أثار الحريق الكبير الذي نشب في حي ساروجة القديم وسط العاصمة دمشق، جدلاً كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعي، اتهم خلالها الكثير من الأهالي والناشطين حكومة ميليشيا أسد بتعمد القضاء على الإرث العربي العريق والمخطوطات التاريخية منذ أيام العثمانيين والتي كانت موجودة في أحد القصور
التاريخية وأتت عليها النيران بأكملها.
وفي تغريدة لها نقلت "رنا قباني" إحدى قريبات المتضررين عن ابنة أختها الدكتورة (ليلى اليوسف) الحفيدة الصغيرة لأمير المحمل الشامي "عبد الرحمن باشا اليوسف" الذي حُرق قصره الفريد من نوعه أمس في سوق ساروجة قولها: "لم يتركوا من تراثنا إلا الرماد، لأنه لو فعلوا، لبان الفرق بيننا و بينهم، فهم ليسوا إلا تجار مخدرات وعكاريت وقطاع طرق ومجرمو حرب".
ولفتت "قباني" في تغريدة ثانية إلى أن أمس حُرق أهم قصر في سوق ساروجة وهو بيت أمير الحج (اليوسف) إضافة إلى عدة بيوت في المنطقة التي كانت تُدعى بـ"إسطنبول الصغيرة" لفخامة بيوتها والأهمية السياسية لعائلاتها في الشام أيام الدولة العثمانية.
وأشارت إلى أنه حُرق أيضاً تاريخ دمشق الموثّق بمئات آلاف الوثائق المحفوظة منذ قرون، حيث إن نقمة احتلال مافيا الأسد الشريرة والمخرّبة لم تكلّ ولم تملّ ولا للحظة منذ أن جاء حافظ الأسد إلى الحكم وتمكّن من السلطة عام 1970 لكي يحرق الأخضر واليابس.
ابنة اختي الدكتورة #ليلى_اليوسف، الحفيدة الصغيرة ل #عبد_الرحمن_باشا_اليوسف، الذي حرق قصره الفريد من نوعه ليلة البارحة في #سوق_ساروجة في #دمشق.
— Rana Kabbani (@RanaKabbani54) July 16, 2023
لم يتركوا من تراثنا الا الرماد، لأن لو فعلوا، لبان الفرق بيننا و بينهم.
فهم ليسوا الا تجار مخدرات و عكاريت و قطاع طرق و مجرمي حرب.#سوريا pic.twitter.com/yr6mBARY6V
حُرق تاريخ #دمشق الموّثق بمئات آلاف الوثائق المحفوظة منذ قرون في #سوق_ساروحة البارح.
— Rana Kabbani (@RanaKabbani54) July 16, 2023
نقمة احتلال مافيا #الاسد الشريرة و المخربة لم تكنّ و لم تملّ و لا للحظة منذ ان جاء #حافظ_الاسد الى وزارة الدفاع عام ١٩٦٣ - اي منذ ٥٠ سنة!
تمكّن من السلطة عام ١٩٧٠، لكي يحرق الاخضر و اليابس.
حُرق اهم قصر في #سوق_ساروجة البارحة, و هو بيت #اليوسف (الصورة لسقف من سقوف قاعاته). ابنة اختي ليلى حفيدة صغيرة ل #عبد_الرحمن_اليوسف، امير #الحج و #باشا من اكابر مدينتنا.
— Rana Kabbani (@RanaKabbani54) July 16, 2023
كانت تُدعى هذه المنطقة '#اسطنبول الصغيرة' لفخامة بيوتها و الاهمية السياسية لعائلاتها في #الشام #العثمانية. pic.twitter.com/stJqNn7rAu
وبالمثل اتهم المعارض "يحيى العريضي" ميليشيا طهران بافتعال الحريق بعد رفض الأهالي بيع بيوتهم لها قائلاً: "بعد قرون، يأتي رد ملالي فارس على (عمر بن الخطاب) بحرق أي بيت أثري أو قديم في دمشق لا يستطيعون وضع اليد عليه، والدفع باتجاه حرق محاصيل السوريين لجعل سوريا معتمدة عليهم بالغذاء، وحرق غابات الساحل لإعدام حتى بيئة المنطقة وتغييرها ديموغرافيا، وآخرها بالأمس يحرقون سوق ساروجة القديم للاستيلاء على المنطقة بعد تمنّع أصحابها عن البيع، ليت بيننا وبينكم ومَن جلبكم ألف جبل من نار".
قال الصحابي عمر بن الخطاب يوماً:
— يحيى العريضي (@yahya_alaridi) July 16, 2023
"ليت بيني وبين فارس جبل من نار".
و بعد قرون، ياتي رد ملالي فارس عليه بحرق أي بيت أثري أو قديم في دمشق لا يستطيعون وضع اليد عليه، والدفع باتجاه حرق محاصيل السوريين لجعل سوريا معتمدة عليهم بالغذاء، وحرق غابات الساحل لإعدام حتى بيئة المنطقة وتغييرها…
أما الصحفي "صبحي الحديدي" فأكد أنه لم تعد بريئة سلسلة الحرائق التي تكاثرت في مناطق تاريخية وروحية عريقة وفريدة من دمشق القديمة، حول الجامع الأموي والآثار المملوكية والأيوبية وسوق ساروجة، مشيراً إلى أنه لا حاجة لنسج نظرية مؤامرة، في ضوء معطيات صلبة عن مطامع إيرانية في هذه الأرجاء العابقة بأنفاس الشام الأعتق والأثمن.
