إهمال طبي يودي بحياة شاب عشريني من السويداء وعائلته تنعاه بكلمات مؤثرة

في حادثة تعكس أبشع أنواع الإهمال والاستهتار بأرواح المرضى، دفع الشاب "مرهف رسلان أبو فخر" من محافظة السويداء حياته نتيجة استعجال الطبيب الذي غادر غرفة العمليات بعد العملية فوراً، دون أن يطمئن بأن الأمور على ما يرام وأن مريضه بصحة جيدة.

وذكرت شبكات وصفحات محلية أن الشاب العشريني الذي ينحدر من قرية كفر اللحف في الريف الغربي للسويداء توفي اليوم الثلاثاء، بعد تعرضه لنزيفٍ حاد نتيجة مضاعفات عمل جراحي خضع له في أحد المشافي الخاصة بالمحافظة.

من جانبها، نعت عائلة الشاب أبو فخر ابنها بكلمات مؤثرة تعكس عمق حزنها وغضبها من الإهمال الطبي الذي كان سبباً بمفارقته للحياة.

وقالت العائلة في مستهل نعوتها عبر صفحتها على فيسبوك: "من لم نخسره بالحرب والبحر خسرناه نتيجةً إهمالٍ طبي لا إنساني وغير أخلاقي دون احترامٍ لأدنى درجات الشرف المهني أو اعتبار للروح الإنسانية وقدسيتها، هي نعوةٌ لشاب، ولكنها بالمجمل نعوةُ وطنٍ خسر من يُفْتَرَض أنهم النخبة المنقذة فيه كل مبدأ".

وأضافت: "ننعى إليكم وفاة الشاب مرهف نتيجةَ الإهمال الطبي وعدم المبالاة من الطبيب الجرَّاح ومغادرته فوراً لمريضه بعد إجرائه عملية جراحية وتعرضه لنزيفٍ داخلي واختلاج ما أدى لوفاته مع عدم وجود الطبيب المشرف".

وبحسب ما نقلت شبكة الراصد عن مصدر مقرب من عائلة الشاب فإن العائلة تحمّل الطبيب الذي أجرى العمل الجراحي لولدهم مسؤولية وفاته، نتيجة ما قالوا إنه إهمال مريضه ومغادرته للمستشفى فور الانتهاء من العملية، وترى لو أنه بقي لمراقبة مريضه لكان استطاع إيقاف النزيف وإنقاذ حياته، مضيفين أنه لم يكن هناك أي حديث عن خطورة العملية، بل هي عملية "فتق" عادية.

وأشار المصدر إلى أن العائلة قامت بطلب استدعاء للطبيب الشرعي، وقدموا بلاغاً حول الحادثة للجهات المعنية التي فتحت تحقيقاً بالموضوع بعد ادعائها على الطبيب.

وكان مرهف أبو فخر رسلان الذي بلغ الثالثة والعشرين من عمره عاد قبل أيام من دولة الإمارات التي يعمل بها منذ عامين، من أجل مساعدة أهله على تكاليف المعيشة الباهظة.

ويشهد القطاع الصحي في مناطق سيطرة ميليشيا أسد واقعاً مزرياً، بسبب الإهمال الطبي والفساد الممنهج، إضافة إلى هجرة الأطباء والكفاءات هرباً من تردي الأوضاع الاقتصادية.