اتهامات واسعة لطهران بعد حرق بيوت أثرية بساروجا وحفيدة أمير الحج: مجرمو الحرب مسحوا تراثنا

اتهامات واسعة لطهران بعد حرق بيوت أثرية بساروجا وحفيدة أمير الحج: مجرمو الحرب مسحوا تراثنا

أثار الحريق الكبير الذي نشب في حي ساروجة القديم وسط العاصمة دمشق، جدلاً كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعي، اتهم خلالها الكثير من الأهالي والناشطين حكومة ميليشيا أسد بتعمد القضاء على الإرث العربي العريق والمخطوطات التاريخية منذ أيام العثمانيين والتي كانت موجودة في أحد القصور
التاريخية وأتت عليها النيران بأكملها.

وفي تغريدة لها نقلت "رنا قباني" إحدى قريبات المتضررين عن ابنة أختها الدكتورة (ليلى اليوسف) الحفيدة الصغيرة لأمير المحمل الشامي "عبد الرحمن باشا اليوسف" الذي حُرق قصره الفريد من نوعه أمس في سوق ساروجة قولها: "لم يتركوا من تراثنا إلا الرماد، لأنه لو فعلوا، لبان الفرق بيننا و بينهم، فهم ليسوا إلا تجار مخدرات وعكاريت وقطاع طرق ومجرمو حرب".

ولفتت "قباني" في تغريدة ثانية إلى أن أمس حُرق أهم قصر في سوق ساروجة وهو بيت أمير الحج (اليوسف) إضافة إلى عدة بيوت في المنطقة التي كانت تُدعى بـ"إسطنبول الصغيرة" لفخامة بيوتها والأهمية السياسية لعائلاتها في الشام أيام الدولة العثمانية.

وأشارت إلى أنه حُرق أيضاً تاريخ دمشق الموثّق بمئات آلاف الوثائق المحفوظة منذ قرون، حيث إن نقمة احتلال مافيا الأسد الشريرة والمخرّبة لم تكلّ ولم تملّ ولا للحظة منذ أن جاء حافظ الأسد إلى الحكم وتمكّن من السلطة عام 1970  لكي يحرق الأخضر واليابس.

وبالمثل اتهم المعارض "يحيى العريضي" ميليشيا طهران بافتعال الحريق بعد رفض الأهالي بيع بيوتهم لها قائلاً: "بعد قرون، يأتي رد ملالي فارس على (عمر بن الخطاب) بحرق أي بيت أثري أو قديم في دمشق لا يستطيعون وضع اليد عليه، والدفع باتجاه حرق محاصيل السوريين لجعل سوريا معتمدة عليهم بالغذاء، وحرق غابات الساحل لإعدام حتى بيئة المنطقة وتغييرها ديموغرافيا، وآخرها بالأمس يحرقون سوق ساروجة القديم للاستيلاء على المنطقة بعد تمنّع أصحابها عن البيع، ليت بيننا وبينكم ومَن جلبكم ألف جبل من نار".

أما الصحفي "صبحي الحديدي" فأكد أنه لم تعد بريئة سلسلة الحرائق التي تكاثرت في مناطق تاريخية وروحية عريقة وفريدة من دمشق القديمة، حول الجامع الأموي والآثار المملوكية والأيوبية وسوق ساروجة، مشيراً إلى أنه لا حاجة لنسج نظرية مؤامرة، في ضوء معطيات صلبة عن مطامع إيرانية في هذه الأرجاء العابقة بأنفاس الشام الأعتق والأثمن.

في حين أردف آخر أنه هكذا فعلت أيادي العصابات الإيرانية والعلوية في عاصمة الأمويين دمشق، مضيفاً أن هذه البيوت الدمشقية تاريخية أثرية موجودة منذ نحو 800 سنة حيث كانت بيوتاً لأمراء ووزراء وقضاة الزنكيين والأيوبيين والمماليك والعثمانيين، قبل أن تأكلها النار وتحيلها لرماد معتبراً أن هذا الأمر مجرد رسالة من ميليشيا أسد "إما أن تبيعوا للإيرانيين وإما سنحرق بيوتكم" 

 

خسائر فادحة

الحريق الذي امتد ليطال عشرات البيوت لم تقم تجاهه ميليشيا أسد بأي تصرف حقيقي لمنع وقوع هذه الكارثة مكتفية بذكر عدد سيارات الإطفاء التي انتظرت حتى التهم المنطقة بأكملها، ثم بدأت عملها كما تظهره مقاطع الفيديو والصور المأخوذة من هناك والتي يتبيّن في إحداها عناصر للشبيحة وهم يقفون متفرجين دون أن يقوموا بأي عمل للإنقاذ.

