عام على غرق قارب طرطوس.. شهادة أحد ذوي الناجين: أخي ورفاقه في صيدنايا

بعد أكثر من عام على حادثة قارب الموت الذي غرق قبالة سواحل طرطوس وأودى بحياة العشرات، كشف شقيق أحد الناجين في معلومات جديدة عن المصير الذي لاقاه أخوه ورفاقه ممن نجوا من الكارثة، مشيراً إلى أن ميليشيا أسد اعتقلت غالبية الناجين واقتادتهم إلى مسالخها البشرية.

وذكر (مصطفى النواف) شقيق (محمد النواف) أحد الناجين من حادثة القارب التي أدت لوفاة نحو 75 شخصاً في حديث لـ أورينت نت، إن "شقيقه محمد خرج من لبنان على متن القارب قاصداً الوصول إلى أوروبا، وبعد غرق القارب تم انتشاله مع بعض رفاقه الذين كانوا يرافقونه في الرحلة من قبل الأهالي، ثم تم نقلهم إلى مشفى طرطوس العسكري.

وأضاف: "بعد ساعات قليلة فقط، داهمت قوة من ميليشيا فرع أمن الدولة المشفى واعتدت على الناجين بطرق بشعة، لقد قامت بشتم وضرب الناجين واتهامهم بالخيانة والتآمر، خاصة أولئك الذين ينحدرون من مدن وبلدات أذاقت نظام أسد الويلات".

أنت خائن

وتابع النواف: "دخل شقيقي محمد مشفى طرطوس العسكري فجر الخامس والعشرين من شهر أيلول المنصرم أي بعد ساعات قليلة على وقوع الكارثة، وهناك مكث نحو 6 ساعات وكان بحالة صحية شبه مستقرة ولا يعاني من أية إصابات، وللعلم كان برفقته بعض أصدقائه الذين خرجوا معه في نفس الرحلة، لقد توفي البعض منهم وتم إنقاذ البعض الآخر.

وأردف: "داهمت دورية من ميليشيا أمن الدولة مشفى طرطوس العسكري في الساعة الحادية عشر صباحاً، واعتقلت شقيقي محمد وجميع من كان معه من أصدقائه، إضافة لآخرين ممن تم إنقاذهم، مشيراً إلى أنه خلال عملية الاعتقال تعرّض الناجون للضرب والتنكيل والاتهام بالخيانة والتآمر وغيرها من التهم التي اعتاد نظام أسد توجيهها لكل شخص يغادر حظيرته.

إلى صيدنايا

وأكد أن مصير شقيقه بقي مجهولاً لنحو 4 أشهر حتى مطلع العام الجاري، قبل أن يتبين أن غالبية من تم اعتقالهم من المشفى العسكري تم نقلهم إلى صيدنايا، وللعلم ومع بعض البحث وروايات الشهود، لم يعتقل نظام أسد أي لبنانيين أو منحدرين من مناطق الساحل السوري، واقتصرت الاعتقالات على الفلسطينيين والسوريين(السنّة)، مشيراً إلى أنه وبعد دفع أموال طائلة تمكنوا من تبيان مصير شقيقه وما زالوا حتى الآن يحاولون إخراجه بعد مضي عام تقريباً على اعتقاله.

وكانت "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا" أكدت قيام الأجهزة الأمنية التابعة لأسد باعتقال عدد من الأشخاص الناجين من حادثة غرق المركب في مدينة طرطوس، بحجة أنهم مطلوبون أمنياً وللخدمة الإلزامية، فيما أكدت مجموعة الإنقاذ الموحد وقوع عمليات اعتقال بحق الناجين من حادثة المركب، وهو الأمر ذاته الذي أكدته زوجة (فؤاد حبلص) الناجي اللبناني الذي اعتقله نظام أسد لمدة 3 أشهر، وكيف طالبها نظام أسد أن تنسى زوجها نهائياً عند توجهها لرؤيته في طرطوس.

كما كشف موقع أورينت نت في تقرير نشره مؤخراً، تعمّد بعض الضباط اعتقال الناجين من رحلات الهجرة غير الشرعية الذين يقعون بقبضة ميليشيات أسد بهدف ابتزازهم والحصول على المال منهم، في وقت كشفت فيه مصادر أن هؤلاء الضباط هم أنفسهم من يديرون رحلات التهريب ويسهّلونها.