في حين أردف آخر أنه هكذا فعلت أيادي العصابات الإيرانية والعلوية في عاصمة الأمويين دمشق، مضيفاً أن هذه البيوت الدمشقية تاريخية أثرية موجودة منذ نحو 800 سنة حيث كانت بيوتاً لأمراء ووزراء وقضاة الزنكيين والأيوبيين والمماليك والعثمانيين، قبل أن تأكلها النار وتحيلها لرماد معتبراً أن هذا الأمر مجرد رسالة من ميليشيا أسد "إما أن تبيعوا للإيرانيين وإما سنحرق بيوتكم"
لم تعد بريئة سلسلة الحرائق التي تكاثرت في مناطق تاريخية وروحية عريقة وفريدة من #دمشق القديمة، حول #الجامع_الأموي والآثار المملوكية والأيوبية و #سوق_ساروجة. لا حاجة لنسج نظرية مؤامرة، في ضوء معطيات صلبة عن مطامع إيرانية في هذه الأرجاء، العابقة بأنفاس #الشام الأعتق والأثمن #Syria pic.twitter.com/5iHlng6Vid
— Subhi Hadidi (@SubhiHadidi) July 16, 2023
هكذا فعلت أيادي العصابات الإيرانية والعلوية.. في عاصمة الأمويين دمشق اليوم..
— Bassem (@bassamaloulou1) July 16, 2023
هذه بيوت دمشقية تاريخية أثرية عريقة. عمرها 800 سنة كانت بيوت أمراء ووزراء وقضاة الزنكيين والأيوبيين والمماليك و العثمانيين https://t.co/ed9wYxR2OY
خسائر فادحة
الحريق الذي امتد ليطال عشرات البيوت لم تقم تجاهه ميليشيا أسد بأي تصرف حقيقي لمنع وقوع هذه الكارثة مكتفية بذكر عدد سيارات الإطفاء التي انتظرت حتى التهم المنطقة بأكملها، ثم بدأت عملها كما تظهره مقاطع الفيديو والصور المأخوذة من هناك والتي يتبيّن في إحداها عناصر للشبيحة وهم يقفون متفرجين دون أن يقوموا بأي عمل للإنقاذ.
وأكد الناشطون أن الأضرار طالت حي ساروجة وحي العقيبة الأثري العريق، حيث احترق(بيت التراث الدمشقي، قصر خالد بيك العظم، مديرية المتاحف "مبنى الوثائق التاريخية"، قصر أمير الحج ووجيه دمشق "عبد الرحمن باشا اليوسف" وحوالي عشرة منازل).
وكان مسؤولو حكومة ميليشيا أسد زعموا أن الوثائق التاريخية في مركز الوثائق لم تحترق لأنه جرى نقلها إلى مكان آخر، الأمر الذي نفاه العديد من الناشطين، مؤكدين أن الأمر ليس من قبيل الصدفة مطلقاً بل هو جزء من تغيير هوية وإخفاء لكل الآباء المؤسسين لسوريا وكبار رجالاتها كعبد الرحمن اليوسف الذي يعدّ بيته آية في الجمال والفن والإبداع.
خبر مؤلم يدمي القلب استيقظت عليه دمشق ، حريق هائل السبت ليلاً في شارع الثورة امتد ليطال منازل عديدة تم إخلاؤها من السكان وتابع امتداده ليطال ساروجة حي العقيبة الأثري الدمشقي العريق ، و حضرت ٢١ سيارة إطفاء لإخماده .
— Ayman Abdel Nour (@aabnour) July 16, 2023
والنتيجة احتراق:
بيت التراث الدمشقي
قصر خالد بيك العظم… pic.twitter.com/TBFfAuV1rZ
حريق ضخم
وكان صباح أمس الأحد وتحديداً الساعة الثالثة فجراً، نشب حريق في حي ساروجا القريب من المرجة، وطال عدداً من المحالّ التجارية، ولحقت الأضرار عدداً كبيراً من المنازل والمحال بسبب تأخر قدوم الدفاع المدني التابع للنظام.
ولم يُعرف سبب الحريق كما لم يُصدر النظام أي بيان حتى اللحظة، وفقاً لما أعلنته وسائل إعلامه، إلا أنه من المتوقع أن يتم نسب الحريق إلى "ماس كهربائي" كما جرت العادة لدى النظام، إلا أن أصابع الاتهام أشارت بوضوح إلى وقوف إيران وراء الحريق نظراً لجهودها المستمرة منذ 2011 للتمدد في المنطقة، ويحاول نظام الملالي الضغط على أصحاب المحال التجارية في دمشق القديمة لبيع محالهم بهدف الاستيلاء على قلب دمشق الحيوي.
وأكد أحد سكان الحي لأورينت نت أن سيارات الإطفاء تأخرت أكثر من ساعة ونصف حتى وصلت إلى المكان، حيث طالت النار منزلاً يعدّ تحفة أثرية فريدة كانت تعود ملكيته لعبد الرحمن باشا اليوسف أمير الحج الشامي، وهو اليوم مدرَج على خارطة المواقع الأثرية لوزارة الثقافة.
وعبد الرحمن باشا اليوسف، ولد في حي ساروجة 1871، وهو أمير مَحمل الحج الشامي وعضو مجلس الأعيان في الدولة العثمانية ونائب دمشق في مجلس المبعوثين، عُين رئيساً لمجلس الشورى في نهاية عهد الملك فيصل الأول وخلال الأسابيع الأولى من الانتداب الفرنسي في سوريا، قُتل مع رئيس الحكومة السورية علاء الدين الدروبي في قرية خربة غزالة في سهل حوران يوم 21 آب 1920.
لا معلومات حول إصابات بشرية.. حريق ضخم في شارع الثورة وسط #دمشق بدأ من أحد المنازل العربية في حي العمارة وتشير الأنباء إلى وصوله لحي ساروجة#أورينت pic.twitter.com/WzHdCW0zrl
— Orient أورينت (@OrientNews) July 16, 2023
التعليقات (7)