 

وأكد الناشطون أن الأضرار طالت حي ساروجة وحي العقيبة الأثري العريق، حيث احترق(بيت التراث الدمشقي، قصر خالد بيك العظم، مديرية المتاحف "مبنى الوثائق التاريخية"، قصر أمير الحج ووجيه دمشق "عبد الرحمن باشا اليوسف" وحوالي عشرة منازل). 

وكان مسؤولو حكومة ميليشيا أسد زعموا أن الوثائق التاريخية في مركز الوثائق لم تحترق لأنه جرى نقلها إلى مكان آخر، الأمر الذي نفاه العديد من الناشطين، مؤكدين أن الأمر ليس من قبيل الصدفة مطلقاً بل هو جزء من تغيير هوية وإخفاء لكل الآباء المؤسسين لسوريا وكبار رجالاتها كعبد الرحمن اليوسف الذي يعدّ بيته آية في الجمال والفن والإبداع.

 

حريق ضخم

وكان صباح أمس الأحد وتحديداً الساعة الثالثة فجراً، نشب حريق في حي ساروجا القريب من المرجة، وطال عدداً من المحالّ التجارية، ولحقت الأضرار عدداً كبيراً من المنازل والمحال بسبب تأخر قدوم الدفاع المدني التابع للنظام.

ولم يُعرف سبب الحريق كما لم يُصدر النظام أي بيان حتى اللحظة، وفقاً لما أعلنته وسائل إعلامه، إلا أنه من المتوقع أن يتم نسب الحريق إلى "ماس كهربائي" كما جرت العادة لدى النظام، إلا أن أصابع الاتهام أشارت بوضوح إلى وقوف إيران وراء الحريق نظراً لجهودها المستمرة منذ 2011 للتمدد في المنطقة، ويحاول نظام الملالي الضغط على أصحاب المحال التجارية في دمشق القديمة لبيع محالهم بهدف الاستيلاء على قلب دمشق الحيوي.

وأكد أحد سكان الحي لأورينت نت أن سيارات الإطفاء تأخرت أكثر من ساعة ونصف حتى وصلت إلى المكان، حيث طالت النار منزلاً يعدّ تحفة أثرية فريدة كانت تعود ملكيته لعبد الرحمن باشا اليوسف أمير الحج الشامي، وهو اليوم مدرَج على خارطة المواقع الأثرية لوزارة الثقافة.

 

وعبد الرحمن باشا اليوسف، ولد في حي ساروجة 1871، وهو أمير مَحمل الحج الشامي وعضو مجلس الأعيان في الدولة العثمانية ونائب دمشق في مجلس المبعوثين، عُين رئيساً لمجلس الشورى في نهاية عهد الملك فيصل الأول وخلال الأسابيع الأولى من الانتداب الفرنسي في سوريا، قُتل مع رئيس الحكومة السورية علاء الدين الدروبي في قرية خربة غزالة في سهل حوران يوم 21 آب 1920.

 

 

التعليقات (7)

    اليسر

    ·منذ 9 أشهر 3 أسابيع
    هذه تبعية أفعال إيران الباطنية من يرفض البيع بأقل مبلغ أو يخرج قسريا يفعل به هذا بغض النظر عن سبب الحرق المرفق للبيت أعلاه. لكن لي صديق من سكان العمارة في القريبة من سوق الحميدية والتي تعتبر من حرم دمشق القديمة وفي بداية الثورة طلب منه النظام بالخروج من البيت بحجة الترميم لأنه معروف اي بيت عربي دمشقي قديم تابع للاثار ولا يسمح لصاحبه بعمل اي شيء قبل الموافقة وبعد خروجه ووضعهم بشقة مؤقتة قيمتها لا تتجاوز ٢٠٠ ليرة آنذاك شعرصديقي انهم تاخروا التسليم وبعد متابعة بسبب التأخر عن موعد العودة تمت الصدمة أن البيت أصبح للنظام مقابل الشقة عدا عن بيت اصغر منه بكثير بنفس المنطقة استطاع الرجل بطرق الرشوة لبيعه بمبلغ زهيد كي لا يستولي عليه النظام أيضا

