيرون من أهل سوريا بتسمية الوريث القاصر بالزرافة ، لكنه كان يحب تسمية إما شهرزاد أو لونا له أي البطة. لو كان هنالك مخلوق هجين من حيواني (زرافة + بطة) فسينتج حيوان يُسمى (زرطة) . فخامة الرئيس زرطة قام بإحدى أتعس عجائب الدنيا حين دعا خنازير و ضباع الأرض لحفلة تدمير و ذبح سوريا ، ثم إن المدعوين أنهوا عملهم قبل 4 سنوات تقريباً و جرى إعلان نصر الزرطة على المؤامرة الكونية . العجيب أن المدعوين لم يغادروا أمكنة الحفلة ، و أن المقيمين في الأمكنة هذه يعيشون ألعن ظروف العيش و لا يتنعمون بثمرات النصر المبين . لو أتيح المجال للمقيمين ، لغادروا و لتركوا الزرطة رئيساً على لا شيء !!
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات