أمريكا تدفع بأحدث طائراتها بعد استفزاز روسي كاد يقتل 4 من طياريها فوق سوريا

في تصعيد جديد بين الطرفين، أعلن البنتاغون نشر طائرات متطورة من طراز "35 F" في منطقة الشرق الأوسط تزامناً مع تعمد طائرة روسية مضايقة أخرى أمريكية في شمال شرق سوريا، الأمر الذي عرّض حياة أفراد الطاقم للخطر. 

وقالت صحيفة بوليتكيو الأمريكية إن طائرة مقاتلة روسية حلقت بالقرب من طائرة استطلاع أمريكية فوق سوريا، ما أجبرها على المرور في حالة اضطراب، وعرض حياة أفراد الطاقم الأربعة الأمريكيين للخطر.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إن الحادث الذي وقع قبل ظهر يوم الأحد بقليل بتوقيت شرق الولايات المتحدة، كان تصعيداً كبيراً في سلسلة من المواجهات بين الطائرات الأمريكية والروسية في سوريا في الأسابيع الأخيرة. 
 
وقال المسؤولون إن اعتراض الطائرة الروسية SU-35 أعاق قدرة الطاقم الأمريكي على تشغيل طائرة MC-12 بأمان، واصفين ما جرى بأنه مستوى جديد من السلوك غير الآمن من شأنه أن يؤدي إلى تصادم أو خسارة في الأرواح.

وبحسب المصدر، فإن الطائرة الأمريكية ذات المحركين تستخدم بشكل روتيني من قبل قوات العمليات الخاصة، وقد كانت تقوم بالمراقبة لدعم العمليات ضد تنظيم داعش في سوريا.

البنتاغون يدفع بطائرات 35 F

وبالتوازي مع ذلك، أعلن البنتاغون أمس نشر مقاتلات من الجيل الخامس من طراز F-35 وطائرات F-16 إضافية في منطقة القيادة المركزية الأمريكية.

وصرحت نائبة السكرتير الصحفي للبنتاغون "صابرينا سينغ" للصحفيين بأن وزارة الدفاع تصرح أيضاً بنشر مدمرة صاروخية موجهة إضافية رداً على "عدد مقلق من الأحداث الأخيرة في مضيق هرمز". 

غير أن مسؤولاً دفاعياً أمريكياً كبيراً قال لمجلة القوات الجوية والفضائية إنه يمكن استخدام طائرات F-35 فوق الخليج ومضيق هرمز إذا أصبح المجال الجوي محل نزاع، كما يمكن استخدامه فوق سوريا إذا شكلت روسيا تهديداً أكبر.

في الأسابيع الأخيرة، ضايقت الطائرات المقاتلة الروسية مراراً وتكراراً طائرات أمريكية بدون طيار من طراز MQ-9 ، لكن الحادث الأخير أثار مخاوف لأنه عرض حياة الأمريكيين للخطر.

والسبت الماضي، صرّح مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية أن الولايات المتحدة تدرس عدداً من الخيارات العسكرية لمواجهة العدوان الروسي المتزايد في سماء سوريا، بحسب ما نقلت وكالة "أسوشيتد برس".

ورفض الإفصاح عن الخيارات بالتفصيل لكنه قال إن الولايات المتحدة لن تتنازل عن أي منطقة وستواصل الطيران في الجزء الغربي من سوريا في مهام ضد تنظيم داعش.

وأوضح المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن النشاط العسكري الروسي، الذي تصاعدت وتيرته وعدوانه منذ آذار/ مارس الماضي، ينبع من تنامي التعاون والتنسيق بين موسكو وطهران وحكومة ميليشيا أسد لمحاولة الضغط على الولايات المتحدة لمغادرة سوريا.

وكان البنتاغون قد أعلن الشهر الماضي نشر سرب مقاتلات من طراز F-22 Raptors رداً على استفزازات القوات الروسية وهددها علناً بالقوة الساحقة، وذلك في خطوة لافتة ضد روسيا عقب إصابة أكثر من 20 جندياً أمريكياً في سوريا.