ناصر الثورة وعادى الأسد وحزبه.. وفاة الشيخ العلامة "مصطفى الصيرفي"

نعت هيئة علماء المسلمين وكبار الفقهاء في الوطن العربي وناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، الشيخ السوري الكبير والداعية المفكر "مصطفى محمد الصيرفي" عن عمر ناهز 94 عاماً بعد وعكة صحية انتقل بعدها للمستشفى حيث فارق الحياة.

وبحسب موقع الشرق، فقد توفي المفكر الإسلامي وعضو لجنة القضايا والأقليات في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أمس في العاصمة القطرية (الدوحة) وصلي على جثمان الفقيد بعد صلاة المغرب في مقبرة مسيمير. 

حياته وتعليمه

ولد الداعية "الصيرفي" في مدينة حماة عام 1929 وتعلم في مدارسها كما لازم في شبابه الشيخ الشهير (محمد الحامد)، وبعد ذلك أكمل تعليمه العالي في دمشق حيث حصل على إجازة في الحقوق عام 1950، ثم دبلوم الحقوق الدولية عام 1951 ومارس مهنتي المحاماة والتعليم وبرز فيهما.

وفي عام 1963 هاجر إلى الإمارات العربية بسبب خلاف له مع قيادات في حزب البعث، ثم استقر في قطر في الثمانينيات من القرن الماضي، واقتصر عمله في مجال التربية والتعليم والدعوة، حيث أصبح مشرفًا علميًّا وتربويًّا على عدد من المدارس، كما صاهر الشيخ الصيرفي "آل الشقفة" في حماة وله 3 أبناء (محمد، عمر، منى).

وانضم الصيرفي إلى الحركة الإسلامية في سوريا في بداياتها وفيما بعد أصبح مسؤول الطلبة فيها، كما قام مع الدكتور عبد الكريم عثمان بتأسيس ما يسمى "الأُسَر الإخوانية" تأسّياً بجماعة الإخوان المسلمين في مصر. 

مواقفه الثورية

وكان الشيخ خطيباً في أحد مساجد الدوحة، وقد عرف بأسلوبه المؤثر واهتمامه بقضايا السوريين، وفي بداية الثورة ناصر الداعية السوري أبناء شعبه ووقف بوجه الطاغية بشار الأسد، حيث ظهر في مقطع مصور وهو يدعو للحرية ويبارك قيام الشباب بالثورة بوجه من احتل البلاد لـ50 عاماً.

ولفت الداعية الصيرفي إلى أن سوريا قد "نكبت نكبة لم يشهدها بلد آخر، وذلك من قِبَل رجل لا يخاف الله ولا يعرف الإنسانية ولا الشرع، ولا يفرق بين صغير وكبير ولا امرأة ولا رجل ولا مريض ولا صحيح" مضيفاً أن الحكم في سوريا "ليس حكم بشر ولكنه حكم وحوش يفتكون بالشعب".

كما أوضح أن المأساة التي يعيشها المدنيون بسوريا تدمى لها كل عين حر ويحزن لها كل قلب شريف، وإن ملايين الناس أصبحوا مهاجرين ولا يعرفون أين يعيشون بعد أن دُمرت بيوتهم وقُتل آباؤهم وأمهاتهم وأطفالهم، مشيرا إلى أن المدنيين حالياً يعيشون في ظروف صعبة جداً وينطبق عليهم مثل القائل: "ارحموا عزيز قوم ذل".

آراء العلماء بالشيخ الراحل

ووصفه الدكتور "علي القره داغي" الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بأنه داعية مؤثر وقوال بالحق، في حين قال عنه الدكتور علي الصلابي بأنه أحد أعلام الحركة الإسلامية في سوريا وخطيب محبوب، وداعية وعالم رباني وعضو رابطة العلماء السوريين.