بعد استملاك المطارات.. بشار أسد يضع يده على "الطيران السورية" 20 عاماً

بعد استملاك المطارات.. بشار أسد يضع يده على "الطيران السورية" 20 عاماً

تواصل ميليشيا أسد رهن ثروات ومقدرات سوريا بعدما استنزفت مواردها لصالح الحرب التي شنتها على السوريين منذ عام 2011، فبعد أن رهنت سابقاً مطار دمشق الدولي لشركة خاصة، تدرس اليوم طرح شركة الخطوط الجوية “السورية للطيران” للاستثمار الخاص بنسبة 100%.

وذكرت صحيفة الوطن الموالية أن مؤسسة الطيران السورية التابعة لوزارة النقل بحكومة ميليشيا أسد طرحت “السورية للطيران” للاستثمار الخاص بنسبة 100% ضمن عقد يعفي ميليشيا أسد من تحمل أي أعباء، ويشترط تحسين كافة الأقسام الجوية والأرضية للشركة وإعادتها للملكية العامة عند انتهاء العقد.

ووفقاً للصحيفة فقد أكد مكتبان استشاريان مستقلان الأول سوري والآخر عربي بعد إعدادهما دراسة جدوى اقتصادية لمقترح الاستثمار إضافة لهيئة تخطيط الدولة أهمية العقد المالية والتنموية بالنسبة لمؤسسة الطيران السورية.

 أرباح لصالح خزينة ميليشيا أسد

وأشارت الدراسات التي أجريت على ميزانية "السورية" إلى أن متوسط ربح هذه الشركة من عام 2000 وحتى 2011 ومن العام 2012 وحتى 2023 كان في أفضل حالاته يعادل 16 مليون دولار سنوياً.

وينص العقد الذي حُددت مدته بـ20 عاماً على تسديد المستثمر قيمة الأرباح السنوية للشركة، بهدف الحفاظ على عائدات خزينة الدولة من أرباحها، إضافة لإلزام المستثمر بتطوير الشركة ورفع عائداتها المالية.

كما ينص على تحصيل أرباح إجمالية لصالح خزينة ميليشيا أسد تبلغ 2.5 مليار دولار أمريكي، بمتوسط سنوي 125 مليون دولار.

ويُلزم العقد المستثمر بالحفاظ على اسم وشعار المؤسسة دون أي تغيير والحفاظ على كافة الموظفين والعاملين فيها وزيادة أجورهم، إضافة للحفاظ على ملكية المؤسسة من أصول وطائرات ومرافق وتجهيزات أخرى.

كما نصّ العقد على شروط لتحسين واقع الشركة كتطوير الكادر الفني من الطيارين ومساعديهم وطواقم الطائرات ومهندسي الطيران وإعادة استقطاب الكوادر الفنية التي تركت العمل في فترات سابقة، إضافة لرفع عدد الطائرات المملوكة من قبل الشركة من ثلاث طائرات إلى 20 طائرة وفق مواصفات معينة بهدف المنافسة مع شركات أخرى..

ويفرض العقد على المستثمر إعادة تجهيز "هنغار" صيانة الطائرات الحالي لیلبي متطلبات صيانة الطائرات وفق المعايير الفنية العالمية، إضافة لإلزام المستثمر ببناء مطبخ جديد للمؤسسة لتقديم إطعام وتموين الطائرات للخطوط السورية وباقي شركات الطيران المشغلة إلى سوريا باستطاعة يومية تزيد على 10.000 وجبة وفق المعايير الدولية.

وأوضحت مؤسسة الطيران السورية أنه يجب على المستثمر تسليم كافة الأصول من طائرات ومعدات ومطبخ ومركز التدريب وهنغار الصيانة عند انتهاء العقد بحالة فنية وخدمية جيدة لا تتطلب إجراء أي إصلاحات.

ورغم محاولة حكومة أسد التكتم على فضيحة رهن مطار دمشق الدولي لشركة خاصة، كانت مصادر متقاطعة قد كشفت هوية تلك الشركة والقائمين عليها وارتباطهم بشكل مباشر ببشار الأسد، ما يعني أن الأخير بات يستثمر لصالحه المرافق العامة الربحية المملوكة للشعب مقابل الفتات. 

ونشر الناشط العلوي الموالي، غسان جديد، عبر حسابه على فيسبوك كتاباً موجهاً من شركة تدعى إيلوما إلى وزير النقل يتضمن تفاصيل الخطة فيما ستحصل الشركة وفقاً للمقترح على 20 بالمئة من الإيرادات الصافية في أول 10 سنوات ترتفع إلى 25 في السنوات العشر التالية.

واجهات لمعاون بشار الأسد

 من جانبه نشر الخبير الاقتصادي الدكتور كرم شعار تفاصيل إضافية عن شركة إيلوما صاحبة الامتياز توضح أنها تأسست عام 2023 أي بعد إعلان وزارة النقل عرضها المطار للاستثمار أواخر العام الماضي.

وتشير بيانات الشركة المنشورة في الجريدة الرسمية أن قيمتها التأسيسية هي 100 مليون ليرة فقط (10 آلاف دولار) ومملوكة لكل من علي محمد ديب ورزان نزار حميرة وراميا حمدان ديب.

لكن وبحسب الشعار فإن الملّاك ما هم إلا واجهات قيمتها صفر إذ إن الشركة تتبع مباشرة لبشار الأسد من خلال مساعده يسار إبراهيم وقريبه علي نجيب إبراهيم.

اللافت أن أسماء كل من رزان نزار حميرة وراميا حمدان ديب تظهر أيضاً في شركة إنفنيتي سكاي لايت التي يديرها علي نجيب إبراهيم والتي حصلت قبل أشهر على امتياز تشغيل محطة دير علي لتوليد الطاقة الكهربائية جنوب العاصمة دمشق. 

وفي بداية شهر تموز الجاري نقلت جريدة البعث عن مصادر "وثيقة" في وزارة النقل أن إحدى شركات القطاع الخاص ستدخل في عمليات استثمار وإدارة وتشغيل المطار بعملياته الجوية والأرضية بحيث تتوزع الحصص بين 51% لمؤسسة الطيران العربية السورية و49% للمستثمر الشريك.

لكن الخبيرة الاقتصادية الموالية رشا سيروب، كشفت ما هو أبعد من ذلك، حيث قالت في منشور على فيسبوك، إن موضوع التشاركية المطروح هو مع مؤسسة الخطوط الجوية السورية (وليس مطار دمشق الدولي)، أي أكبر من قضية استثمار مطار واحد، بل يمتد إلى جميع المطارات السورية كمطار الباسل في اللاذقية، ومطار القامشلي في محافظة الحسكة، ومطار حلب الدولي، إضافة إلى مطار دمشق الدولي. 

وأوضحت أن الخطوط الجوية السورية هي المؤسسة التي تقوم إلى جانب نقل الركاب والبضائع عبر أسطولها الجوي ولها بالأساس حصرية تقديم جميع الخدمات لجميع الطائرات العربية والأجنبية التي تهبط في المطارات المدنية السورية كتموين الطائرات، استقبال الركاب، وصيانة الطائرات، وجميع الخدمات الأرضية، وبالتالي سيتعدّى اتفاق الشراكة مطار دمشق الدولي.

وتوجهت حكومة ميليشيا أسد مؤخراً إلى منح استثمارات في قطاعات متعددة منها النقل والتعليم والطاقة لرجال أعمال متنفذين تحت أسماء شركات محلية وأخرى إيرانية.

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات