50 مليار دولار لإيران على أسد ووثيقة مسربة تكشف كيفية السداد

50 مليار دولار لإيران على أسد ووثيقة مسربة تكشف كيفية السداد

كشفت وثيقة سربتها مجموعة معارضة إيرانية من خلال اختراق موقع الرئاسة بأن نظام الخامنئي أنفق خلال 10 سنوات من الحرب في سوريا أكثر من 50 مليار دولار سيتم استعادة قسم منها عبر الاستثمار في النفط والفوسفات.

وتوضح الوثيقة التي حصلت عليها مجموعة "ثورة لإسقاط النظام" المعارضة أن الميزانية التي أنفقها النظام في إيران لدعم ميليشيا أسد على مدى 10 سنوات تجاوزت 50 مليار دولار، مشيرة إلى أن طهران تعتبرها "ديوناً" تريد استعادتها على شكل استثمارات ونقل للفوسفات والنفط والموارد الأخرى من سوريا إليها.

جدول زمني مدته 50 عاماً

وتضم الوثيقة تقريراً مجدولاً بعنوان "تحديد التزام إيران الاستثماري في سوريا وسداد الديون" أعده "النائب الأول لرئيس الجمهورية لشؤون التنسيق الاقتصادي والبنية التحتية" في فبراير/شباط 2023، حيث جاء فيه أن مطالبات إيران من سوريا لاستحصال ديونها تنقسم إلى فئتين: مطالبات عسكرية ومطالبات مدنية.

ويوضح قسم المطالبات المدنية أن إيران دفعت خطوط ائتمان و"مدفوعات أخرى" لميليشيا أسد على مدار 10 سنوات، كما أرسلت النفط ودفعت أموالاً نقدية لها.

وتشير إلى أنه نتيجة للاتفاقية التي وقعها وزير اقتصاد أسد مع وزير الطرق والتنمية العمرانية الإيراني السابق في سبتمبر/أيلول 2022، فمن المفترض أنه خلال جدول زمني مدته 50 عاماً، ينبغي سداد حوالي 18 مليار دولار لإيران.

وجاء في التقرير المجدول المرفق للوثيقة مجموعة 8 مشاريع استثمارية بمناطق سيطرة ميليشيا أسد، ستنفق إيران 947 مليون دولار عليها حتى تتمكن من تلقي إيرادات تلك المشاريع لمدة 50 عاماً.

الفوسفات السوري

ومن ضمن تلك المشاريع يوجد اتفاق حول منجم سوري للفوسفات بطاقة 1.05 مليار طن تم الاتفاق عليه عام 2015، إذ إن إيران تستخدم الفوسفات لإنتاج الأسمدة الكيمياوية، حيث تحتاج إلى 530 ألف طن من تربة الفوسفات سنوياً في القطاع الزراعي.

ومن المفترض أن تحصل إيران على جزء من مطالبها في هذا المنجم خلال 50 عاماً باستثمار 125 مليون دولار سيتم تنفيذه خلال 3 سنوات.

وتم تنفيذ هذا العقد منذ عام 2018 حيث تم استخراج 2.05 مليون طن من الفوسفات من هذا المنجم حتى فبراير/شباط الماضي، وفق ما ورد في التقرير.

النفط السوري

إلى جانب الفوسفات، ذكر التقرير أن هناك عقداً آخر يتعلق بحقل نفط حمص "رقم 21 "، باحتياطي 100 مليون برميل، حيث بدأ تنفيذ هذا العقد الذي تبلغ مدته 30 عاماً في عام 2020.

وستستثمر إيران 300 مليون دولار فيه لإنجازه في غضون 5 سنوات لسداد 3.4 مليار دولار من ديونها من هذا الحقل.

وإلى جانب الحقل المذكور هناك حقل "رقم 12" في البوكمال، حيث أبرمت طهران مع حكومة ميليشيا أسد عقداً مدته 30 عاماً باستثمار 300 مليون دولار في غضون 5 سنوات، لتكسب منه ما مجموعه 3 مليارات دولار.

استثمارات أخرى

وفق الوثيقة المسربة فإن إيران تعمل على إنشاء وتشغيل محطة للهاتف المحمول في سوريا من خلال إنفاق 222 مليون دولار خلال 3 سنوات، لتكسب منها حوالي 1.5 مليار دولار.

كذلك، ينص على "دفع جزء من دخل ميناء اللاذقية على مدى 5 سنوات"، ومشروع آخر يمنحها الحق في استثمار "5 آلاف هكتار من الأراضي الزراعية" ليغطي 25 مليون دولار من ديون سوريا لإيران في غضون 25 عاماً.

وهناك أيضاً عقد يسمى مشروع "زاهد" لتربية المواشي، حيث من المقرر أن من خلاله سيتم سداد 7 ملايين دولار من مطالب إيران من سوريا على مدى 25 عاماً.

استحصال الديون

ووفقاً للوثيقة المسربة، يبلغ إجمالي الاستثمارات الإيرانية في هذه المشاريع 947 مليون دولار. وبناءً على تقديرات، يفترض أن تحصل طهران على 17 ملياراً و932 مليون دولار منها.

ووفق تقرير مساعد الرئيس الإيراني فقد تم اختيار هذه المشاريع من قائمة تضم 130 مشروعاً تم تقديمها من قبل حكومة ميليشيا أسد فيما تتم مراجعة مشاريع أخرى ودراستها ميدانياً.

وفي حين تتولى جهات تابعة لميليشيا الحرس الثوري الإيراني مهمة تحصيل الديون، يوضح التقرير أن المطالبات العسكرية، بالإضافة إلى العديد من التحفظات من جانب ميليشيا أسد "لم تستكمل بعد من قبل المؤسسات الداخلية الإيرانية ولا يمكن ذكر رقم محدد".

وكانت المشاريع المذكورة قد تم ذكرها في وسائل الإعلام الإيرانية خلال السنوات الماضية عند تغطية الاتفاقيات المبرمة بين حكومتي ميليشيا أسد والملالي سواء في دمشق أو طهران.

وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أجرى زيارة إلى سوريا مطلع شهر أيار الماضي والتقى رئيس عصابة المخدرات بشار الأسد، في أول زيارة لرئيس إيراني منذ انطلاق الثورة السورية عام 2011.

وخلال الزيارة تم الإعلان عن توقيع خمس عشرة اتفاقية اقتصادية في مجالات النقل والصناعة والإسكان والزراعة والنفط والسياحة والمناطق الحرة وغيرها.

وكان وزير الطرق وبناء المدن الإيراني (مهرداد بزر باش) قد أعلن عن تشكيل ثماني لجان تخصصية، إحداها "لجنة متابعة الديون والمستحقات" لإجراء التحقيق الدقيق لحجم الديون، وكان الأخطر هو ما كشفه الوزير عندما قال إن لدى الجانبين اتفاقات سابقة تنص على إعطاء نظام أسد أراضي لإيران بدل هذه الديون.

ومنذ اندلاع شرارة الثورة السورية عام 2011 عملت إيران على إرسال المرتزقة والميليشيات الشيعية في سبيل دعم ميليشيا أسد في حربها ضد الشعب السوري، فيما رهنت الأخيرة مقدرات البلاد وثرواتها في سبيل بقاء بشار أسد على كرسي الحكم، رغم قتل وتهجير أكثر من نصف السوريين.

التعليقات (3)

    Majed

    ·منذ 8 أشهر أسبوعين
    ولو فرضنا أن هذا الكلام صحيح - معناها الحظر الذي تدعيه أمريكا على إيران هو حظر كاذب - لأنه يلبي إن لم كل المطالب الإسرائيلية - فعلى الأقل جزء من المطالب الأمريكية والإسرائيلية وبناء عليه لايوجد حظر على إيران وإنما الحظـــر يشمل فقط الإيرانيين السنــــــــــــة والسوريين السنة - والباقي كله دعاية عما يضحكوا فيها على الشعوب سواء من عنا أو من عندهــــــــــــــن ..

    سوري مُشرد

    ·منذ 8 أشهر أسبوعين
    على أساس أن الخنزير المجرم السفاح زعيم عصابة المخدرات سوف يظل حياً و متمسكاً بكرسي الحكم من الآن و حتى 50 سنة و مجوس إيران سوف يُثبتون أرجلهم في سوريا و يضمنون حصولهم على ديونهم على هذه المجرم. الله وحده يعلم ماسوف تكون عليه الحال بعد 50 سنة و بما أن الله يُمهل و لايُهمل فإيماننا بالله يجعلنا نؤمن أيضاً أن عقاب الله آتٍ لا محالة و كل الجرائم التي ارتكبها هذه المجرم مع أفراد عصابته بحق الشعب السوري و بحق أهل السنة تحديداً لن تمر دون عقاب شديد من الله.

    مواطن مسلم سوري

    ·منذ 8 أشهر أسبوع
    أعجبتني صياغتكم لعنوان الخبر ((50 مليار دولار لإيران على أسد)) أي أن هذه الديون على عائلة و ليست على سوريا . بالتالي من الظلم الفادح أن يستدين معتوهون أو حمقى من تلك العائلة ثم يكون مطلوباً من أهل سوريا تسديد الديون . هل يوجد عدل في هذا المجتمع الدولي ؟! و ثائق كيفية السداد تعني أن أغنياء الساحل و أغنياء الأقليات و ما تبقى من أغنياء في مدن دمشق و حلب و حمص و السويداء ... سيكونون الخاسرين الكبار بدون شك و سيدفعون ثمناً باهظاً نتيجة سيرهم وراء ابن أنيسة زوجة حافظ "القائد الخالد" !!!
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات