عنون الناشط العلوي بشار برهوم بثاً مباشراً له على صفحته في فيسبوك بـ"جمعة النقاط ع الحروف"، وذلك على غرار ما كانت يفعله المعارضون لنظام أسد خلال السنوات الماضية، الأمر الذي أوحى أنه سيزيد من عيار الانتقاد خاصة بعد أن تعالت الأصوات في مناطق ميليشيا أسد خلال الفترة الأخيرة بسبب الجوع وتردي الوضع المعيشي والاقتصادي.
إلا أنه بعد بدء برهوم بالكلام تبين أنه لم يخرج في نقده للأوضاع المتردية بمناطق أسد من عباءة التشبيح لزعيم عصابة المخدرات بشار الأسد، محملاً المسؤولين وحزب البعث مسؤولية ما يحصل في مناطق أسد.
وخرج برهوم في البث بعد زيارة لزعيم عصابة المخدرات بشار الأسد إلى الساحل السوري، والذي شهد الأسبوع الماضي حرائق أتت على مساحات واسعة من الغابات في جبال اللاذقية.
ثلاث رسائل
وقال برهوم إن بشار الأسد وجّه ثلاث رسائل خلال زيارته لطرطوس واللاذقية، الأولى أن من يعرقل شعار "الأمل بالعمل" هي الحكومة، عندما تحدث عن مواصلة العمل في إنشاء محطة كهرباء في بانياس منذ 10 سنوات، وهو الأمر الذي يتحدث عنه أي وزير سابقاً.
والرسالة الثانية أنه قدم إلى المنطقة بدون أن حضور مسؤولين الكبار في الحكومة.
أما الرسالة الثالثة، والتي اعتبرها برهوم الأهم هي أنه بشار الأسد "أعطى الخبز للخباز"، وذلك حين كلّف مدير الزراعة والمحافظة بمسؤولية حماية الغابات بالمنطقة المحروقة منها قبل التي لم تصلها الحرائق.
من المسؤول؟
واتهم برهوم حزب البعث بتعطيل العمل المؤسساتي الذي يريده بشار الأسد، مؤكداً أن الأمين العام المساعد للحزب هلال هلال وجماعته هم من يعطلون آلية الاختيار الصحيحة للمسؤولين من خلال تعيين وزراء وأعضاء مجلس شعب بالرشا والمحسوبيات.
وطلب من بشار الأسد أن يرفع يد البعث عن الدولة والمجتمع، وتشكيل حكومة تكنوقراط يكون رئيسها بشار الأسد نفسه، وبذلك يتم إغلاق النفق الذي يديره هلال وجماعته بين الرئاسة وكل من الحكومة ومجلس الشعب.
وأشار إلى أنه إذا تم تحييد البعث عن قيادة الدولة والمجتمع لن يبقى إلا عدد قليل من المنتسبين له، لافتاً إلى أن هلال يلصق تهمة فساد الحزب بأمناء الفرق الحزبية، رغم الدور الكبير الذي قدّموه من خلال إرسالهم تقارير عن الوضع الأمني في سوريا، كان هلال يغلق عليها في أدراج مكتبه.
كما اتهم الناشط العلوي مسؤولي حزب البعث بسرقة المساعدات التي تم إرسالها إلى سوريا بعد الزلزال.
وذكر أن بشار الأسد قدّم خلال زيارته لللاذقية وطرطوس دليل براءته من أي خطأ صار، ومدّ جسور الثقة بينه وبين الشارع، وختم: "يا حافظ احفظ أبو حافظ".
تبرئة بشار
ويثير حديث برهوم التساؤلات عن سبب خروجه في هذا البث، خاصة بعد انتقاده بوقت سابق للنظام رغم عدم تسميته لبشار الأسد بشكل مباشر.
وقال المعارض السوري فراس سعد لموقع "أورينت نت"، إن برهوم يريد تبرئة بشار الأسد من الكارثة التي تعيشها سوريا ليضعها على عاتق المسؤولين.
واعتبر سعد "المنحدر من الطائفة العلوية" أن كلام برهوم يمكن أن يتم تصنيفه ضمن 3 احتمالات، إما أنه يتحدث تنفيذاً لتوجيهات، أو أنه يهذي ويتوهم، وربما يسخر بشكل جاد، مرجحاً أن يكون برهوم يتحدث حسب الطلب.
وخلال الفترة الماضية، تعالت أصوات الناشطين العلويين بسبب الفقر والجوع، محملين المسؤولية لحكومة بشار الأسد دون انتقاده بشكل مباشر، ويبدو أنهم كانوا يجسّون نبض الشارع بمناطق أسد قبل أن يظهروا بأنهم شبيحة يتخفون بهيئة ناشطين ومنهم بشار برهوم.
التعليقات (10)