    محسن دياب عساف

    ·منذ 9 أشهر 3 أسابيع
    الاموي راح يرجع كنيسة مثل ما كان يا بينهد و تذكروا شو حكينا و الاوامر صدرت من القصر الجمهوري و لا حدا يكبر راسه مع المورانة بعد اليوم اللي ما بيعرفنا بيسأل شو عملنا بالقصير و االحصن و اذا فيكن زلمة خلينا نشوفه لنعلق راسه بدوار السيد الرئيس بجرمانا

    رياض الهريسي

    ·منذ 9 أشهر 3 أسابيع
    و دخيلكن بلا التراث التركي بالشام هي نحن شوام بتركيا ببورصا كرهنا العثماني عدو جدك ما بيودك عقبال ما ينمحى اثر العثماني من سوريا و لا نسيتو طعم الخازوق التركي نحن اردوغان محتجز حريتنا و فارض علينا قوانين حمورابي بتركيا و علما ان اوربا و كندا و امريكا و أستراليا بدها تساعد بسفرنا هو ما بيزكي الا العرب التركمان للهجرة النظامية من تركيا نحن رهائن بتركيا

    الاحتلال العلوي

    ·منذ 9 أشهر 3 أسابيع
    للاسف الكثير من اهل دمشق الانانيين كان شعارهم دائما مادخلنا وحولينا وماعلينا ولكن اليوم وصل البل لذقنهم ... الكل يعرف ان بشار فارسي مجوسي وينفذ مخطط ايران بدقة لتهجير السوريين واهل سوريا حصرا ودمشق خاصة وتوطين الفرس والمجوس والعلوين والشيعة والمتعة والزنا واللواط واتباع اللطم والسواد والاجرام عديمي الاخلاق والضمير والتاريخ ... متى يستقظ اهالي دمشق وتجار وشيوخ دمشق خاصة ويقولوا لا للمجرم بشار وحاشيته قف هذا ارضنا وارض اجدادنا ؟؟ العلوين يفعلون بدمشق كما فعل الاسرائيلين ب فلسطين حين بدا باحتلالها واليوم يتم اعادة نفس السيناريو ب سوريا استيقظوا قبل فوات الاوان

    الهريسي الجاهل

    ·منذ 9 أشهر 3 أسابيع
    بكل غباء تتكلم عن أمنياتك بزوال الوثائق العائدة للعهد العثماني بالشام؟ يا عبقري زمانك هذه الوثائق أصلاً عن الشام وأهلها وآثارها، وليست عن العثمانيين، وفقط سميت عثمانية لأنها تعود تاريخياً إلى فترة حكم بني عثمان!! إذا حريتك محتجزة ببورصة تفضل اطلع ما حدا كامشك يعني. فعلاً أنت من النوع اللي بيقعد بحضن البني آدم وبينتف بدقنه. مو عاجبكم العجب، ومفكرين الدول مسؤولة عن رفاهيتكم. إذا مو عاجبتك تركيا يلا ارحل وعالسرييييع

    دمشق عاصمة الامويين

    ·منذ 9 أشهر 3 أسابيع
    الى المجرم الشبيح محسن دياب عساف ساقول لك كلمتين اذا كنت رجال ابن رجال اكتب اسمك الحقيقي والاموي باقي غصب عنك وعن اسيادك الانجاس الى يوم الدين .. شاء من شاء وابى من ابى وانت كلك مابتسوى نص فرنك وسيدك راح على السعودية يبوس الصرامي كرمال يعترفوا فيه لانو خسيس وماحدا عبروا من 12 سنة لذلك لاتكبر راس لانو اختصاصنا تكسير الروس الكبيرة

    محسن موسى عساف

    ·منذ 9 أشهر أسبوعين
    يا حبيبنا دفنناكن بالقصير و الرستن و قلعة الحصن احياء اسال عن محسن رفقاتكن ثوار الحقل يعني بدك تقول قتلنا مليون و شي منكن و هجرنا شي ١٠ و حرقنا و فعلنا و تركننا محسن موسى عساف معروف من قبل مختار جرمانا بدمشق الاسد و بالحواش من قبل كل سكان قلعة الحصن اللي ما بيعرفوا وين فطايسن بس بيقولوك محسن بيعرف و بشار راح استطلاع و قريبا مكة تتبع لجمهورية ايران شغلة عشر سنين و احبيب
7

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات